لا تزال أصداء الأسئلة التي أثارها منتدى جدة الاقتصادي الذي عقد مؤخرًا تحت عنوان «الإنماء من خلال الشباب» تبحث عن إجابات ومنها ما هي الأسباب الحقيقية وراء البطالة في المملكة، وما هي الجهه المسؤولة عن توفير الوظائف وتسهيل بيئة العمل. «المدينة» في هذا التحقيق تسلط الضوء على هذه النقاط لتخرج بإجابات شافية للقارئ على لسان المسؤولين وأهل الخبرة، حيث حمل بعضهم مخرجات التعليم كافة المسؤولية بينما بعضهم الآخر انتقد الجهات المسؤولة عن التوظيف في القطاع الخاص والمنشآت الحكومية. وأشار الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتورعبدالله دحلان إلى ضرورة تغيير هيكلة المقررات في المدارس دون المساس بالدين واللغة العربية، إلى جانب إضافة اللغة الإنجليزية كلغة رئيسة في المناهج منذ المرحلة الابتدائية للدراسة، وأن تكون الدراسة بدافع الرغبة، وليس العجز عن القبول بالجامعات، إضافة إلى إعادة هيكلة كما طالب بإضافة مواد تتعلق بالمهنية والتجارة البسيطة في المدارس لكسب الخبرة ونقل التخصصات المهنية بعد التخصصات الجامعية فلا بد من إيجاد جامعات تقنية. وعن الجهود التي تتم مؤخراً من قبل الجهات الحكومية والخاصة في احلال الوظائف من الأجانب واتاحتها للسعوديين قال دحلان: كل الجهود التي تبذلها الدولة لإحلال السعوديين مكان الأجانب من خلال برنامج السعودة لن تكون مجدية إذا لم يتم إصلاح التعليم «حتى لو استطعنا أن نوظف هؤلاء العاطلين». وقال للأسف المشكلة ليست في الحصول على الشهادات وانما كيفية مواءمتها لسوق العمل بحيث تشير الإحصاءات إلى ان عدد العاطلين من السعوديين الذين يحملون مؤهلات عليا كبير جداً وهنا نستنتج ان المشكلة ليست في الشهادات وانما في المخرجات الموائمة لسوق العمل. ثقافة التدريب وأوضح ابراهيم المعيقل مدير عام الموارد البشرية ان هناك ثلاثة مقومات أساسية لو اعتمدنا عليها لوصلنا لدرجة كبيرة في التوظيف وإتاحة الفرص العملية للشباب، وهي: «التعليم والتأهيل والتدريب» وقال المعيقل: إن الموارد البشرية في العالم كله تعتمد على 3 مقومات رئيسة تتضمن التعليم والتأهيل والتدريب،وقد أعطت بعض الدول التعليم نسبة بسيطة من حيث الأهمية، في حين نسبته الكبرى لكل من التدريب والتأهيل، وقال نحن نتقدم الجامعات العالمية من حيث نسبة الابتعاث في أعداد الطلاب الدارسين لذلك سوق العمل المحلي محتاج للكثير من العاملين خلال الأعوام المقبلة، لذلك لابد ان نعتمد على التدريب ونريد مساعدة مسؤولي الشركات في اتاحة الفرص التدريبية وعدم التركيز على الأمور التي لا توفر لطالب العمل الخبرة المستقبلية. وطالب المعيقل الشركات والمؤسسات باتخاذ افضل اساليب التدريب والتطوير للموظفين وخاصةً الجدد بهدف تحفيزهم وتشجيعهم لحب العمل واتقانه في المستقبل. مخرجات التعليم من جهته أشار مدير عام فرع وزارة العمل بمنطقة مكة المكرمة عبدالمنعم الشهري، إلى أن القرارات الحكومية، التي صدرت جاءت لمصلحة الشباب وهي قرار مجلس الوزراء المطالب بالمواءمة بين مخرجات التعليم، واحتياجات سوق العمل، مؤكداً ان التعليم هو الأساس الأول في خروج جيل مدرب وفق مايحتاجه سوق العمل. وقال: إن التوظيف مسؤولية الجميع ولن يرمي قطاع بثقله على الآخر لأنه في النهايه نحن جهات وجدت لخلق الوظائف وتنظيم سوق العمل، واشار إلى ان هناك تنسيقاً بين العمل والتجارة لدعم المشروعات الصغيرة وتنظيمها واتاحة الفرص الوظيفية للشباب والشابات. 10 ملايين أجنبي ويشير صالح كامل إلى ان إحصاءات وزارة العمل تقول إن المتعطلين عن العمل لا يتجاوزون مليون شخص، في مقابل 10 ملايين أجنبي يعملون على أرض المملكة، مشيرًا إلى أن هناك عوامل كثيرة ساهمت في البطالة منها الثقافة الاجتماعية والتعليمية، مطالباً الشباب بضرورة العمل والخوض في ممارسة الأعمال الحرفية والمهنية التي مارسها آباؤنا من قبل وحظيت بنجاح باهر لروادها. النساء العاطلات أشارت عميدة كلية إدارة الأعمال بجدة الدكتورة نادية باعشن إلى أن الإحصاءات تبين أن عدد العاطلات عن العمل من النساء السعوديات بلغ 60% أي أنه من بين كل 10 نساء هناك ست عاطلات، لافتة إلى أن هذه النسبة تشكل خطرا على المجتمع السعودي ونموه. وانتقدت باعشن بعض الإجراءات وعدم وجود التسهيلات من خلال مراجعة المرأة للدوائر الحكومية، مشيرة إلى ان المرأة لديها امكانيات وقدرات وفكر ومتى اتيحت لها الفرصة فستقدم الكثير. وعن عمل المرأة كمعقبة في بعض الدوائر والقطاعات: قالت للأسف البعض لا يتجاوب مع المرأة المعقبة بحيث يطلب منها احضار من ينوب عنها او ولي امرها، واشارت إلى ان الكثير من النساء يتعرضن للإحراج اثناء العمل والسبب هنا عدم وجود ثقافة وتقبل ثقافة عمل المرأة وأكدت غياب أكثر من 27 نشاطا عن المرأة السعودية، مبينة أن المناخ الاستثماري في السعودية يعد طارداً لعمل المرأة، مطالبة بإعطائها تسهيلات حكومية وبنكية وفرصا تجارية. من جانبه اشار رجل الأعمال وعضو مجلس ادارة الغرفة التجارية بجدة نصار السلمي إلى ان توفير الفرص الوظيفية، ومساعدة الشباب على الإبداع في ريادة الأعمال تعد إحدى الركائز التي يقوم عليها المجلس الجديد، وبخاصة مع تزايد نسب البطالة».وقال السلمي نحن كممثلين للقطاع التجاري لن نتكاسل او نقصر في توظيف الشباب مدى مارغب الشاب في ذلك مشيراً إلى ان القطاع الخاص يوجد به الكثير من الفرص الوظيفية التي تساعد الشاب على بناء مستقبله وتطوير قدراته وطاقاته الفكريه. المزيد من الصور :