الأحد قبل الماضي سعدت جدًا بالالتقاء في الرياض بمعالي محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج الأخ الكريم الدكتور عبدالله الشهري ونوابه الأفاضل وعلى رأسهم أستاذي القديم الدكتور صالح باخريبة. وكان من حسن الطالع أن تعرّفت على ثلة من المتخصصين والمدعوين إلى اللقاء الثري بالمعلومة؛ الغني بالحفاوة. ولأني كنت من الجاهلين بدور الهيئة الكبير وبأهدافها القريبة والبعيدة، فقد كان اللقاء بالنسبة لي وجبة دسمة من المعلومات التي تُعاتب الهيئة على عدم إعطائها البروز الإعلامي اللائق. لكن هذا حظ العاملين بجد واجتهاد، قلما يلتفتون إلى فلاشات الكاميرات ونصوص التصريحات. هكذا هم أصحاب الهمم العالية والغايات الجليلة. وهل في حياتنا اليوم مرفق أشد أهمية من الكهرباء؟ لا أظن! وحتى الماء عندما يخلو منه الخزان يغنيك عن انتظاره صهريج أو اثنان. لكن ليس للكهرباء اليوم بديل ولا نظير. ولأن بلادنا الغالية مترامية الأطراف متباعدة المسافات، نموها البشري كبير، وتمددها العمراني متسع، فإن المسؤولية تكبر يومًا بعد يوم والأحمال تزداد شهرًا بعد شهر. هناك واقع معاش، وفي الأفق مستقبل ينتظر، آمال تتجدد، وطلبات تتزايد، ونمو يتمدد. ولأن الهيئة هي الجهة التي تنظم الخدمة وتراقب الأداء وتتابع تطبيق الأنظمة، وتقر الخطط متوسطة المدى وتعتمد الكودات، فهي إذًا في القلب من هذا المرفق الحيوي والشريان الرئيسي لحياة المواطن والمقيم في عرض البلاد وطولها. تنص رسالة الهيئة على: (ضمان أن تكون إمدادات منتجات الكهرباء والمياه المحلاة المقدمة للمستهلك في المملكة كافية، موثوقة، عالية الجودة، بأسعار عادلة). ويبدو أن الهيئة تعمل فعلًا على تحقيق هذه الرسالة النبيلة من خلال أهداف واضحة ومؤشرات أداء فاعلة. فمن حيث الكفاية تسعى الهيئة إلى تنظيم صناعة الكهرباء لتلبي الطلب المتزايد عليها باستمرار. وفي الوقت نفسه تقلل من لحظات الانقطاع لتكون فعلًا موثوقة، كما تسعى إلى رفع الجودة عبر الحد من الهدر الذي يرافق الأجهزة الرديئة الصنع مثل المكيفات منخفضة الجودة أو عبر سوء الاستخدام. وأما الأسعار، فأحسب أنها كانت ولا تزال عادلة ولله الحمد. ومع كل ذلك فما زال الطريق أمام الهيئة طويلًا، لكن همم الرجال أكثر طولًا. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain