×
محافظة المنطقة الشرقية

عروض بحريه وقفز مظلي وطيران شراعي في المهرجان البحري الثاني بقاعدة الملك عبد العزيز البحرية بالجبيل

صورة الخبر

رحل أمس، المفكر السياسي والمناضل الخلوق سمير حميد فرنجية، عن عمر ناهز الـ71 سنة بعد صراع مع المرض، تاركاً وراءه تاريخاً سياسياً وفكرياً رائداً بالنسبة إلى آلاف الشباب اللبنانيين التواقين إلى التغيير والحرية والتقدم والإبداع. ترجل «البيك الأحمر»، نجل العائلة السياسية العريقة وابن أحد مؤسسي الاستقلال اللبناني حميد فرنجية، وابن شقيق الرئيس الراحل سليمان فرنجية، عن فرسه في مستشفى أوتيل ديو في بيروت، بعد أن هزم المرض الخبيث ثلاث مرات خلال أكثر من 20 سنة، إلى أن نال منه هذه المرة بعد أن قاومه بشجاعة ومقدارٍ عال من الواقعية والقدرية، إلى درجة صعب معها الاقتناع بأنه سيهزمه. لربما اختار «الرفيق» و«الصديق» والمثقف المتواضع، الغياب في مرحلة من المشهد السياسي اللبناني الذي قد لا يكون أحب تلوثه أكثر من أي وقت بالسياسيين السطحيين والنفعيين أصحاب الشعارات الفارغة والغرائزية، هو الذي لم يكن يوماً شبيهاً لهم، فارتقى في ممارسته العمل السياسي إلى مصاف فلاسفة الدعوة إلى اللاعنف في كتابه الأخير (2014) الذي اختزل تجربته إبان الحرب الأهلية، وما بعدها. بدءاً من انتمائه اليساري أيام الدراسة، مروراً بامتهانه الصحافة أيام عزها، ومواكبته الحرب الأهلية، بمزيج من الانحياز والسعي الدؤوب إلى وقفها، مروراً بالدور العميق والحاسم، البعيد من الأضواء الذي لعبه مع البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير يرافقه نسيب لحود وغسان سلامة ورفيق الحريري، بالتنسيق مع حسين الحسيني عبر شقيقه طلال، في وضع أسس اتفاق الطائف قبل أن ينعقد بأشهر عدة، خيط واحد ربط سلوك فرنجية هو اعتماد الحوار أساساً لإنهاء الصراعات. وهو منحى باشره إبان الحرب مع وليد جنبلاط بعيد تسلم الأخير الزعامة إثر اغتيال والده فتحولا صديقين يتناغمان ويختلفان ولا يتخاصمان، وكان مسعاه الأول لإنهاء الحرب في حوار قاده مع حزب «الكتائب» وبشير الجميل آنذاك، ورئيس «الاشتراكي». وحين فشل ابتدع فرنجية مع الراحل السيد هاني فحص «المؤتمر الدائم للحوار الوطني» مؤسسة تحلق حولها العديد من المثقفين الذين لم ينهكهم البحث عن أصالة «العيش معاً»، شعار «البيك الأحمر». لا تحصى الأوراق التي كتبها فرنجية لإعلاء لغة «التسوية التاريخية» التي اقتبسها عن رؤية والده للعلاقات اللبنانية- السورية، هو الذي كان متمرداً على وصاية دمشق، ما حوله ملهماً لانتفاضة 14 آذار ضد الاحتلال السوري، التي جعلته توأم فارس سعيد وسمير قصير.... بالأمس، غادرنا سياسي حضاري بفكره وممارسته وعذوبة تصرفه، انعتق من الانتماء العشائري، ليصبح معلماً محترفاً في الدعوة إلى المصالحة. وهو كان أحد صانعيها في الجبل مع جنبلاط والبطريرك صفير عام 2001.