×
محافظة جازان

"حادث مروري" يطيح بمهرب قات ومعاونيه في الدرب

صورة الخبر

تعد "صيف حار وقصص أخرى" أول ترجمة عربية للأعمال القصصية للروائي والقاص الصيني يوهوا، وذلك بعد رواياته الثلاث "على قيد الحياة"، "اليوم السابع" و"مذكرات بائع الدماء" التي تم ترجمتها إلى اللغة العربية عن الصينية مباشرة. وقدم يوهوا ست مجموعات قصصية تجمع بين القصة والرواية القصيرة، وترجم عدد كبير منها إلى اللغات الأجنبية. المترجم والأكاديمي د. حسانين فهمي حسين الذي ترجم أكثر من عمل روائي للكاتب الصيني موبان الحاصل على نوبل للآداب عام 2012 وكذا ترجم أكثر من عمل روائي ليوهوا؛ أكد في تقدمة ترجمته لقصص يوهوا والتي صدرت أخيرا عن دار صفصافة أن حصول الصيني مويان على جائزة نوبل للآداب 2012، كان له دور مهم في لفت الانتباه إلى الإبداع الصيني المعاصر، وتعرف الكثير من القراء حول العالم إلى الأدب الصيني وأهم مبدعيه، لا سيما في الدول والمناطق التي لم تكن قد شهدت صدور ترجمات لأي من أعمال جيل مويان من الكتاب الصينيين، ومن بينها المنطقة العربية وافريقيا وبعض دول أميركا اللاتينية. وقال إن كان عدد غير قليل من الأعمال الأدبية المعاصرة، قد عرفت طريقها إلى القارئ الأجنبي في الغرب وعدد من الدول الآسيوية على وجه التحديد، قبل سنوات طويلة من نوبل مويان، بمن فيهم كتاب فترة الأدب الصيني الحديث "1919-1949" والأدب المعاصر "1949- حتى الآن". فإن من بين هؤلاء القاص والروائي يوهوا "1960- "، الذي تشير - دراسات خاصة بانتشار الأدب الصيني المعاصر وترجماته خارج الصين - إلى أن أعمال الأديبين مويان ويوهوا تأتي على رأس الأعمال الأدبية التي ترجمت إلى لغات أجنبية، هذا من بين أعمال كتاب الفترة الجديدة في الأدب المعاصر "1978- حتى الآن". وأكد أن رواية يوهوا ذائعة الصيت "على قيد الحياة" التي صدرت طبعتها الأولى عام 1992، صدرت ترجمتها إلى اللغة الألمانية في نفس العام الذي صدرت فيه الطبعة الصينية، عن دار كليت- كوتا للنشر Klett-Cotta شتوتغارت. لتتوالى بعدها ترجمات هذه الرواية إلى لغات أجنبية عديدة كان آخرها اللغة العربية 2015. وقال: "قدم يوهوا خلال مشواره الإبداعي الذي بدأه عام 1983 خمس روايات طويلة ترجمت جميعها إلى لغات أجنبية عديدة، وترجمت ثلاثة منها "على قيد الحياة"، "اليوم السابع" و"مذكرات بائع الدماء" إلى اللغة العربية عن الصينية مباشرة. كما قدم يوهوا ست مجموعات قصصية تجمع بين القصة والرواية القصيرة، ترجم عدد كبير منها إلى اللغات الأجنبية. ولفت د. حسانين فهمي إلى أن مجموعة "صيف حار وقصص أخرى" تعتبر الجزء الأول من "الأعمال القصصية المختارة" ليوهوا والتي صدرت طبعتها الصينية عن دار أدب الشعب الصينية للنشر في يناير 2017، في مجلد يجمع بين دفتيه إحدى وعشرين قصة من أهم أعمال يوهوا القصصية، والتي نخطط لتقديمها في جزأين. ويشتمل هذا الجزء على الترجمة العربية لعشر قصص تمثل مرحلة مهمة في مشوار يوهوا الأدبي، كتبها خلال الفترة 1986-1997، سجلت جانباً مهماً من مشواره الحياتي والإبداعي، وهو اهتمامه بتصوير الواقع الحياتي وهموم المواطن العادي ومآسي الإنسان البسيط ومعاناته من أجل العيش، فيما تعد ثنائية الحياة والموت، ذكريات الطفولة، العنف وغيرها تيمات رئيسة في أعماله. حاله كحال غيره من كتاب "جيل الرواد" في الأدب الصيني المعاصر، الجيل الذي قدم تجارب سردية جديدة، ساروا فيها على نهج وخطوات رموز الأدب الصيني القديم والحديث، مع تأثرهم الواضح بقراءاتهم من الإبداع العالمي. هذا الجيل الذي نشأ في ظروف صعبة في التاريخ الصيني الحديث، وعانى كثيرًا للحصول على الكتاب والكتب المترجمة عن اللغات الأجنبية على وجه التحديد، وهو ما تحدث عنه مويان ويوهوا