لم تعد قصة السيجارة الإلكترونية بالجديدة على الساحة الكويتية، بل أصبحت واقعا مفروضاً على الرغم من منعها رسميا من التداول، ولكن أضرارها ما زالت محط نقاش العديد من الجهات الصحية والبيئية حتى اليوم، حيث لم تجر حتى الآن أي اختبارات علمية لإثبات مدى سلامتها أو ضررها.وتوفر السجائر الإلكترونية تجربة شبيهة بتدخين السيجارة التقليدية والشيشة، لكنها في الوقت نفسه تحول المدخن من السجائر العادية إلى الإلكترونية، ولا تضمن عملية إقلاعه عن النيكوتين بشكل تام، ولذلك تسمى ببديل للتدخين.وتؤكد اختصاصية الصحة العامة رئيسة مكتب المدن الصحية لإدارة الصحة المهنية في وزارة الصحة، الدكتورة آمال اليحيى أن «السيجارة الإلكترونية ممنوع إدخالها الكويت من قبل الإدارة العامة للجمارك، وبتوصية من وزارة الصحة، ولذلك يحظر تداولها واستيرادها، ومن تثبت حيازته لها يحول للمحاكمة لينال العقوبة المناسبة».وبينت أن «السيجارة الإلكترونية كنوع جديد من التدخين يوجد الكثير من الغموض حوله، شيء منه معلوم وآخر غير معلوم. فما هو معلوم أنه مضر بالصحة، وضرره على أكثر من مرحلة وشكل، فتنتج عنه مخاطر أولا لوجود بطارية فيه، فقد ينتج عنه انفجار وحروق، وهذا حدث فعلا، بالإضافة إلى أن سائل السيجارة الإلكترونية مكوناته جزء منها نعرف أنه ضار بالصحة، ودائما يتضمن وجود النيكوتين، حتى إن كتب على العبوات من دون نيكوتين، وهو مادة سامة، فلو أخذنا نيكوتين سائلا وحقناه في الوريد بعدد معين من الغرامات يموت الإنسان فورا، ولكن تأثيره أخف لتعاطيه عن طرق الجهاز التنفسي».وأضافت ان «هناك مواد ضارة داخل السائل، كما يوجد ضرر في الدخان أو البخار المتكون الصادر عنه، نتيجة التفاعل الكيميائي الذي يحدث بين المكونات، وهناك المواد المنكهة التي تضاف على السائل، ويكتب على عبواتها أنها طبيعية لكنها ليست كذلك، فهذه المواد أساسا استخدمت في عملية إضافة النكهات على الأطعمة، استخدمت بالصناعات الغذائية، ربما تكون آمنة على الجهاز الهضمي ولكنها ليست كذلك على الجهاز التنفسي».ولفتت اليحيى إلى أن «مثل هذه النكهات تستهدف صغار السن، مثل نكهات الكاندي والفانيلا والفراولة، وهي نكهات وجدوا أنها قد تتسبب بمرض يصيب الرئتين وهو pop corn lungs».وذكرت أن «عملية التدخين بهذه التقنية جاذبة لصغار السن، وهذا خطر كبير لأننا نريد الوقاية من التدخين وخاصة للصغار، ولكن الشركات التي تصنع هذه التقنيات تستهدف الصغار حتى يبقى سوقها مستمرا، فيجب عليها أن تدخل إلى سوق التدخين بأنواعه أناسا جددا، وهناك بعض المدخنين الذي أصبحوا مزدوجين أي مدمنين على السيجارتين الإلكترونية والتقليدية، هذا عدا عن أن الإلكترونية لا توجد لها رائحة ولذلك تشجع المراهقين على وجه الخصوص».ولفتت إلى أن «مثل هذه الأنواع من التدخين يعيق البرامج التي وضعناها لمكافحة التدخين وحماية غير المدخنين، بالإضافة إلى أن البخار الذي ينتج عن مدخن السيجارة الإلكترونية غير آمن لمن حوله من غير المدخنين».بدوره قال أمين عام الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان، الدكتور خالد الصالح «إن السائل الكيميائي أو liquid juice هو عبارة عن سائل يركب في السيجارة الإلكترونية عادة يتكون من مادتين، مادة الجلسرين ومادة البروبلين، وهما بحد ذاتهما ليستا سامتين، ولكن خلطهما معا وتدخينهما في درجة معينة في كثير من الحالات تصبح لدينا غيمة يتنفسها شارب السيجارة الإلكترونية تحتوي على مادة الفورمالديهايد، ولدينا مشكلة في هذه المادة لأنها شديدة السرطنة والكثير من الدراسات في هذا المجال أكدت أن هذه المادة التي تتكون في السائل الكيميائي بعد إشعاله بالحرارة تشكل خطر 5 أضعاف مما يشكله خطر السيجارة التقليدية».