اشتكى المتنزهون وزوار كورنيش الخبر الجنوبي المجاور لمركز حرس الحدود من انبعاث روائح كريهة مصدرها مياه الصرف الصحي التي يتم التخلص منها في البحر، وأشاروا إلى أن وقوع العديد من الفنادق العالمية والمطاعم الفخمة على الكورنيش يتطلب من الجهات المعنية التخلص من المياه الملوثة في مواقع أخرى بعيدة عن التجمعات السكانية والمواقع السياحية في الخبر. وفي السياق يقول عيسى العبدالوهاب (من زوار أحد المطاعم الشهيرة المجاورة لمصب الصرف الصحي): في كل مرة أحضر إلى المطعم وأنظر من نافذته الزجاجية أشعر بالحزن على تلوث البيئة البحرية بالصرف الصحي، مطالبا إدارة مياه الشرقية بتحويل مصب الصرف الحالي إلى موقع آخر بعيد عن الكورنيش. ويقول أحمد العماري: أنا من عشاق كورنيش الخبر، واعتدت الجلوس وأصدقائي في هذا الموقع إلا أن الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي جعلتنا نهرب من الموقع ونستبدله بآخر بسبب هذه الروائح. وقال مسؤول في أحد المطاعم القريبة من تجمع مياه الصرف إن كثيرا من زوار المطعم يشتكون من انبعاث الروائح الكريهة من مصب الصرف الصحي. وأضاف: المطعم متضرر من وقوعه بالقرب من المصب خاصة عند وجود الرياح والتي تنقل هذه الروائح إلى داخل المطعم. من جهته، أوضح مدير عام المياه بالمنطقة الشرقية بالنيابة المهندس سراج بن عمر بخرجي أن مياه الصرف الصحي التي يتم التخلص منها عبر مصب كورنيش الخبر معالجة ثلاثيا ويتم تعقيمها بالكلور قبل ضخها ولم يكن هناك أي ملاحظات خلال الفترة السابقة، غير أن إنشاء مرسى للصيادين جوار المصب أدى إلى انخفاض قوة التيارات البحرية وبالتالي ركود المياه بالمنطقة ونمو الطحالب فيها، وهو ما ساهم في ظهور بعض الروائح أحيانا، وأضاف: طالبنا قيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية بإعادة النظر في مرسى الصيادين ونقله إلى موقع آخر، والعمل على فتح المنطقة للتيارات البحرية وتجددها لكي تعود إلى ما كانت عليه، مشيرا إلى العمل حاليا على الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا في ري المزروعات بالتنسيق مع هيئة الري والصرف بالأحساء التي تقوم بإنشاء محطة لاستقبال هذه المياه وضخها إلى محافظة الأحساء مستقبلا. كما أكد مدير مصلحة الأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية محمد القحطاني أن مياه الصرف الصحي التي تصب في البحر إذا كانت معالجة ثلاثيا فلا تؤدي لأية أضرار على البيئة البحرية. وقال إن مصلحة الأرصاد وحماية البيئة تتمنى إزالة جميع مصبات مياه الصرف التي تصب في البحر إلا أن الكميات الكبيرة لها تجبر مديرية المياه على ضخها في البحر. وعن دور مصلحة الأرصاد وحماية البيئة للتأكد من عملية تطبيق الاشتراطات والتعليمات الخاصة بضخ تلك المياه للبحر، أوضح وجود لجان مشتركة وتنسيق مع مديرية المياه في المنطقة للعمل وفق الاشتراطات المعمول بها والخاصة بمعالجة مياه الصرف الصحي، وليس هناك حاجة الآن لفحص تلك المياه طالما لم تردهم شكوى والعمل يسير وفق ما تم الاتفاق بينهم وبين مديرية المياه. من جانبه، قلل المتحدث الرسمي بحرس الحدود بالمنطقة الشرقية العميد خالد العرقوبي من وجود أضرار على منسوبي مركز حرس الحدود وموقع الصيادين القريب من مصبات الصرف الصحي بكورنيش الخبر. وحذر الخبير البيئي والأستاذ في كلية علوم البحار بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علي عشقي من خطورة ضخ مياه الصرف الصحي في البحر، وقال لـ«عكاظ» إن هناك لائحة تنفيذية لنظام العام للبيئة صادر بالمرسوم الملكي رقم م/34 بتاريخ 28/7/1422هـ ويشمل النظام البحري والبري وكل ما يتعلق بالبيئة مأخوذ من منظمة حماية البيئة الأمريكية. من ضمن بنود هذا النظام منع ضخ مياه الصرف الصحي وكل ما هو ضار بالبيئية إلى البحر وقال أن هذا البند لم يطبق إلى الآن.