×
محافظة المنطقة الشرقية

السعوديون أكلوا سمكًا إماراتيًّا بـ 1.5 مليار ريال

صورة الخبر

تؤكد مصادر لبنانية نافذة وديبلوماسية غربية أن لا أحد محلياً، أو دولياً يريد الفراغ الرئاسي في لبنان. وتؤكد الأوساط الغربية أن «حزب الله» وإيران والقيادة السنّية في لبنان لا يريدون أي فراغ. فالقيادة السنّية تعتبر أن الفراغ الرئاسي هو خطر على اتفاق الطائف وعلى استقرار البلد. وسبق للسفير البريطاني في لبنان طوم فليتشر أن التقى السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي مرتين وبدأ حواراً معه حول لبنان بعد حصوله على إذن من حكومته لبدء مثل هذا الحوار. وكشف مصدر ديبلوماسي مطلع على هذا اللقاء أن نتيجته الأولية حول لبنان أن هناك اتفاقاً حول عدد من الأهداف المشتركة، ومن بينها إبقاء لبنان في وضع مستقر وتجنب الفراغ الرئاسي مع رغبة إيرانية في أن يحظى المرشح الرئاسي بتأييد واسع على ألا يكون متطرفاً من الجهة المعادية لـ «حزب الله». ولكن إيران، وفق المصدر، حذرة جداً لعدم الإشارة إلى أي اسم تحبذه. وأضاف المصدر أن لإيران أهدافاً مختلفة عن أهداف بريطانيا على المدى الطويل، ولكن على المدى القصير هناك اهتمام مشترك باستقرار لبنان مع حرص إيران على إبقاء لبنان خارج الحرب السورية، وهذا قاسم مشترك مع الغرب والدول العربية النافذة. ولكن، أوضح المصدر أن إيران لها أسباب مختلفة عن الغرب لإبقاء لبنان خارج الحرب السورية وبنهج مختلف عن الغرب. لهذا السبب، تجمع مصادر ديبلوماسية مختلفة الجنسية في أحاديث إلى «الحياة»، على أن لا أحد من الدول الإقليمية والقوى الغربية يريد الفراغ الرئاسي. ورجح المصدر الديبلوماسي أن يكون، ربما لبعض المرشحين للرئاسة، حسابات قد تؤدي إلى تعطيل الانتخاب الرئاسي وربما الفراغ. بعض المرشحين يحتاج الى فراغ وأردف المصدر أن كلاً من المرشحين يعرف أن الفراغ يخيف الدول المهتمة بلبنان. ومثل هذا الحساب يساعد أي مرشح يصر على الوصول إلى الرئاسة. وأعطى المصدر مثلاً العماد ميشال عون وقال: «لو كنت ميشال عون اليوم لقلت إما انتخابي رئيساً أو الفراغ». ويعتقد أن ذلك سيقلق الدول. كذلك بالنسبة إلى سمير جعجع الذي بإمكانه القول: «الفراغ أو عليكم أن تتفقوا معي على صفقة». وحتى بالنسبة إلى المرشحين الآخرين جان قهوجي ورياض سلامة... فبعض هؤلاء المرشحين يحتاج إلى فراغ قبل الوصول. ولكن، على رغم أن مصلحة بعض المرشحين هي في التلويح بالفراغ، فإن معظم اللاعبين الدوليين على الساحة اللبنانية يعتبرون أن من الضروري الاتفاق على انتخاب رئيس في نهاية أيار (مايو). ولفت المصدر إلى صعوبة أن يكون هناك أي وفاق حول الرئيس المقبل قائلاً إن الحاجة هي لغالبية قوية للتوصل إلى انتخاب رئيس. وأوضح أنه بدا مستحيلاً أن يتم تشكيل حكومة في لبنان وتم ذلك، كما بدا مستحيلاً وضع خطة أمنية لوقف العنف في طرابلس وتحقق ذلك في شكل استثنائي. ليخلص إلى أن من الممكن أن تتم العقلانية المشتركة وانتخاب رئيس مع بقاء الدول المعنية حريصة على الحفاظ على إبقاء حلقة الانتخاب بعيدة من التعطيل. تقلص الدور السوري ورأى المصدر الديبلوماسي أن الدور السوري في الانتخاب الرئاسي اللبناني تقلص تدريجاً، مشيراً إلى نقاط توتر حقيقية بين النظام السوري و «حزب الله» منها خطة طرابلس الأمنية التي أيدها «حزب الله» مع خروج رفعت وعلي عيد من جبل محسن. كما أن «حزب الله»، في رأي المصدر، لم يكن مرتاحاً إلى إبعاد النظام السوري عدداً كبيراً من المقاتلين الأجانب في سورية إلى لبنان ليصبحوا