وأشار إلى أن «الجميع لا يعرفون كيف يتعاملون مع السيجارة الإلكترونية، فلها سلبيات عديدة، وبعض السجائر الإلكترونية المصنعة تكون ذات تصنيع سيئ، ولذلك ليس فقط يدخنون المادة بل ويبلعونها أيضا، وهذا يشكل خطرا مضاعفا، لأنها لا تتوجه فقط للرئة بل للمريء وقد تؤدي إلى الإصابة بسرطان المريء، من هنا حتى لو عرف الإنسان كيف يستخدمها، وابتاعها بمواصفات مصنعة بشكل دقيق، فستبقى الخلطة الأساسية المصنع منها السائل تنتج عند احتراقها مادة الفورمالديهايد المسببة للسرطان بنسبة عالية جدا مقارنة بالسيجارة العادية».وقال الصالح «حتى نكون أمناء، فالسيجارة الإلكترونية صنعت حتى تخفف من أعراض السيجارة التقليدية التي تحتوي على 4800 مادة مسرطنة، لذلك ربما تكون أقل خطرا ولكنها ما زالت تشكل خطرا، والمشكلة أن السيجارة الإلكترونية شيء اجتماعي لدينا في الكويت، فنحن كأولياء أمور عندما يدخن ابني سيجارة أستطيع أن اشتم رائحته، لكن الإلكترونية لا ينجم عنها أي رائحة، فيستطيع الجميع بمن فيهم النساء والأطفال الذين يرغبون في التدخين، أن يدخنوا بعيدا عن أعين وأنوف آبائهم لذلك هي تشجع من الناحية الاجتماعية على التدخين».ومن ناحية تأثير السيجارة الإلكترونية على البيئة المحيطة للمدخن، بين الصالح أن «بعض موادها بعد حرقها من الممكن أن تذيب المطاط الموجود حول المدخن مع الزمن، ما يمنحنا تخيلا لمضارها على البيئة على المدى البعيد»، مردفا «ولأنها حديثة العمر، الدراسات التي وجدت عنها بعضها مؤيد وبعضها الآخر معارض، وبعض الدراسات أحيانا وليس دائما، يقوم بها صناع السيجارة نفسها، حيث يقومون بدعم الدراسة».ولفت إلى أن «المستفيد هو التاجر والمصنع، وخاصة في الكويت، لأن ضريبة السجائر محدودة لذلك مدخول الحكومة من ضرائب السجائر قليل فهي غير مستفيدة، والمستفيد أيضا هو الشخص الذي يؤمن أن الإلكترونية ستخفف من الضرر وتمهده للإقلاع، والمفروض أن يكون وصف السيجارة الإلكترونية تحت إشراف طبي، للتأكد من أنها ستستخدم وفق جدول زمني كنوع من أنواع العلاج».معلوماتالسيجارة الإلكترونيةعبارة عن أسطوانة في شكل سيجارة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، بها خزان لاحتواء مادة النيكوتين السائل بنسب تركيز مختلفة، ومع أنها تتخذ شكل السيجارة العادية إلا أنها تحتوي على بطارية قابلة للشحن ولا يصدر عنها دخان، بل كل ما في الأمر أن البطارية تعمل على تسخين سائل النيكوتين الممزوج ببعض العطور ما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن في الرئتين.حقائق• يوجد في الأسواق 450 نوعا من التدخين الإلكتروني و7000 نكهة لسائل السيجارة الإلكترونية.• أميركا صرفت نحو 3 مليارات على السجائر الإلكترونية العام 2013 مع توقعات بازديادها 17 ضعفا في السنوات الـ15 المقبلة حسب منظمة الصحة العالمية.• 1.78 مليون طفل جربوا السيجارة الإلكترونية العام 2012 حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.محظورة بالقانونيحظر التدخين مطلقا في وسائل النقل العام، كما يحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة وشبه المغلقة، إلا في الاماكن المخصصة لذلك، وفقا للاشتراطات والضوابط التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون.وتلتزم جميع الجهات باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمنع التدخين في هذه الأماكن على نحو يكفل منع الإضرار بالآخرين.