×
محافظة المنطقة الشرقية

أدبي الأحساء يحتفي بإصداراته.. ومُراجعة التُراث في مُنتدى الثلاثاء

صورة الخبر

النسخة: الورقية - دولي الاحد 13/4/2014: مراسيم قاتلة مؤرخو الحروب اللبنانية (منذ أواسط سبعينات القرن الماضي إلى اليوم) يصطلحون على 13 نيسان (أبريل) 1975 بدءاً لها، ولا داعي للتفصيل في حادث مقتل عدد من ركاب باص فلسطينيين ولبنانيين من سكان مخيم شاتيلا أثناء مرورهم في ذلك اليوم في حي عين الرمانة متجهين إلى مخيم تل الزعتر، وقتل في الحادث أيضاً شاب عند مدخل بيت «الكتائب اللبنانية». الحروب البادئة عام 1975 سُمّيت كذلك لأنها كانت ساخنة نتيجة ضغوط لم تتحملها الطبيعة الباردة للصراع اللبناني- اللبناني. وجوهر الصراع طبيعة العلاقة مع الداخل العربي، بين وجهة تتمسك بالاستقلال، على رغم صعوبته وتعقيده، ووجهة أخرى تفضّل الالتحاق في سياق قضايا كبرى مثل قضية فلسطين، على رغم خطورة ذلك على الوطن الصغير. بين عامي 1975 و1990 (نهاية الحروب الساخنة والإعداد لاتفاق الطائف) قُتل حوالى 2.7 في المئة من سكان لبنان، وهاجر 33 في المئة استقر معظمهم في المغتربات، وتعرّض 0.75 في المئة للإخفاء القسري ولا يُعرف مصير معظمهم إلى اليوم. وتعاقب على حكم أمر واقع لمناطق في لبنان، المنظمات الفلسطينية والجيش السوري والجيش الإسرائيلي، وكانت الذراع الضاربة على الأرض ميليشيات محلية قادرة على المناورة للمحافظة على مصالحها بمناهضة الدولة الجامعة والقانون وحقوق المواطَنة. 13 نيسان محطة انطلاق لحروب متعددة الشعارات والبيارق، استطاع لبنان خلالها أن يصمد في وجه قوى قادرة على تهديم دول كبرى، لكن الشوكة الباقية في رقبة لبنان هي ميليشيات تستولي اليوم بالمراسيم على ما عجزت عن الحصول عليه بالقتل والتخريب.   > الثلثاء 15/4/2014: لا تصدّق أتكون أنت الفتى صائد العصافير العابر الحقول آخر الصيف، وتحت قدميك تتكسر سنابل تركها الحصّادون؟ أتكون أنت وقد محيت ذكرياتك بمستحضرات كيماوية، لتستقر حقاً في حياتك الجديدة ولا تحزن؟ آخر الليل التنفس في أفضل حالاته. احتاج الأمر إغفاءتين وفيلماً تراه للمرة العاشرة، احتاج تلويحة هواء من شجر الحديقة لينهض النائم ويغني. التنفس من هواء الشجر ووداع الهواء القديم بعطره الذي لا يُنسى. ينهض النائم ويسمع القول: لا تصدقهما، الداعية المسلّح والمرأة البخيلة، بل صدّق هواء الحقول القديم وهواء الشجر الجديد.   > الأربعاء 16/4/2014: نزيه خاطر أخبرني عبده وازن بوفاة نزيه خاطر. الصدمة والحزن. لم أكن أدري أنه جاوز الثمانين. كم تمر السنوات سراعاً. كان نزيه انقطع عن النشر قبل خمس سنوات، وكنتُ أراه في مقاه متفرقة في شارع الحمرا، شارعه، حيث شقته الصغيرة منذ عهد بيروت الذهبي. هو النحيل يزداد نحولاً بين لقاء وآخر، لكن اللطف يبقى والسؤال والبحث عن أجوبة غير قاطعة. لم يكن الرجل يقينياً، لذلك بدت مقالاته في المسرح والتشكيل قراءة في العمل الفني لرصد ملامح والبحث عن جديد والربط بتجارب أخرى، وأحياناً للإعلان عن اختراق. ولنقل إن كتابته سؤال يليه سؤال، ومن تعاقُب الأسئلة الطالعة من حفريات العمل الفني يتشكّل ما يشبه أفقاً جديداً لا جواباً حاسماً أو حكم قيمة. بدأ كتابة النقد بالفرنسية، التي أتقنها مثل لغة أمّ ثم علّمها، لكنه انتقل إلى الكتابة بالعربية نتيجة إلحاح والده المؤرخ والأنثروبولوجي الراحل لحد خاطر. أخبرني نزيه أن العائلة أقامت احتفالاً لدى نشر مقاله النقدي الأول باللغة العربية، في إيحاء أن العربية قادرة على حمل رسالته أكثر من الفرنسية. كان ذلك في زهو الستينات وفي صفحة «النهار» الثقافية الحاضنة حداثة بيروت حين كانت عاصمة ثقافية للمشرق العربي. تقرأ مقالات نزيه خاطر في «النهار» فتتألف أمامك كرونولوجيا نقدية للمسرح والفن التشكيلي اللبناني والعربي والأجنبي الذي عرضته بيروت لجمهور يهجس بالحداثة والتمرد، نعمة تلك الأيام. كتابات هذا الناقد جزء من زاد معادنا، يوم نتخفف من عدوانية الموت وتنهض في نفوسنا نزاهة الحياة. كتابات تتطلب قارئاً يلتقط الإيماءة، لذلك لم يجمعها نزيه خاطر في كتاب أو كتب، فإذا جُمعت تحتاج هوامش تعريفية وتوضيحية قد تعادل النص.   > الخميس 17/4/2014: إمام في فرنسا يعاني مسلمو أوروبا والأميركتين وربما إخوانهم في الشرق الأقصى، من إدراجهم في حروب دموية تخوضها جماعات إسلامية مسلّحة في العالم العربي وفي آسيا الوسطى وصولاً إلى أفغانستان. تعتبرهم جنوداً من دون أن تعرف رأيهم في حروب تبدو غالباً عبثية أو تلبية لأمر قائد يتذرّع بالإسلام ليطلب سلطة. وفيما تنشر الوكالات أخبار شبّان مسلمين متطرفين يتركون مكان ولادتهم وسكنهم في أوروبا للقتال في أفغانستان ثم في العراق، وسورية في الفترة الأخيرة، تمتنع عن نشر أخبار ارتداد مسلمين أوروبيين عن دينهم، خصوصاً في ألبانيا وما جاورها، في محاولة بائسة للتنصل من الصورة الدموية التي يقدّمها المتطرفون للإسلام وتتولى إضاءتها يومياً في العالم جهات معادية. ولعل المرتدّين الذين لا تذكرهم الوكالات أكثر عدداً من المنصاعين لرسائل التطرف العربية والآسيوية. ثمة نقاش في الوسط الإسلامي الأوروبي والأميركي يتسرب منه القليل، ويهجس بالمحافظة على الإيمان الإسلامي والبحث عن شيء من الاستقلالية في وجه دعاة يأتون من الخارج ليحرّضوا المسلم الأوروبي من دون أن يعرفوا ظروف حياته ويوميات إيمانه وعبادته. في سياق إضاءة الإسلام الأوروبي صدرت عن «دار جداول» ترجمة سعيد بنسعيد العلوي لكتاب طارق أوبرو «إمام في فرنسا- رسالة ووظيفة». الكتاب حوار مطوّل مع طارق أوبرو (إمام مسجد بوردو) أنجزه سيدريك بايلوك ساسوبر وميشال بريفو. ومن الكتاب/ الحوار هذان السؤال والجواب: - السؤال: فكرة غزو أوروبا تغيّب العقل والحوار، والمشكل أن الفكرة تتم استعادتها من بعض الدعاة العرب. هكذا نجد أن خالد مشعل المرابط (من حركة «حماس») يصرّح من أعلى المنبر في أحد المساجد الدمشقية، بأن «أمة الإسلام ستأخذ مكانها فوق عرش العالم، وسيندم الغرب كله حين لا ينفع الندم». وفي فرنسا نفسها، نجد طارق سويدان (الكويت) يأتي بحديث يتنبأ بالغزو، ويقول إن لا خوف على المسلمين من ذكر هذا الحديث، وذلك في مداخلته في التجمع السادس والعشرين لمسلمي فرنسا (المنظّم في بورجيه سنة 2009)، ثم إن كلامه قوبل من القاعة بتصفيق حاد. - الجواب: لست أفهم الشيء ذاته من كلام السيد مشعل، ذلك أن الآية التي يُلَمِّح إليها تتحدث عن سنّة الله في التاريخ -وليس في شرع الله بمعنى الواجبات والمحرّمات التي تُلزم المسلم-، حيث تقرر أن الحضارات والأمم تنشأ ثم تزول. ولكن لا أريد أن أنصّب نفسي محامياً عن هذا الشخص، ما أقوله فقط هو من أجل العودة بالمقطع المذكور من الآية القرآنية إلى دلالته الصحيحة، حرصاً على الترجمة الجيدة. فأما حديث غزو روما، فإني أقول إنه من هذا النوع من الخطاب الكلاسيكي للوعّاظ العرب بغاية إعطائنا دروساً، هنا، في فرنسا وفي أوروبا، حيث كان الأجدر بهم أن يهتموا بمشاكل المجتمعات الإسلامية هناك، في البلدان التي ينتسبون إليها. وفي ما يتعلق بالفتح الوارد ذكره في الحديث، فإنه لم يقل إن الفتح سيكون عملية عسكرية، وإنما بالإمكان أن يكون محض حضور سلمي «حضور شهادة»، وتلك هي الحال. غير أن ما آسف له هو أن هذا الحضور ليس في مستوى الشهادة التي يتعيّن على مسلمي أوروبا تقديمها، وهذا هو المشكل الحقيقي! يعلم الجميع مدى نفوري الشديد من هذا النوع من الخطاب الأجنبي الذي يجعلنا بمثابة «طابور خامس» في الغرب. يأتي أمثال هؤلاء الدعاة ليُفسدوا ما نقوم به من جهد في الإدماج السلمي للإسلام في الغرب، يأتون ليفرضوا علينا إسلاماً عربوياً، شرقياً كان أم مغاربياً، يعاني أحياناً من عقد كثيرة، فهو إسلام أبوي يسعون إلى تمريره من خلال مسلمي أوروبا.