×
محافظة المنطقة الشرقية

انتهاء التصاميم الهندسية لمشروع ممشى سماهيج.. وإنشاء حديقة

صورة الخبر

الدول الكبرى تستعيد تاريخها أثناء الخلاف السياسي إلا الولايات المتحدة، وتيلرسون يفضل الاهتمام بمشاكل الحاضر بدلا من الغوص في التاريخ.العرب  [نُشر في 2017/04/14، العدد: 10602، ص(1)]نهتم بالحاضر وليس الماضي لندن - يدفع الخلاف العميق في مواقف الدول الكبرى إلى الاستعانة بالتاريخ كنوع من تقبل الخلاف أو التذكير به لإحراز النصر المعنوي، إلا أن مسعى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في العودة بنظيره الأميركي ريكس تيلرسون إلى التاريخ وُوجِه بسد منيع. وسعى لافروف إلى إعطاء نظيره الأميركي تيلرسون “الحديث العهد” في الدبلوماسية درسا في أهمية معرفة التاريخ للاستفادة من دروسه، مؤكدا له أن من لا يتعلم من دروس الماضي لا يمكنه أن يعالج مشاكل الحاضر. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع تيلرسون إنه خلال مباحثاته مع نظيره الأميركي بشأن الملف السوري حاول أن يستعرض معه وقائع تاريخية لمناقشتها لكنه وجد أمامه سدا منيعا. كان تيلرسون يعالج الأمور بمنطق أميركي لا يعول على التاريخ، فالولايات المتحدة الأميركية نفسها عمرها 300 عام، فاختار أن يرد بطريقة وزير حديث العهد في الدبلوماسية، مفضلا عدم الغوص في التاريخ والاهتمام بدلا من ذلك بمشاكل الحاضر. لكن العالم يسير على قاعدة مفادها أنه إذا لم نتعلم من دروس الماضي فإننا نحكم على أنفسنا بالفشل في الحاضر، وفق الوزير الروسي الذي استرسل في سرد تاريخ الغرب وحلف شمال الأطلسي و”هوسهما” بإزاحة “دكتاتور” أو “زعيم مستبد” مثل ما حصل مع الرؤساء الراحلين الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش والعراقي صدام حسين والليبي معمر القذافي.سيرجي لافروف: إذا لم نتعلم من دروس الماضي فإننا نحكم على أنفسنا بالفشل مثل هذا التاريخ أيضا كان موضع خلاف مدوّ بين الدول الكبرى، ليس فقط في استعادته، بل في اختياره كدرس للاقتداء به في الحاضر، ففي جلسة مجلس الأمن في فبراير من عام 2003 قبل غزو العراق، دب الخلاف السياسي بين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة وفرنسا وروسيا وألمانيا والصين من جهة أخرى، لذلك لجأ وزراء تلك الدول إلى تاريخ بلدانهم للتذكير بأهميتها. وفي رد على تصريحات وزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رامسفلد الذي اتهم فرنسا وألمانيا بالانتماء إلى “أوروبا العجوز” أنهى دومينيك دو فيلبان وزير الخارجية الفرنسي كلمته بالإشارة إلى “بلد عتيق هو فرنسا في قارة عتيقة كقارتي أوروبا التي تتقدم واقفة بمواجهة التاريخ وأمام الرجال”. وقال وسط تصفيق من الحضور استغرق نحو نصف دقيقة “إن هذا البلد العتيق في هذه القارة العتيقة لا يخاف. إنه يريد التحرك بشكل حازم مع جميع أعضاء المجتمع الدولي”. لم يجد حينها كولن باول وزير الخارجية الأميركية إلا القول إن بلاده لا تمتلك تاريخا موغلا، لكنها تتصرف بحزم من أجل السلام الدولي. التاريخ كان “لعبة ملتبسة” أيضا في الجدل الأوروبي قبل الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فبوريس جونسون الذي قاد حملة بلاده للخروج من الاتحاد الأوروبي قال “إن الاتحاد يسير على خطى أدولف هتلر ونابليون بونابرت بسعيه لخلق دولة أوروبية كبرى”. وأضاف جونسون وزير الخارجية البريطاني الحالي “أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى الديمقراطية ووجود سلطة موحدة وأن مصيره الفشل، نابليون وهتلر وآخرون حاولوا فعل هذا وانتهى الأمر نهاية مأساوية”. الأمر الذي دفع رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى وصف جونسون بالفاقد للذاكرة السياسية. وكتب حينها وزير المال الفنلندي ألكسندر ستاب، “ماذا يحدث في مهد الحكمة والحضارة؟ إنها مقارنة فاضحة قام بها جونسون”. أما هيلاري بن، المتحدث باسم حزب العمال لشؤون السياسة الخارجية فاعتبر المقارنة التاريخية التي قام بها جونسون “مهينة ويائسة”. جونسون لم يستفد كثيرا من دروس التاريخ، فعندما دخل منزل طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بعد احتلال العراق عام 2003، استولى على علبة السجائر الخاصة به، بينما تمنت أسرة عزيز وقتها أن يأخذ أشياء أكثر أهمية كانت متاحة في المنزل المنهوب مثل مجلدات “تاريخ الحضارة” ومذكرات جورج واشنطن.