يُقدر عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بنحو 7000 سجين، وارتاد السجن نحو 750 ألف فلسطيني منذ عام 1967. وتحاول بعض الجهات إعادة رواية القصص الشخصية المؤثرة لبعض السجناء وأسرهم، واستكشاف الآثار الاجتماعية والعاطفية والمالية والجسدية والنفسية للسجن فترات طويلة. تعرض الأخوان ضياء ومحمد الآغا للاعتقال عامي 1992 و2003 على التوالي، وترى أمهما نجاة أنها فقدت سنوات غالية كان من المفترض أن تقضيها مع ابنيها. وعندما أطلق سراح محمد بدأ ضياء إضراباً عن الطعام. تقول نجاة: «آمل أن يمنحني الله الحياة لرؤيتهما مثل أي أم أخرى ترى أمامها أطفالها، لقد مضى من دونهما 46 عيداً و23 عيد أم، لم أحتفل فيها»، هكذا تقول الأم، التي تم احتجاز زوجها أيضاً عام 1973. لم تسمح سلطات السجن لوالدة محمد حشاش بزيارته لمدة 15 عاماً، لكن عندما زارته تعرضت لثلاث جلطات، وتقيم الآن في غرفة واحدة بحجم زنزانة سجن ابنها. ريم الأنبار تعرف والدها رامي فقط من خلال الصور، وكان قد اعتقل عام 2002 بسبب «العمل المسلح ضد القوات الإسرائيلية»، ويقضي عقوبة السجن 18 عاماً. وتعترف ريم بأن أضعف لحظاتها هي «عندما يظهر والد زميلتها في المدرسة». تقول: «أشعر بالحزن، وأحاول أن أتماسك عندما يكون الناس حولي فلا أبدي حزني، وأحاول أن أشاركهم سعادتهم». وكان على والدتها فداء أن تنتظر ست سنوات قبل أن تحصل على إذن لزيارة زوجها، وتتذكر ذلك اليوم قائلة: «بدأت أبحث عنه، وكان هو يبحث عني أيضاً، ولم نستطع أن نتعرف إلى بعضنا في البداية، وأصبح جو الزيارة مشحوناً للغاية، وكنت أبكي طوال الوقت، ولم أستطع الاستماع إلى ما كان يقوله». حتى بعد الإفراج عنهم يكافح العديد من السجناء للتخلص من آثار السجن.