مشكلة فيه. وقال المصدر إن من مصلحة «حزب الله» أن يتجنب الفراغ الرئاسي. أما النظام السوري فيرى المصدر أنه قد يكون مسروراً إذا ما كان هناك فراغ، إضافة إلى أن النظام السوري ليس مسروراً من أن تردد قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» باستمرار أنه بفضل «حزب الله» تمكنت سورية من السيطرة على مناطق كان يسيطر عليها الثوار. وتابع المصدر أن لدى النظام السوري تساؤلات حول ما إذا ضبط «حزب الله» المناطق الحدودية مع لبنان، فهل سيستمر في القتال في سورية أم يكتفي بإرسال مدربين ودعماً، إذ إن هناك جدلاً داخل الحزب حول الموضوع، وكثيرون في الحزب يقولون إن الحزب أمن مصلحته في لبنان، وإذا استمر النظام السوري في القتال، فبإمكانه الاستعانة بالميليشيات العراقية وغيرها. إذاً، قال المصدر إن هنالك توتراً حقيقياً بين الحزب والنظام السوري، ولو أن المصدر وصفه بأنه ليس كبيراً، ولكنه موجود، فالحزب ما زال موجوداً في القرى السورية. لا فيتو أميركياً على عبيد أما عن المرشحين للرئاسة فقال المصدر أن لا مشكلة للدول الغربية النافذة في العمل مع أي من الأسماء المتداولة بمن فيها عون أو جعجع أو قهوجي أو سلامة أو أي مرشح آخر. ونفى أن يكون هناك أي فيتو أميركي على جان عبيد كما يقال، ولكنه قال إنه المرشح الذي يحظى بأقل تأييد أميركي لأنه قد لا يقاوم تأثير زعماء الأحزاب و «حزب الله». ورأى المصدر أن الرئيس الذي سيأتي قد يتحتم عليه أن يحكم من الوسط حتى إذا كان ميشال عون أو سمير جعجع وإلا يصبح عمله الرئاسي مستحيلاً. وقال المصدر إن الحوار البريطاني - الإيراني الذي بدأه فليتشر مع السفير الإيراني في لبنان يظهر أن هنالك أموراً ممكن الاتفاق عليها بالنسبة إلى استقرار لبنان، علماً أن بريطانيا وإيران تختلفان على فلسطينيي سورية وعلى البحرين، ولكن بإمكان الحوار البريطاني - الإيراني حول لبنان أن يستخدم لبداية بناء الثقة بين البلدين وهو مختبر للجانبين. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل سيزور السعودية قريباً مجدداً. إلى ذلك رأى مصدر مطلع على تحليل باريس إزاء الانتخاب الرئاسي في لبنان أن هناك بداية بناء جسور في لبنان تبلورت مع تشكيل الحكومة عندما وافق «حزب الله» على إزالة شرط الثلث المعطل، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري وافق على ذلك وبدأ العمل لتشكيل الحكومة. وترى باريس أن اللبنانيين هم الذين شكلوا الحكومة مع أضواء خضر. وكان ذلك صعب التصور قبل ثلاثة أشهر مع أشرف ريفي في العدل ونهاد المشنوق في الداخلية وبطرس حرب في الاتصالات. فما حدث مثير للاهتمام، لا سيما أن «حزب الله» تعاطى مع المسألة بالنظر إلى حماية مصالحه، والحريري أيضاً لأنه ينبغي أن يعد لعودته في لحظة معينة، ربما لحملة الانتخابات التشريعية بعد الرئاسة وأيضاً، لأن هناك خللاً في الوضع السنّي في طرابلس. فكان لدى «حزب الله» والحريري إدراك للخطر، وأن الوضع أصبح غير مضبوط وأنه تنبغي إدارة عدد من الأمور وإيقاف عجلة العنف وازدياد الخطر وهو ما تقوله باريس منذ سنتين للجميع. فجميع الوسطيين تمكنوا من القيام بدورهم من وليد جنبلاط إلى نبيه بري إلى أمين الجميل، لأن مصلحتهم دائماً مستمرة للتوصل إلى صيغة لن يكون أحد أسيراً فيها. لقد بدأ هذا البناء ووصل عون متأخراً بعض الشيء مدركاً أن تشكيل الحكومة مهم للرئاسة وأنها فرصته الأخيرة. وعون بدأ التفاوض مباشرة مع الحريري، لأنه يريد الوصول إلى الرئاسة. لذلك، كانت التشكيلة الحكومية من صنع لبناني حتى