من الصعب تخيل أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يريد تعيين متحدثٍ ينوب عنه، ولكن لو تطلب الأمر ذلك، فإن لسان حاله سينطق باسم رونا غراف، التي يفضل أصدقاؤه القدامى ترتيب مواعيدهم معه، وفقاً لمساعدته في البرج لأكثر من ربع قرن، وذلك على الرغم من وجود موظف في البيت الأبيض لتنسيق ذلك، إلا أن السيدة غراف، التي حظيت بثقة الرئيس العمياء، ومنذ فترة طويلة، فرضت نفسها بعد تنصيبها كحارسة لبرجه العاجي، لتصبح اليوم، شخصية محورية في عالم سيد البيت الأبيض. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن غراف مخلصة للغاية، وتتمتع بالأمانة، وذلك وفقاً لما ذكره ترامب عن الموظفة التي عملت معه لأكثر من 30 عاماً. فهي بمثابة الوجهة المفضلة والبوابة للراغبين في التحدث معه، فضلاً عن أنها تقدم تصريحات للصحافة بصفتها المتحدثة باسم منظمة ترامب، وتقوم بدور الوسيط في صفقات ترامب التجارية حال سفره. وقد ظهرت لأول مرة للعيان، في المواسم القليلة الأولى في برنامج الواقع الخاص بترامب، ناهيك عن عملها مع عدة منتجين لتنسيق مهام المشاركين في البرنامج. عملت غراف في التسويق الرياضي، وبصفتها كاتبة في مجلة «إنسايد تنس»، ونشر موقع «بوليتيكو»، أن غراف، ومنذ تولي ترامب المنصب في شهر يناير الماضي، أصبحت الجسر للراغبين في تقديم المشورة والاقتراحات للرئيس، أو التواصل معه. ولمن لا يرغب بالتواصل المباشر مع ترامب عبر هاتفه المحمول، فإن غراف هي منقذته الوحيدة، فهي دائماً ما تكون في محيطه، وبالتالي، يتم إرسال تلك الرسائل إليها، وقد نستغرب أحياناً، أن بعض الطلبات تتضمن عدم الإفصاح عن أسماء مرسليها، خوفاً من استياء الرئيس أو منعهم من التواصل معه مستقبلاً. هل غراف مؤثرة في حياة الرئيس لتلك الدرجة؟، هي حاصلة على شهادة ماجستير في التربية وعلم النفس من كلية كوينز، وأشرفت على إدارة شركة تسويق رياضية قبل الدخول لشركات ترامب منتصف ثمانينيات القرن الماضي، لتعمل في البداية مع مساعدته السابقة نورما فورديرير، وتبرز بعدها كشخصية لا يستهان بها في حياة الرئيس الأميركي، كمرآة تعكس آراءه. الجدير بالذكر، أن ناطقاً باسم البيت الأبيض، نفى فكرة لعب السيدة غراف لدور محبب في إيصال الرسائل من أشخاص خارج الإدارة، ونعتها بأنها أقاويل «كاذبة تماماً، وأن كل المراسلات تمر عبر البيت الأبيض».