استعرض عدد من الروائيين الجدد في الساحة الأدبية والثقافية أعمالهم الجديدة في حضور عدد من النقاد والأدباء الكبار. أكد الروائي طالب الرفاعي، في الجلسة الختامية للملتقى الثقافي في موسمه السادس، أن الساحة الأدبية والثقافية والفنية تتسع للجميع سواء من المخضرمين، الذين هم مصدر شموخنا ورسوخنا في ذاكرة التاريخ، ودورهم الرائد في تأصيل العملية الإبداعية وإشاعتها وربطها بما يمكث في الأرض، لاسيما أن الكويت في كل عصر تبرز أسماء ملهمة في جميع الاختصاصات المعرفية والنهضة أو الأجيال الواعدة، التي تبحث عن مكان وسط نجومه المضيئة وشموسه الساطعة. وقال الرفاعي وهو مدير الملتقى، في مستهل الجلسة الختامية، إنه مخطئ من يعتقد أن بإمكان مجموعة من المبدعين السيطرة على الساحة الأدبية، وحجب ضوء الأمل عن الواعدين، لأن من سنن الحياة أن أجيالاً تسلم الراية لأجيال أخرى لاستمرار دينامكية الحركة، وضخّ دماء جديدة وأفكار واعدة في بحرها، الذي يموج بالإشعاع الفكري، لكن في كل الأحوال الساحة للجميع. وعبر الرفاعي عن سعادته بوجود مجموعة من أصحاب المواهب، التي برزت أسماؤهم في كتابة القصة القصيرة والرواية والمسرحية خلال الموسم، الذي يلملم أوراقه، وسعيد أكثر لأن الملتقى كان مكاناً لميلاد مبدعين جدد سيكون لهم حضورهم المميز وفاعليتهم في الساحة الإبداعية في الفترات المقبلة. وأوضح أن الملتقى جزء صغير من الحركة الثقافية في الكويت، التي تضم ملتقيات أخرى لها دورها المؤثر ومكانتها المرموقة، ومنها مختبر السرديات لفهد الهندال وهديل الحساوي ونوادي الجليس للكاتب صالح الرشيدي ونادي معاني للقراءة للإعلامية فاطمة النهام وغيرها من هذه الملتقيات، وصولاً إلى الإطار الأهلي الكبير رابطة الأدباء، ومنتهية بالمظلة الكبرى لكل جميل ورائع ومتميز ومؤثر، أي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. ورحب الرفاعي بحضور الجلسة الختامية للملتقى في موسمه السادس، سواء المشاركون أو الضيوف، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، الأمين العام لرابطة الأدباء طلال الرميضي، والكاتب الصحافي مظفر عبدالله والناقد فهد الهندال وهديل الحساوي والفنانة التشكيلية سهيلة النجدي وفاطمة النهام. وتخلل الجلسة الختامية للملتقى في موسمه السادس، بعض الأحاديث الودية والآراء، التي أظهرت عمق تجارب أصحابها، ومنها ما قاله طلال الرميضي عن دور رابطة الأدباء في احتضان مواهب الواعدين وتوفير أجواء الإبداع لهم من خلال الاستفادة من تجارب الكبار عبر محاضرات أو ورش، وأيضاً ما أشار إليه فهد الهندال رئيس مجلس إدارة دار الفراشة للنشر فهد الهندال من وجوب تقديم الأفضل والأجود للقارئ بعد غربلة العديد من الأعمال التي يكتبها أصحابها، والنصائح التي قدمتها فاطمة النهام لأصحاب المواهب بأن يمضوا في طريقهم من دون إغفال النصائح واعتبارها مصابيح على دروبهم لإنارة مسيرتهم نحو الغد، وأيضاً الأدوار الفاعلة لبعض من أصحابها الحضور التي دونها التاريخ بأحرف من نور، منها فكرة الكاتب الصحافي مظفر عبدالله في جمع كل الكويتيين "السنة والشيعة" معاً، في مسجد الدولة الكبير، في أعقاب التفجير الدموي الذي استهدف، مسجد "الإمام الصادق"، في حدث نادر يهدف إلى إظهار الوحدة الوطنية، وهي الصلاة التي شارك فيها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة وسمو رئيس مجلس الوزراء والعديد من الوزراء والنواب. وأفسح الرفاعي المجال عقب كلمته للروائي الشاب مشاري العبيد لإدارة الجلسة في رمزية مقصودة لما يؤمن به، وما قاله لتأكيد القول بالفعل. وقال العبيد في كلمة مقتضبة: "كنت واحداً من المحظوظين، إذ عرضت تجربتي البسيطة في هذا الملتقى الرائع، الذي هو دائماً حلقة الوصل بين الكاتب والمتلقي". وأوضح أن الجلسة الأخيرة للملتقى في موسمه السادس تدور حول سؤال من شقين، الأول ماذا تقول عن تجربة الإصدار الأخير، وما هي ردود الأفعال عنه وحوله؟ وتحدث نجوم الملتقى، وقالت الروائية زينب العنزي، التي تحدثت عن روايتها "روح وجسد"، وقالت، إنها الإصدار الثالث لها، التي نالت منها جهداً أكبر من الروايتين الأولى والثانية، وهي عن قصة حقيقية لم يتدخل قلمها في سردها. وأوضحت العنزي أن النقد بالنسبة لها مرآة لأعمالها من خلاله تعرف الإيجابيات وتسير عليها وتكتشف السلبيات وتعمل على تلاشيها. من جهتها قالت ريما حمود، إن روايتها "الهوية 2000" وهي الإصدار الثاني لها أرهقتها كثيراً، واستلهمتها من فيديو شاهدته على اليوتيوب عن الأطفال مجهولي النسب. وأشارت إلى أنها تنتظر النقد لأن منتجها الأدبي حديث الإصدار، وإن كان لها وجهة نظر في هذا الموضوع بأن النقاد لا يهتمون إلا بأعمال أصحاب الأسماء اللامعة وأبطال الجوائز، و"أتمنى أن يتمتع النقاد بحس الاكتشاف". أما خالدة الثويني فبينت أن روايتها "وشوشة بحر" هي الإصدار الأول لها عام 2016، وهي مجموعة كلها ذات طابع إنساني، وتضم 31 فكرة وقصة موجزة نسجت من الخيال لكن تجدها في الواقع". وفيما يتعلق بالنقد، شددت على أن الكاتب الواعد هو الذي يسعى إلى الناقد. وشكر حمد الشريعان صاحب الضيافة الروائي طالب الرفاعي، وقال "أشعر بالخجل أن أتكلم عن تجربتي لأنها بالمقارنة قليلة، ويجب أن نسمع الكثير أكثر من أن نتكلم. وتحدث الشريعان عن روايته "مطلع الفجر"، التي استغرقت سنتين "كنت أريد أن أضع فيها الرأي والرأي الآخر، لأنه ربما يكون صاحب الرأي الآخر على حق، لاسيما أننا نعيش عصر أن الخلاف في الرأي يفسد للود قضية. وأوضح أنه في منتدى المبدعين برابطة الأدباء الذي ينتمي إليه، يتم نقد عملي من أكثر من شخص من تخصصات متنوعة سواء لغوية أو روائية. وذكرت هبة مندني أن روايتها "يكفي لا أريد سماع المزيد" ثمرة نتاج دورة لرابطة الأدباء، و"أنا فخورة جداً بهذه الرواية لأنها رسالة لكل مختلف ينبذ الخلاف، وهي عبارة عن لمحة رومانسية، يدخل فيها الخلاف الطائفي وأحداثها تدور يوم تفجير مسجد الصادق وهي رسالة لوحدة الصف، وعن النقد أفادت بأن النقد يأتيها من الصغار ومعظمه على مواقع التواصل الاجتماعي". أما شمسة العنزي، فأفادت بأن روايتها "أفواه وأمنيات" عبارة عن مجموعة قصص قصيرة جداً لكي تواكب عصر السرعة. من ناحيته تحدث ناصر البراعصي عن روايته الأولى "يحسبه الظمآن ماء" وهو الواعد الذي كتب عنه الروائي طالب الرفاعي، كما ألقت تغريد الداود الضوء على مسرحيتها الجديدة "مطلوب مهرجين" وتجربتها في الكتابة المسرحية، وهي قصة تتحدث عن الارهاب، وتكلمت في الختام فاطمة محمد عن روايتها "ضلعي الأعوج" وهي الإصدار الثاني، بعد إصدارها الأول رواية "ومن الحب ماخذل".