مسقط: «الخليج» فنان عماني متألق شارك في عدد كبير من الأعمال الدرامية التي قدمته للجمهورين العماني والخليجي، من أهمها المسلسل الكرتوني «يوم بيوم» بجزأيه الأول والثاني، ومسلسلات «توين فيلا»، و«دهاليز»، و«بقايا زمان»، وغيرها الكثير من الأعمال التي تحمل طابعاً كوميدياً والتي كانت رديفة لأدائه المميز على خشبة المسرح. إنه الفنان محمد ناصر المعمري، ابن شناص، وصاحب البسمة الدائمة وراسم الضحكة على وجوه متابعيه في كل مكان. عن مشواره وأهم أعماله كان لنا معه الحوار التالي. } ما العمل الدرامي أو المسرحي الذي قدّمك إلى الجمهور؟ - أعتقد أن العمل الدرامي الذي قدّمني بشكل لافت إلى الإعلام العماني والخليجي، كان المسلسل الكرتوني «يوم بيوم» بجزأيه، حيث شهد هذا العمل نجاحاً لافتاً وأحبّه الجمهور وقرّبني منه، ثم توالت بعد ذلك الأعمال الأخرى الناجحة ومنها مسلسل «توين فيلا»، و«في بيتنا قاضي»، و«دهاليز»، و«ربشة»، و«كليب تايم»، وبعدها انتقلت لأحل ضيفاً في مسلسل كرتوني إماراتي ثم في مسلسل خليجي تم تصويره في الإمارات بعنوان: «خطوات شيطان» من إخراج حمد البدري، وإنتاج الفنان محمد الصيرفي. وحتى الآن لم يتم عرض هذا العمل وهو من بطولة الفنان غازي حسين، والفنانة بدرية أحمد، وعبير أحمد، ومشاري البلام، إلى جانب مجموعة كبيرة رائعة، استفدت منهم الكثير، وأتمنى أن يرى العمل النور قريباً. } شاركت في الكثير من الأعمال للمسرح، كيف كانت بداياتك فيه ومع أيِّ الفرق شاركت؟ - المسرح هو المرآة العاكسة لعيوب المجتمع، وبدايتي كانت في المدرسة من خلال الإذاعة المدرسية، حيث كنت أقدم اسكتشات بسيطة، وكان ذلك في الصف السادس الابتدائي، وأحسست بشغف كبير يقودني لمتابعة هذا الطريق، فاشتركت في النادي الثقافي في الولاية، وبعدها شاركت في أول عمل مسرحي لي، وكان مع فرقة مزون، مع الأستاذ المخرج والمنتج يوسف البلوشي، وكانت بدايات جميلة جداً ومشجعة لي، ثم تواصلت الأعمال مع عدة فرق مختلفة، فأنا غير منتسب لأي فرقة مسرحية، وأجد نفسي في كل مكان ومع أي فرقة، والمهم هو الخشبة، فبدأت أشارك بكثافة وقدمت كثيراً من الأدوار الكوميدية مع العديد من المسارح التجارية على مستوى السلطنة. } من المعروف أن الكوميديا هي أصعب الأنواع الفنيّة، ما الذي جذبك إليها؟ - المسرح الكوميدي أو المسرح الجاد كلاهما صعب، ولكن الكوميديا تبقى الأصعب؛ لأن الفنان يجب أن يتمتّع بخفة الظل وأن يكون قادراً على إمتاع وإضحاك جمهور متنوع الثقافات ومن مستويات عمرية مختلفة، جاء ليحضر العرض، وهو متعطّش للضحك، ويريد أن يرفّه عن نفسه. هنا على الخشبة يجب أن تكون قادراً على التصدي لهذه المهمة، وإلا فإن العمل سيفشل مباشرة وستفشل كفنان في الوصول إلى الجمهور. أنا اخترت هذا اللون لأنني أحببت الأدوار الكوميدية منذ بداياتي، وكان لي حضور في عدد كبير من المسرحيات منها: «عجيبون وغريبون»، و«باتمان بالغلط»، و«ماشي بالمقلوب». كما أنني أقدّم اسكتشات وفقرات التقليد، وأحب أن أرسم الابتسامة على وجوه الناس دائماً. } ما الإضافة التي تحققها مشاركة نجوم خليجيين في الأعمال المسرحية المحلية؟ - برأيي المتواضع فإن المسرح لا بد أن يجمع نجوماً من مختلف الدول العربية والخليجية، ما يمثل إضافة كبيرة للمسرح في أي مكان. وهناك فوائد عدة منها أنه يشكل عنصراً جاذباً للعرض المسرحي؛ لأن الجمهور المحلي يحب أن يرى نجومه الخليجيين مشاركين أيضاً في العرض، ويزيد من فرص نجاح العمل، كما أنه مناسبة جيدة لتبادل الخبرات بين الممثلين العمانيين والخليجيين. مثلاً مسرحية «المجلس» جمعتني مع الفنان العملاق محمد جابر، وهذا شرف كبير لنا وللعرض وللجمهور الذي حضر ليتابع بحماس أكبر، وشرف للفرقة ولأي عمل مسرحي، إلى جانب الخبرة الكبيرة التي نكتسبها. } ما رأيك في ظاهرة الشللية الفنيّة؟ - أتمنى أن ينتشر الحراك المسرحي في سلطنة عمان، ودول الخليج، وفي الوطن العربي. وأعتقد أن أكثر ما يؤذي هذا الهدف هو انتشار الشللية في الأعمال المسرحية. على المخرج أن ينتقي المجموعة التي يعمل معها، ولكن عليه أيضاً أن يطعّم مجموعته هذه بمجموعة من الفنانين المبتدئين وبأصحاب الخبرات، وبعشاق المسرح القادرين على العطاء. وكل من يحب ويعرف معنى الفن والمسرح والدراما، عليه أن يجد الفرصة عند أحد المخرجين. وبهذا فقط سنتمكن من تطوير المسرح والدراما بشكل مستمر. وللأسف، نرى أحياناً أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في بروز بعض الشباب الذين لا يمتلكون أي خبرات، ولا يمتلكون الحق في الشهرة سوى أنهم يمتلكون متابعين وهميّين، وهنا علينا أن نميّز بين الموهوب الحقيقي وبين من يدعي عشق الفن. } أيهما أهم بالنسبة لك، المسرح أم التلفزيون؟ - المسرح مهم جداً لي، والتلفزيون كذلك. أنظر إليهما على أنهما توأم روحي. ففي المسرح تبدع وتجتهد، والجميع يحبك، والتلفزيون ينقلك إلى العالم ويقربك من المشاهد، ولكن المسرح يقرّبك أكثر وتكون محتضناً للجمهور. إنه الواحة الحقيقية للفنان. } من هو الفنان الأكثر تميّزاً اليوم بين جيل الشباب؟ - كلهم نجوم. لا نستطيع أن نظلم أحداً، ولكن نتمنى من الشباب في الفترة الحالية ألاَّ يقعوا في فخ الغرور الزائد، فينسوا أنفسهم. وأنصحهم بالمشاركة والاقتراحات والتقرّب من الجمهور وألاَّ يكونوا انطوائيين. أريدهم دائماً أن يتذكروا أن النجومية تكون بالتألق وبجودة الأداء وبالأخلاق العالية. } هل لديك أعمال جديدة ستشارك فيها؟ - حالياً لا توجد لديّ أعمال جديدة. لكنني أنتظر عرض مسلسلي «خطوات شيطان»، وأتمنى أن يحصد النجاح. كما أتمنى أن تجمعني في المستقبل أعمال أكثر بفناني الخليج، وعمان، والوطن العربي.