تفشت الخلافات بين الموالين للمخلوع علي صالح، ولم تقتصر على الأفراد المنتسبين لما يعرف بـ«الحرس الجمهوري» الذراع العسكرية التي يعتمد عليها في الجبهات الوسطى والشمالية من اليمن، بل وصلت إلى قيادات رفيعة برتب عميد وعقيد، ودفعتهم لإيجاد مخرج آمن عبر الانضمام إلى القوات اليمنية الشرعية، طبقا لما ذكره اللواء ركن محمد المقدشي رئيس هيئة أركان القوات المسلحة اليمنية، الذي أشار إلى أن أعداداً كبيرة من هذه الرتب العسكرية المهمة انضمت للجيش في عدد من المناطق ويجري التعامل معهم بما يتوافق مع المرحلة المقبلة. ونجحت القوات المسلحة، في التواصل مع هذه القيادات البارزة في محاولة لإخراجها من صنعاء. وأضاف اللواء المقدشي لـ«الشرق الأوسط»، أن الجيش الوطني يرحب بالقيادات الوطنية كافة الراغبة في الانضمام إلى الشرعية بعد أن أيقنت سوء أهداف العملية الانقلابية، خصوصاً أصحاب الرتب العالية الذين تمكن الجيش من إخراجهم وضمهم إلى معسكر الحق، موضحاً أن الجيش لا يزال يتواصل مع بعض القيادات البارزة التي ترغب في الخروج من صنعاء. وعن استراتيجية الجيش خلال المرحلة المقبلة، قال رئيس هيئة الأركان إن «الجيش وضع خططا متفردة بحسب موقع كل جبهة، فما ينطبق على تحرير الحديدة لا ينطبق على جبهة أخرى، وستقود هذه الخطط الجيش لانتصارات كبيرة في الأيام المقبلة». ولم يفصح اللواء المقدشي عن هذه الخطط، إلا أنه أكد أن الجيش متمركز في مواقعه ويسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف التي وضعها مسبقاً. وتطرق المقدشي إلى أن الجيش لديه توجه لفتح جبهات جديدة في عدد من المناطق، تساعد في خلخلة القدرة العسكرية المتبقية لدى الانقلابيين، موضحاً أن الجيش فرض نفوذه بشكل كامل على المخا وتحديداً ميناءها التاريخي، كما أن الجيش تقدم أمس بشكل كبير في جبهة تعز وسيطر على «جبل النار» وأصبح قريباً جداً من معسكر «خالد» الاستراتيجي لتنفيذ أعمال قتالية مستقبلاً. وتابع: «هذا المعسكر على وشك السقوط في قبضة الجيش خلال الساعات المقبلة، وهو ما يؤكد جاهزية ألوية الجيش الوطني لتنفيذ المهام القتالية الجديدة الموكلة إليه». وحول عمليات التهريب من القرن الأفريقي، ذكر اللواء المقدشي، أن تحرير المخا وسيطرة الجيش عليه أسهم بشكل كبير في تقليص أعمال تهريب السلاح للميليشيات، لافتاً إلى أن التهريب آفة تعاني منها جميع دول العالم، ويجري العمل بالتنسيق مع قوات التحالف للوصول إلى الحد الأدنى في عمليات التهريب. وقال إن الانقلابيين عمدوا إلى نشر ألغام بحرية ليست مصنّعة محلياً، وتفخيخ عدد من القوارب لضرب أهداف عسكرية لقوات التحالف العربي، الذي تمكن من نزع كثير منها وتطهير الساحل الغربي لليمن. وعن مقتل خبراء أجانب في المواجهات الأخيرة، أكد المقدشي، أن كثيرا من الخبراء الأجانب الذين قدموا لليمن بهدف دعم الانقلابيين، قتلوا في الضربات الجوية في مواقع مختلفة ومنها بيحان، لافتاً إلى أن الخبراء عادة ما يكونون بعيدين بشكل كبير عن الجبهات الرئيسية تحسباً لاستهدافهم من قوات التحالف العربي، أو سقوطهم أسرى في قبضة الجيش. وفيما يتعلق بتأخر التقدم إلى مركز العاصمة صنعاء، قال رئيس هيئة الأركان: «الخطة لعملية التحرير وضعت، ولا بد أن ندرك أن صنعاء مأهولة بالسكان ويصعب اقتحامها بشكل سريع ومباشر، وخطتنا العسكرية لتحرير المدينة تعتمد على عدد من النقاط الرئيسية، في مقدمتها، التعداد الكبير للمدينة، وتاريخها القديم وما تمثله من أهمية، الأمر الذي يتطلب دقة في عملية الهجوم».