أبوظبي - سكاي نيوز عربية لم تقتصر حصيلة الضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري في حمص وسط سوريا الجمعة على الخسائر العسكرية، بل طالت أيضا العلاقات بين واشنطن وموسكو، التي كان يعول لإعادة الدفء إليها على وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.<br/>وتداعيات إطلاق مدمرتين أميركيتين 59 صاروخ "توماهوك" على القاعدة الجوية للجيش السوري ردا على الهجوم الكيماوي في خان شيخون، وصلت إلى مجلس الأمن، الذي شهد جلسة نارية تبادل فيها مندوبو روسيا والولايات المتحدة الاتهامات. وتسببت أيضا في إقدام روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية النزاع عام 2011، على إخطار وزارة الدفاع الأميركية بأنها ستغلق خط اتصال يستخدم لتجنب الاشتباكات العرضية في سوريا، حسب ما ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية. كما كادت الضربة الأميركية، التي تعد الأولى من نوعها ضد هدف للقوات الحكومية السورية، تؤدي إلى اشتباك مع الجيش الروسي الذي ينشر جنوده في القواعد السورية بينها مطار خان شيخون نفسه، وفق تصريح لرئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف. وفي تفاصيل جلسة مجلس الأمن "النارية" التي عقدت بشكل طارئ عقب الضربة الأميركية، اتهم مندوب روسيا في الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، الولايات المتحدة بانتهاك القانون الدولي بشنها الضربات الصاروخية ردا على الهجوم الكيماوي. كما دان الرجل، الذي بدا عليه الغضب، "النفاق الغربي"، مشيرا إلى أن الضربات الأميركية "ترفع معنويات الإرهابيين"، معتبرا أنها "محاولة لصرف الانتباه عن سقوط كثير من الضحايا بين السكان المسالمين في العراق وسوريا بسبب أفعال أحادية". أما السفيرة الأميركية، نيكي هيلي، التي تترأس بلادها مجلس الأمن، فقد ردت قائلة إن الرئيس السوري بشار "الأسد فعل هذا لأنه ظن أنه يستطيع الإفلات به.. وعلم أن روسيا ستقف في ظهره.. وهذا تغير الليلة الماضية"، في إشارة إلى الضربات الصاروخية. وفي هجوم حاد على روسيا، أضافت أنه "من المفترض أن تكون روسيا ضامنة لإزالة كل الأسلحة الكيماوية من سوريا بموجب اتفاق 2013"، و"من الممكن أن تكون موسكو سمحت عن معرفة ببقاء أسلحة كيماوية أو أنها كانت "غير كفؤة" في القضاء عليه. ومن موسكو، اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، أن الضربات الأميركية تعتبر "عدوانا على دولة ذات سيادة، ينتهك معايير القانون الدولي، و(يستند) إلى حجج واهية"، في حين أشار مدفيديف إلى أن ما قامت به واشنطن "يتنافى تماما مع القانون الدولي". ولم يكتف رئيس الوزراء الروسي بهذا التصريح، بل ذهب أبعد من ذلك، حين قال، على مواقع للتواصل الاجتماعي، إن الضربات الأميركية غير قانونية، وكانت "على بعد خطوة واحدة من اشتباك عسكري مع روسيا"، دون أن يقدم مزيد من التفاصيل. ويشير كلام مدفيديف إلى أن روسيا تعتبر أن الهجوم الصاروخي وضع واشنطن في مواجهة مع روسيا التي تنشر مستشارين عسكريين على الأرض في سوريا لمساعد حليفها الأسد، رغم أن البنتاغون كشف أنه أخطر وزراة الدفاع الروسية بالضربة قبل شنها. ويبدو أن مدفيديف كان يحاول تحذير الولايات المتحدة من أن أي ضربة جديدة قد تؤدي فعلا إلى صدام مع روسيا، لاسيما بعد أن تم قطع خط الاتصال بين وزارة الدفاع الروسية ونظيرتها الأميركية، الذي يستخدم لتجنب الاشتباكات العرضية في سوريا. وتشير صور التقطتها الأقمار الصناعية إلى وجود قوات خاصة وطائرات هليكوبتر عسكرية روسية في قاعدة الشعيرات الجوية التي استهدفها الهجوم الأميركي، وهو ما أكده البنتاغون الذي تحدث عن "تواجد من ١٢ الى ١٠٠ جندي روسي" في القاعدة. وفي مؤشر آخر على أن الآمال التي كانت معقودة على وصول ترامب للبيت الأبيض لتحسين العلاقات بين البلدين ذهبت أدراج الرياح، اتهم مسؤول في البنتاغون بشكل غير مباشر موسكو بالضلوع في هجوم خان شيخون الكيماوي الذي أوقع عشرات القتلى. وقال المسؤول إن "الروس تعهدوا بأن يتخلص النظام (السوري) من الأسلحة الكيماوية إلا أن النظام أقدم على استخدامها"، و"الآن نبحث هل الروس لديهم أيضاً تورط في استخدام هذه الأسلحة (الكيماوية) خصوصا بعد تدمير المستشفى بخمس ساعات لإخفاء الأدلة". وتوحي تصريحات المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بأن موسكو حاولت طمس الأدلة، خاصة أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد قال إن طائرات حربية شنت ضربات جوية، الأربعاء، على مستشفى في خان شيخون، نقل إليه ضحايا القصف بالغازات السامة. وتشير التطورات إلى أن الهجوم الأميركي لم يسفر، وفق البنتاغون، عن تدمير طائرات سورية وإلحاق أضرار في المطار فقط، بل أدى إلى إعادة البرودة للعلاقات الروسية الأميركية، وهو ما قد ينعكس على مسار الحرب السورية المستمرة منذ نحو 7 أعوام.