لو أن السعودية وإيران لم تتوصلا إلى حل خلافهما. لكن، كان هناك نوع من اتفاق موضوعي على أن يترك لبنان خارج الخلاف. وباريس عملت وتعاونت مع الدولتين في إعطاء النصائح للجانبين بأن هنالك مصلحة لحماية لبنان. ثم لدى توزيع الحقائب لعب سعد الحريري دوراً أساسياً في التوصل إلى حلول عندما أعطى التعليمات لممثله على الأرض نادر الحريري بضرورة التوصل إلى حل مشكلة الحقائب، لأن رغبته وإصراره هما لتشكيل الحكومة حتى لو لم يكن البعض في «المستقبل» مسروراً. فالكل فرض على تياره ما يريد. ثم بالنسبة إلى البيان الحكومي كان ذلك واضحاً، فكل القيادات اللبنانية عملت على الوصول إلى الاتفاق مثلما حصل حول الخطة الأمنية في طرابلس. الكل في حاجة الى حماية نفسه والتحليل الفرنسي حالياً هو أن الانتخاب الرئاسي يؤكد أن الكل في حاجة إلى حماية نفسه، أو ينهار التفاهم. ويرى المصدر أن الانتخاب الرئاسي سيمثل إما مرحلة أخرى وإما حائطاً. ولكن، قال المصدر المنطق يقول إن الكل خاسر إذا لم يكن هناك انتخاب رئاسي، لأن الحكومة لا يمكنها أن تدير البلد، فهي تحتاج إلى ٢٤ توقيعاً لأي قرار، والوزراء لن يتمكنوا من اتخاذ قرارات مهمة وسيغرق البلد مجدداً في حال تجاذب في حين أن تشكيل الحكومة هو بداية بناء جسور صغيرة وهشة، ولكن بإمكانها خلق قاعدة مشتركة بحد أدنى. وهذا ما أوصت به باريس من زمن طويل، أصدقاءها اللبنانيين. وفي التحليل الفرنسي أنه بالمعطيات الحالية، إمكانية وصول عون إلى الرئاسة مستبعدة، مع أن كل شيء ممكن في لبنان. وباريس تقول إن على النواب أن يحضروا للتصويت، لأن من الضروري تأمين النصاب للانتخاب. إذاً، سيكون سمير جعجع ضد ميشال عون، ولا أحد قد يحصل على ثلثي الأصوات في الجولة الأولى. والسؤال بعد ذلك ماذا يفعل نبيه بري؟ هل يدعو إلى جلسة ثانية بسرعة؟ وهل يتأمن النصاب؟ من السهل تعطيل الانتخاب، وهنا إما أن يستمر الاتجاهان السياسيان في البلد في المواجهة، ويتم تعطيل الانتخاب، أو لن يكون هناك جولة ثانية خوفاً من تهرب البعض من التصويت لشخص معين. اختيار شخصية أخرى ولكن، طبيعياً قد تُجرى محاولة اختيار شخصية خارج الثلاثة: جعجع وعون وأمين الجميل. وخارج الثلاثة هناك المجموعة المؤلفة من الذين يحتاجون إلى تعديل الدستور: قهوجي وسلامة وميشال سليمان، حتى لو كان لا يريد التجديد، لكنه معدود من ضمن المجموعة، ثم مجموعة المستقلين جان عبيد وروبـــير غانم وبطرس حرب وزياد بارود وكــــل من يرى أن لديه فرصة. لدى جان عبيد تأييد من فؤاد السنيورة ووليد جنبـــلاط ونبيه بري. ومشكلته أن المسيحيين لا يدعمونه. روبير غانم هو أيضاً مؤيد من عدد مماثل ولكنه أكثر تأييداً من المسيحيين. بطرس حرب يلقى معارضة «حزب الله». وما تتمناه الأوساط الغربية المعنية بالملف ألا يعود التجاذب والمواجهة وألا يكون هناك فراغ. وباريس لن تخوض في الأسماء ولن تتدخل في الحملة. في المقابل إذا كان هناك في لحظة ما بروز مرشح قد يحل المشكلة، ويمنع التجاذب فعندئذ قد تجهد الديبلوماسية الفرنسية لتسهيل الانتخاب منعاً للفراغ. والسفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي يلتقي الجميع، ولكنه لا يتدخل في الجدل الدائر حول الأسماء. وقبل أسبوع من الجولة الأولى ترى باريس أن اللعبة ما زالت مفتوحة، ولا أحد يعرف من هو المرشح الأوفر حظاً للبروز مع الاعتراف بأن الأضواء الخضر والحمر الإقليمية ستلعب دوراً في الانتخاب، إضافة إلى الدور اللبناني المحلي الذي ظهر في تشكيل الحكومة. لبنانحزب اللهالحكومة اللبنانية