×
محافظة حائل

أمانة حائل تدعو حضور قرعة الممنوحين للأراضي بحي شرق السويفلة

صورة الخبر

عندما بدأ المسلحون في دلتا نهر النيجر بجنوب نيجيريا الهجمات على المنشآت النفطية، تعهد الرئيس محمد بخاري بسحقهم عسكرياً. لكن بعد مرور عام، وخسارة 7 مليارات دولار من الصادرات النفطية، قررّ أخيراً التفاوض مع المتمردين. ويبدو أن ذلك القرار بدأ يؤتي أكله. ولم يتم اللجوء إلى إعلان حالة القوة القاهرة، وهو بند يمنح شركات النفط الحق في التوقف مؤقتاً عن التزامات الإمداد، سوى مرة واحدة منذ بدء محادثات السلام في نوفمبر الماضي مع المسلحين. ومن المزمع استئناف الشحنات من محطة «فوركادوس»، التي تعتبر ثالث أكبر منصة تصدير في البلاد، في الربع الثاني من العام الجاري. ومنذ الهدنة، ارتفع إنتاج النفط في نيجيريا إلى مستوى 1.68 مليون برميل يومياً من أدنى مستوياته في 27 شهراً الذي بلغ 1.4 مليون برميل يومياً في أغسطس الماضي، حسبما أفادت بيانات «بلومبيرج». وتشير التقارير إلى أن آخر هجوم نفذته الجماعة المسلحة الرئيسة، وقع في نوفمبر الماضي، ورغم ذلك لا يزال الإنتاج أدنى من المتوسط خلال الفترة من 2014 إلى 2015، والذي بلغ مليوني برميل يومياً. وبدأ الحوار عبر اتصالات القنوات الخلفية، واستهله وزير الدولة للبترول «إيمانويل كاشيكو»، المسؤول السابق في وحدة «إكسون موبيل» بنيجيريا. ووافقت جماعة «منتقمو دلتا النيجر»، المسؤولة عن أكثر من 90% من الهجمات، على وقف إطلاق النار في سبتمبر الماضي، وفوضت الجماعة «أعيان إقليميون» للتفاوض نيابة عنها. وتضمنت مطالبها مزيداً من الحكم الذاتي الإقليمي، وإعادة فتح جامعة في مدينة زعيم الجماعة «جوفرنتمنت إكبيمبولو» أو «تومبولو»، والذي تشتبه الحكومة في أنه وراء الهجمات. ومن بين المطالب الأخرى توفير مزيد من الوظائف والعقود والامتيازات التي تتمخض عنها الأنشطة النفطية. وإلى ذلك، زار نائب الرئيس النيجيري «يمي أوسينباجو» كل الولايات في المنطقة النفطية في فبراير الماضي، بينما كان يضطلع بمهام الرئاسة بالإنابة عندما كان الرئيس بخاري يتلقى العلاج في المملكة المتحدة. والتقى «أوسينباجو» ممثلين من الجماعات المسلحة، وتعهد بمعالجة مظالمهم وشكاواهم. واستأنفت الحكومة دفع الأموال إلى مسلحين سابقين ضمن برنامج عفو كانت قد علقته، ووعدت بتسريع وتيرة إنشاء البنية التحتية في المنطقة، وإعادة تشغيل الجامعة المغلقة، ووضع خطة لتنظيم عمل مصافي الوقود الصغيرة، التي كثيراً ما كانت تسرق الوقود من خطوط النفط. وأفاد «نيمو باسي»، أحد مؤسسي مجموعة «عمل الحقوق البيئية»، إحدى المنظمات التابعة لـ«أصدقاء الأرض»، والتي تنشط في دلتا النيجر: «إن المشاركة التي نراها حتى الآن يجب أن تعتبر مبادرة أولية، وخطوات مبكرة»، مؤكداً أهمية استمرار المحادثات الخاصة بمطالب «الحكم الذاتي الإقليمي»، والسيطرة المحلية على الموارد النفطية. وقبل بدء الحوار مع المسلحين، مارس المقاتلون لعبة «الترصد» مع القوات الحكومية، متجنبين المواجهة المباشرة أثناء الهجوم على خطوط النفط في النقاط الاستراتيجية لوقف الصادرات. وأدت الهجمات العسكرية المضادة إلى تنفير بعض المجتمعات في دلتا النيجر، وهو ما عقّد مهمة حماية خطوط النفط المنتشرة في الدلتا التي تقدر مساحتها بـ70 ألف كيلومتر مربع. وأدت الهجمات على منصة «فوركادوس» للتصدير، والتي تشغلها شركة «رويال دويتش شل»، إلى توقفها عن العمل لأكثر من عام، ولم تستأنف الصادرات بعد. وتسبب أيضاً هجوم مماثل في أغسطس الماضي على منصة التصدير، التي تشغلها «إكسون موبل»، في أضرار كبيرة لم يتم إصلاحها بشكل كامل حتى الآن. بيد أن مبادرات السلام الحكومية الجديدة لامست الوتر الملائم لدى الناس في الدلتا، بحسب «دان إكبيد»، القائد المحلي الذي شارك في المفاوضات مع الحكومة. وأكد ترحيب السكان المحليين بالمبادرات الجديدة، مشدداً على أنه إذا ما تم تطبيقها، فإنها ستكون الضوء في نهاية النفق! يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»