احتفظ سمير فرنجية بنقائه ونبله ولم يفقد يوما ايمانه بلبنان على الرغم من كلّ الخيبات. الأكيد ان ما ساعده في ذلك كانت مواقف البطريرك صفير الذي دفع الى مصالحة الجبل والى المطالبة بخروج القوّات السورية من لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي في ايّار ـ مايو من العام 2000 ثمّ الى قيام لقاء قرنة شهوان الذي مهّد لما اسماه سمير قصير "استقلال 2005" بعد ارتكاب جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه. كان سمير فرنجية متصالحا دائما مع نفسه. لم يدخل في مساومات رخيصة، على الرغم من انّه كان دائما رجل حوار. لم يفه لبنان حقّه. هذا امر طبيعي في بلد لم يسمح لوالده حميد قبلان فرنجية بالوصول الى موقع رئيس الجمهورية في العام 1952، على الرغم من انّه كان اكثر المستحقين لذلك. هذا طبيعي في بلد بقي فيه نسيب لحّود "الرئيس الحلم"، نظرا الى انّه كان في استطاعته نقل البلد الى مكان آخر بعيدا عن المزايدات الرخيصة والمتاجرة بحقوق المسيحيين. لم يكن سمير فرنجية بعيد النظر فحسب، بل كان مختلفا أيضا. صنع موقعا لنفسه من دون ان يضطرّ الى السقوط في لعبة الطائفية والدمّ. كان راقيا في كلّ ملاحظاته و"تنكيتة" له وقادرا على التقاط التفاصيل التي تعني له الكثير. تحمّل الكثير في حياته. تحمّل ظلم القريب وظلم كلّ الذين افتروا عليه... لكنّه لم يتحمّل يوما الاغبياء والتافهين والسطحيين الذين يؤلّه اللبنانيون، خصوصا المسيحيين منهم، بعضهم. بقي مؤمنا بانّ الاعتدال وحده يحمي لبنان ويحمي مسلميه ومسيحييه. تلك، كانت وصية رجل تعلّم من مدرسة ريمون اده ان هناك مبادئ لا يمكن التنازل عنها في أي وقت من الاوقات وفي أي ظرف من الظروف. خيرالله خيرالله