<br/>الضربة الأميركية سوريا قصف الشعيرات مطار الشعيرات الشعيرات واشنطن وموسكو<br/>أبوظبي - سكاي نيوز عربية ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أن مقاتلتين أقلعتا من المطار العسكري السوري الذي تعرض لضربات صاروخية أميركية وشنتا غارات، يوم الجمعة.<br/>وأضاف أن "طائرتين عسكريتين أقلعتا من داخل مطار الشعيرات الذي عاد إلى الخدمة بشكل جزئي وشنتا غارات على ريف تدمر". وشنت الولايات المتحدة، ضربات صاروخية على مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص، التي انطلقت منه الطائرات التي قصفت خان شيخون بالغازات السامة. وتوعدت الولايات المتحدة الجمعة بتنفيذ عمل عسكري إضافي في سوريا إثر الهجوم الصاروخي الذي شنته على قاعدة جوية ردا على هجوم كيميائي تتهم واشنطن دمشق بتنفيذه في شمال غرب البلاد. وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال اجتماع لمجلس الأمن إن "الولايات المتحدة قامت بخطوة مدروسة جدا الليلة الفائتة"، مضيفة "نحن مستعدون للقيام بالمزيد، لكننا نأمل بألا يكون ذلك ضروريا".<br/>الشعيرات الغارات الأميركية المرصد السوري ريف تدمر<br/>أبوظبي - سكاي نيوز عربية توعدت الولايات المتحدة الجمعة بتنفيذ عمل عسكري إضافي في سوريا إثر الهجوم الصاروخي الذي شنته على قاعدة جوية ردا على هجوم كيميائي تتهم واشنطن دمشق بتنفيذه في شمال غرب البلاد.<br/>وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال اجتماع لمجلس الأمن إن "الولايات المتحدة قامت بخطوة مدروسة جدا الليلة الفائتة"، مضيفة "نحن مستعدون للقيام بالمزيد، لكننا نأمل بألا يكون ذلك ضروريا". واعتبرت أن القصف الأميركي "مبرر تماما" مؤكدة أن القاعدة المستهدفة استخدمت في الهجوم الكيميائي. وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة الجمعة لبحث الضربات الأميركية، وهي أول تدخل عسكري أميركي ضد النظام السوري في الحرب التي يشهدها هذا البلد ودخلت عامها السابع. وتابعت هايلي إن "الولايات المتحدة لن تنتظر بعد اليوم إن يستخدم (الرئيس بشار) الأسد أسلحة كيميائية من دون عواقب. هذه الأيام ولت". وقالت أيضا "لقد انتقلنا إلى مرحلة جديدة: الطريق إلى حل سياسي لهذا النزاع المروع". وهاجمت هايلي أيضا دور موسكو معتبرة أنه كان على سوريا أن تمارس نفوذها لدى حليفها السوري. وأوردت "ينتظر العالم أن تتحرك الحكومة الروسية في شكل مسؤول في سوريا. ينتظر العالم أن تعيد روسيا النظر في تحالفها الذي في غير محله مع بشار الأسد". وأثار التحرك الأميركي غضب روسيا وهي حليف رئيسي للأسد وبدا أنه يقلص فرص توثيق التعاون مع موسكو التي قال ترامب إنها ممكنة ولاسيما في محاربة تنظيم داعش. وهون وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون من شأن تلميحات إلى أن ترامب يتخلى عن نهجه"أميركا أولا" لصالح السياسة الخارجية. وقال أحد المسؤولين المشاركين في التخطيط إن الهجوم الصاروخي كان ضربة واحدة وليس بداية لحملة متصاعدة.<br/>الهجوم الأميركي الحرب في سوريا كيماوي سوريا<br/>أبوظبي - سكاي نيوز عربية شهد ليل الخميس-الجمعة انعطافة أميركية هامة في مسار الأزمة السورية، بدأت من أروقة مجلس الأمن الدولي في نيويورك وانتهت في البحر الأبيض المتوسط حيث أطلقت مدمرتان أميركيتان عشرات الصواريخ على قاعدة جوية وسط حمص، تقول واشنطن إن منها انطلقت الطائرات السورية التي نفذت هجوما كيماويا في خان شيخون الثلاثاء الماضي.