لا يزال ملفّ العسكريين المخطوفين قيد المراوحة وسط تشبث الحكومة اللبنانية برفض مبدأ المقايضة واستمرار عملية التفاوض التي يقودها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم عبر قنوات دولية عدّة أبرزها قطر وتركيا. وتستمرّ "الدولة الإسلامية" المعروفة ب"داعش" باحتجاز 10 جنود لبنانيين (بالإضافة الى جثتين)، وأكدت "جبهة النصرة" بأنها ستعمد في الساعات القليلة المقبلة الى إعدام أحد الجنود المختطفين لديها (عددهم 15) في حال تقاعس الحكومة اللبنانية عن تلبية مطالبها. وسط هذه الأجواء الملبّدة وخصوصا في عاصمة الشمال طرابلس حيث يتمّ تداول معلومات عن حركة تسلّح كثيفة تحصل في المدينة، استأنف رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط حركته الإيجابية في اتجاه الأقطاب السياسيين في البلد. وبعد لقائه مع أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله ومع النائب سليمان فرنجية ومع العماد ميشال عون (أمس الأول) قصد أمس بكفيا حيث التقى رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، وعلمت "الرياض" أن جنبلاط سيزور قريبا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في مقرّه في معراب. وشرح أمين السرّ العام في الحزب التقدّمي الإشتراكي ظافر ناصر ل"الرياض" حركة جنبلاط الإنفتاحية وخصوصا تجاه عون الذي كان جنبلاط قد جاهر مرارا برفضه مرشحا رئاسيا، لكنّه عاد وزاره في الرابيه ليعود عون و"يردّ الزيارة" أمس الأول في مقرّ جنبلاط في كليمنصو، يلفت ناصر الى أنّ "النقاش بين الرجلين لم يتطرّق الى الموضوع الرئاسي وهو يندرج في إطار استكمال الدينامية التي أطلقها جنبلاط منذ فترة في كل الإتجاهات للتدليل على خطورة المرحلة التي يمرّ بها لبنان، ورئيس الحزب يدعو لمواجهتها عبر الخروج من الرؤيا الضيقة الى سلوك سياسي مترفع يتوافق مع مستوى التحديات في هذه المرحلة". يضيف:" يؤمن وليد بك بأن هذا الإنفتاح يحتاج الى قامات سياسية تعالج الأمور والإشكالات بالتواصل، فمهما كانت المشكلة السياسية عميقة لا ينبغي أن تؤدي الى القطيعة والتشنّج، فالبلد يحتاج الى تنظيم الخلاف والتعالي والتفاهم حول الأمور المشتركة". ويلفت ناصر الى أنّ المرحلة الراهنة التي يمرّ بها لبنان تحتاج الى " حوار مع الطرف الآخر وهو ما يكرسه رئيس الحزب عبر التواصل المباشر، من هنا ستستمر اللقاءات مع كل القوى السياسية لتحصين الداخل اللبناني في وجه الخطر التكفيري". وأمس قام النائب جنبلاط بزيارة الى بكفيا والتقى رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، وكشف جنبلاط أنه سيسعى مع الجميل الى الوصول الى اطلاق مبادرة متواضعة لتحصين المؤسسات. وأشار جنبلاط الى انه "لا يمكن القفز في الفراغ والمجهول وعدم المشاركة في الإنتخابات"، معتبرا ان "للتمديد أضراره ولكن يجب الحفاظ على المجلس النيابي" من جهته، رأى الجميل ان هناك ضرورة لحفظ وتحصين المؤسسات التي تعاني من الفراغ وعلى رأسها الجيش، معتبرا ان المواطن لا يجب ان يتأثر بسبب تقاعس السياسيين.