والكثير من أبناء هذا الجيل: "لأسباب يعلمها الجميع، نشأت أنا وأبناء جيلي من الكتاب المعاصرين في بيئة كانت تعاني غياب الكتب. ففي الوقت الذي نضجنا فيه وبدأنا رحلة القراءة وعشق الأدب، صادف ذلك فترة الحظر التي كانت تفرضها الصين على الكتب الأدبية. ولا زلت أتذكر حتى اليوم الصفوف الطويلة التي كنا نشاهدها أمام المكتبات والتنافس لشراء الكتب الأدبية، هذا المشهد الذي لم أره بعد ذلك. فجأة وما أن انفتحت أمامنا الأبواب الموصدة، حتى انكببت على قراءة الكثير من إبداعات الأدب العالمي، والأدب الصيني الكلاسيكي والحديث، قبل أن أجد نفسي مشدودا إلى الأدب العالمي. ولما كنت لا أتقن أية لغة أجنبية، فقد تعرفت إليه وقرأت الكثير من كنوزه المترجمة إلى اللغة الصينية، من خلال الترجمات الجيدة التي قدمها نخبة من المترجمين الصينيين الأكفاء، والذين لا يتسع المقام هنا لأعدد أسماءهم فردًا فردا". ورأى أن في كتابات يوهوا تأثرا واضحا بواقعية لوشون النقدية، وقال: "ترك يوهوا دراسة الطب ليدرس الأدب، إيماناً منه بأن الإنسان الصيني في عصره (مطلع القرن العشرين) كان بحاجة إلى العلاج النفسي والروحي أكثر من حاجته لعلاج الجسد، ليسير يوهوا على نهج الرائد لوشون ويترك طب الأسنان، بعد أن مارس مهنة طبيب أسنان لمدة خمس سنوات. كما نجد في ابداع يوهوا تأثره الكبير بما قرأه من أعمال لكتاب عالميين أمثال: كافكا، والروائي الياباني صاحب "الجميلات النائمات" ياسوناري كاواباتا، الذي يقول عنه يوهوا "خلال فترة خمس إلى ست سنوات تتلمذت فيها على أعمال ياسوناري كاواباتا، تعلمت منه كتابة التفاصيل وكيفية التعبير عنها في العمل الأدبي". ولد يوهوا في 3 أبريل/نيسان 1960 بمدينة خانغجوو جنوبي الصين، انتقل بعدها مع والديه إلى مدينة خاي يان بمقاطعة جه جيانغ، عمل لفترة كطبيب أسنان قبل أن ينتقل للعمل في إحدى الهيئات الثقافية بالمدينة التي كان يقيم بها، يقول عن هذه الفترة المهمة في حياته: "كنت قد عملت في "محال الأسنان" لفترة خمس سنوات، رأيت خلالها عشرات الآلاف من الأفواه المفتوحة، حتى اعتراني الملل الشديد من هذه المهنة والأفواه المفتوحة. كنت كثيرا ما أقف أمام النافذة المطلة على الشارع بمحل عملي، كنت أرى من خلال النافذة عددا من العاملين في قصر ثقافة المدينة يتسكعون في الشارع، حتى وجدتني أغبطهم كثيراً على ما هم فيه. وذات مرة، سألت أحد العاملين في قصر ثقافة المدينة عن سبب تسكعه الدائم في الشارع، فأخبرني أن هذا من صميم عمله، فقلت في نفسي هذا هو العمل الذي أتمناه. عندها قررت ممارسة الكتابة، وتمنيت أن يكتب لي في يوم من الأيام العمل بقصور الثقافة. بدأ يوهوا مشواره مع الكتابة عام 1983، قدم أول عمل له قصة قصيرة بعنوان "النجوم" في العدد1-1984 بمجلة "أدب بكين". قبل أن يلتحق بعدها للدراسة بمعهد لوشون للأدب بجامعة المعلمين ببكين، وهو المعهد الذي تخرج منه أيضاً مويان وعدد كبير من رواد الأدب الصيني المعاصر. أبدع يوهوا عدداً من الأعمال في القصة والرواية والمقالة، حازت أعماله شهرة كبيرة داخل وخارج الصين، وكانت من أوائل الأعمال الأدبية المعاصرة لأبناء جيله التي ترجمت إلى عدة لغات أجنبية، من أهمها روايات: "مناجاة تحت المطر" 1991، "على قيد الحياة" 1992، "مذكرات بائع الدماء" 1995، "الأشقاء" 2005 و"اليوم السابع" 2013 وغيرها من الأعمال. ترجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية. بدأت ترجماتها بعد سنوات قليلة من بداية مشواره الإبداعي، حصل يوهوا على جائزة جرينزان كافور" الإيطالية 1998 و"وسام الفنون والآداب بدرجة فارس" من فرنسا 2004 و"جائزة الإسهام المتميز في الكتاب الصيني" 2005 وغيرها من الجوائز المحلية والعالمية.   محمد الحمامصي