قالت مصادر من مقاتلي المعارضة السورية اليوم (الأحد) إن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) شنوا هجومين انتحاريين على معارضين مدعومين من الولايات المتحدة قرب الحدود مع العراق ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل في قتال وإصابة آخرين. وقالوا إن ثمانية من مقاتلي التنظيم المتشدد وأربعة من رجالهم قتلوا. وقالت مصادر المعارضة إن هجوماً وقع على قاعدة عسكرية قرب معبر التنف الحدودي مع العراق نفذ بمركبة مفخخة واحدة على الأقل اقتحمت مدخل القاعدة. وقال أحد المصادر إن اثنين على الأقل من مقاتلي المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة قتلا وأصيب عشرات بجروح. وشن المتشددون هجوماً انتحارياً آخر على قافلة لمقاتلي المعارضة من فصيل «أسود الشرقية» الذي أرسل تعزيزات من مقره قرب مخيم الركبان للاجئين الواقع على مسافة أبعد باتجاه الجنوب الغربي. وقتل اثنان من القافلة. وقال مصدر بارز من جماعة «أسود الشرقية» طلب عدم نشر اسمه إن اشتباكات وقعت داخل معبر التنف ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عدد آخر وأضاف أنهم هاجموا قافلة لجماعته لكن الموقف تحت السيطرة الآن. وقالت وكالة «أعماق» للأنباء التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية»: «هجومان استشهاديان وعمليتان انغماسيتان شنها جنود من الدولة أمس على مواقع للفصائل السورية المدعومة أميركياً قرب معبر التنف على الحدود مع الأردن». ولم تورد مزيداً من التفاصيل. ويقع معبر التنف ومخيم الركبان قرب الحدود السورية مع العراق والأردن. وجماعة «أسود الشرقية» إحدى الجماعات الرئيسة في المنطقة التي تحارب «داعش» وتقاتل تحت راية «الجيش السوري الحر» الذي يموله التحالف الغربي ويمده بالعتاد. ويساند الأردن، حليف الولايات المتحدة، جماعات المعارضة المعتدلة المرتبطة بما يطلق عليها «الجبهة الجنوبية» المدعومة من تحالف عربي - غربي يحاول منع سقوط جنوب سورية الذي تسيطر عليه المعارضة في يد تنظيم «الدولة الإسلامية». والعام الماضي انتزع مقاتلون من المعارضة معبر التنف من التنظيم المتطرف وحاولوا إخراجه من مدينة البوكمال السورية الحدودية على نهر الفرات إلى الشمال الشرقي لكن محاولاتهم فشلت. وتقع البوكمال على طريق إمداد كبير للمتشددين بين معاقلهم في العراق وسورية. وفي الأسابيع الماضية عاد متشددون إلى التجمع في المنطقة الصحراوية السورية قرب الحدود مع الأردن لتدعيم معقلهم الرئيس في الرقة بعد انتكاسات في سورية والعراق. ويهدف الهجوم إلى إظهار أن المتشددين ما زالوا قادرين على شن هجمات خاطفة على المعارضة المدعومة من الغرب التي سيطرت في الفترة الأخيرة على مساحات كبيرة من الأراضي الممتدة من بلدة بئر القصب على مسافة حوالى 50 كيلومتراً جنوب شرقي دمشق وصولاً إلى الحدود مع العراق والأردن ومنطقة صحراوية يطلق عليها البادية. وقال سعيد سيف وهو مسؤول من «جماعة الشهيد أحمد العبدو» المدعومة من الغرب والتي تعمل في المنطقة «رسالتهم أنه التنظيم موجود في المنطقة وما انسحب ولا زال يستهدف الجيش الحر». وتبدي مصادر من استخبارات غربية قلقها منذ أشهر من أن المتشددين الذين يفرون من معاقلهم الرئيسة في الرقة في سورية والموصل في العراق قد يجدون ملاذاً آمناً في هذه المنطقة. وقال مصدر استخبارات غربي إن قوات خاصة أميركية وبريطانية توسع قاعدة التنف لاستخدامها نقطة انطلاق رئيسة لعمليات في الأشهر المقبلة لطرد المتشددين من البوكمال. ويقول ديبلوماسيون إن خططاً قيد الإعداد لشن ضربات جديدة للتحالف على متشددي «داعش» في الجنوب بما يشمل منطقة غرب مدينة درعا جنوب البلاد.