<br/>وبعد وقت وجيز على الهجوم الكيماوي الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، حرص الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومسؤولو إدارته على الإعلان أن هذه الخطوة لن تمر دون معاقبة النظام السوري، كما حدث عام 2013 حين فشل الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، في محاسبته إثر هجمات كيماوية على غوطة دمشق. وألقت واشنطن بالمسؤولية في هجوم خان شيخون على النظام السوري، وأطلق ترامب سلسة تصريحات غمز فيها من قناة سلفه، لا سيما حين قال، الأربعاء، إن النظام السوري"تجاوز خطوطا حمراء كثيرة" في إشارة إلى تهديد أوباما بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بغارات جوية إذا استخدم مثل هذه الأسلحة، إلا أنه اكتفى بعد هجوم الغوطة الكيماوي بالتوصل إلى صفقة مع دمشق برعاية روسية. وفي وقت كان ترامب يلوح باللجوء إلى عمل عسكري للرد على "كيماوي الأسد"، بدأ وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس، ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي، إتش.آر مكماستر، يجريان بالفعل محادثات بشأن الخيارات العسكرية، بالتوازي مع العمل الدبلوماسي الحثيث في أروقة مجلس الأمن في نيويورك لإصدار قرار يدين دمشق والضغط عليه لتتعاون مع محققين دوليين. ومساء الخميس في توقيت نيويورك وفجر الجمعة في المنطقة العربية، تسارعت وتيرة المشاورات في مجلس الأمن حيث كانت روسيا تلوح باستخدام الفيتو لحماية حليفها السوري، في وقت كان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، يتوعد بـ"رد مناسب" على هجوم خان شيخون، معتبرا أنه لم يعد للأسد دور في حكم سوريا. وفي ليلة واحدة، أجهضت التباينات بين روسيا والغرب ثلاثة مشاريع قرار في مجلس الأمن، بينما كان مسؤول في البنتاغون يسرب معلومات عن تواجد سفينتين حربيتين أميركيتين مزودتين بصواريخ توماهوك العابرة في مياه شرق المتوسط، في إشارة واضحة إلى أن الخيارات العسكرية باتت جاهزة للرد على العجز الدولي. فقد قال دبلوماسي بريطاني إن مجلس الأمن قرر ألا يصوت مساء الخميس على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لإدانة الهجوم الكيماوي والضغط على سوريا لتتعاون مع محققين دوليين، إلا أن روسيا وصفت نص المشروع بأنه غير مقبول وتقدمت بمشروع قرار آخر لم يصل بدوره إلى مرحلة التصويت. كما قدم الأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن، الذي يضم 15 دولة، مشروع قرار ثالثا، استنادا إلى نص مشروع القرار الغربي في محاولة للتوصل إلى توافق، إلا أن مصيره كان مشابها لمصير القرارين السابقين، وهو ما دفع ترامب إلى حسم خياره وإعطاء الأمر أمر بشن ضربة جوية محددة على القاعدة الجوية التي انطلق منها الهجوم الكيماوي. ومن شرق المتوسط، أطلقت من المدمرتين "يو.أس.أس.بورتر" و"يو.أس.أس.روس" 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك، استهدفت مطار الشعيرات العسكري "المرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيمياوية السوري و"المتصل مباشرة" بالأحداث "الرهيبة" التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون، وفق ما أعلن البنتاغون. واستهدفت الصواريخ الأميركية "الطائرات، ومضادات الطائرات، ومخزونات النفط واللوجستيات، ومخابئ إمدادات الذخائر، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات" وألحقت "أضرارا بالغة" في المطار العسكري و"دمرت الطائرات السورية والبنية التحتية والمعدات الداعمة"، كما أسفرت عن سقوط قتلى من الجيش السوري، بينهم ضباط. وضربت الولايات المتحدة بعرض الحائط بتحذيرات روسيا، فقبل ساعات على الضربة كان نائب مبعوث روسيا بالأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، حذر من "عواقب سلبية" إذا شنت واشنطن ضربات عسكرية على سوريا بسبب الهجوم بالغاز السام، لتوجه بذلك رسالة واضحة إلى موسكو أن "زمن ترامب" يختلف عن "زمن أوباما". وسارع ترامب إلى توجيه خطاب إلى "الأمة الأميركية" بعد الضربة، قال فيها "يوم الثلاثاء، شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء". "باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد أرواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة. كان موتا بطيئا ووحشيا بالنسبة للكثيرين. حتى الأطفال الجميلون قتلوا بوحشية في هذا الهجوم الهمجي للغاية. لا يجب أن يعاني أي من أطفال الرب مثل هذا الرعب أبدا". "الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيمياوي. إن من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيمياوية القاتلة". "ليس هناك ادنى شك في أن سوريا استخدمت اسلحة كيميائية محظورة وانتهكت التزاماتها المنصوص عليها في معاهدة الأسلحة الكيمياوية وتجاهلت دعوات مجلس الأمن الدولي".<br/>