زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الكاتدرائية القبطية في العباسية (شرق القاهرة)، لتقديم العزاء في ضحايا تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، متعهدا «تقديم مرتكبي المذبحة إلى العدالة في أسرع وقت»، فيما كثفت أجهزة الأمن من إجراءاتها لتأمين الكنائس المصرية قبل عيد الفصح (القيامة) الأحد المقبل. وأعلنت الكنائس المصرية أن قداس العيد مساء غد سيتم من دون احتفالات والاكتفاء بالصلاة. وعممت الكنائس حزمة من التعليمات الأمنية على الأقباط في مصر، تشمل عدم السماح بدخول الحقائب، وطالبت المصلين بإبراز بطاقات هويتهم على الأبواب، ومن المقرر أن تمنع سلطات الأمن مرور السيارات في الشوارع المتاخمة للكنائس، مع نشر المكامن وخبراء المفرقعات في محيطها. وكان السيسي توجه صباح أمس إلى مقر الكاتدرائية المرقسية في العباسية، حيث التقى بطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني وعددا من قيادات الكنيسة، لتقديم العزاء في ضحايا كنيستي مار جرجس في طنطا والمرقسية في الإسكندرية، وأكد أن كل أجهزة الدولة «تبذل أقصى ما في وسعها لملاحقة مرتكبي تلك الأفعال الآثمة وتقديم كل من شارك فيها للعدالة في أسرع وقت». وشدد على عزم الدولة «الاستمرار في التصدي للإرهاب والقضاء عليه». وعاد السيسي إلى التلميح بتلقي الجماعات الإرهابية في مصر دعماً دولياً، مشيرا إلى ثقته في وعي الشعب المصري بكل طوائفه وإدراكه لحقيقة ودوافع من يدعمون الإرهاب الغاشم لـ»بث الفرقة بين أبناء الوطن ومحاولة تقويض جهود البناء والتنمية واستعادة الأمن والاستقرار»، قبل أن يؤكد أن أسر ضحايا ومصابي المذبحة «سيلقون كامل الاهتمام والرعاية من الدولة». وذكر بيان رئاسي أن البابا تواضروس الثاني أعرب عن شكره لحرص الرئيس على زيارة الكاتدرائية مؤكدا أن «الإرهاب لن ينجح في شق صف المصريين والنيل من وحدتهم واستقرارهم، وأن الوحدة والمحبة بين أبناء الوطن هي السبيل الوحيد الذي يكفل سلامة مصر والقضاء على الإرهاب». ومن المقرر أن يتوافد الى الكاتدرائية، كبار قادة الدولة وشيخ الأزهر لتقديم العذاء في ضحايا الحادثين، والتهنئة بالأعياد. واجتمع السيسي أمس مع عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سون تشونلان، التي نقلت تعازي ومواساة الرئيس الصيني في ضحايا الحادثين الإرهابين، وأكدت تضامن الصين الكامل مع مصر وشعبها في مواجهة الإرهاب، كما شددت على أن بلادها تعارض الإرهاب بكل صوره وتدعم جهود مصر في الحفاظ على أمنها القومي واستقرارها، مشيرة إلى تقدير الصين الكبير لدور مصر المحوري في الشرق الأوسط ودعمها لجهود مصر في إرساء دعائم السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة. من جانبه أعرب السيسي عن تقديره لمواقف الصين المساندة لمصر، مشيداً بمستوى التنسيق والتشاور بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ونبه إلى أن الإرهاب بات «يمثل تهديداً مشتركاً لجميع دول العالم بما يستدعي توحيد وتنسيق الجهود للتعامل مع الإرهاب والقوى الداعمة له بحسم». وأشاد السيسي بـ»التطور المستمر في العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة ووصولها الى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، وأشار إلى أهمية مواصلة الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وأكد دعم مصر لمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني، من خلال تدشين عدد من المشروعات في مجالات تنمية البنية الأساسية خاصة في منطقة قناة السويس. كما أكد حرص مصر على جذب مزيد من الاستثمارات الصينية، ولاسيما في ضوء الفرص الاستثمارية المتنوعة التي يوفرها برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل الجاري تنفيذه. وبالمثل أشادت تشونلان بمستوى العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، مثمنة المستوى المتميز من التشاور والتنسيق بين مصر والصين والذي تعكسه الزيارات المتبادلة بين الجانبين. كما أكدت حرص الصين على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في المجالات كافة، بما يحقق مصالح الشعبين المصري والصيني. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف أن اللقاء شهد كذلك البحث في تطورات منطقة الشرق الأوسط، إذ أكد الرئيس المصري ضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، بما يضمن الحفاظ على وحدة وسيادة الدول التي تشهد أزمات ودعم مؤسساتها الوطنية، ويصون المصالح العليا لشعوبها ويحقق لها الأمن والاستقرار. في موازاة ذلك، عقد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أمس أول اجتماع له برئاسة مكرم محمد أحمد، بعدما كان أعضاؤه أدوا اليمين القانونية أمام البرلمان أول من أمس، لوضع خطة عمل المجلس خلال الفترة المقبلة. وأوضح رئيس المجلس أن اجتماع المجلس «كان مجرد جلسة تعارف بين أعضاء المجلس» مشيرا إلى أن المجلس أسند إليه كافة المهام التي كانت مسندة لوزارة الإعلام .. مكاننا الحقيقي من المفترض أن يكون بمقر وزارة الإعلام، ونتمنى أن يكون اجتماعنا المقبل في مقر الوزارة».