×
محافظة المنطقة الشرقية

ماركسيان أميركيّان يقاتلان مع الأكراد ضد داعش.. هذه قصة ندمهما وما تفاجآ به في سوريا

صورة الخبر

بينما تغرق مدرسة في تعديد مناقب المصلح التونسي الشهير خير الدين باشا، يجول طلبتها بأنظارهم بين أروقة المتحف العتيق بقصر سعيد الذي يعود إلى حقبة حكم البايات في تونس.تبدو صورة المصلح العملاقة بطول 275 سنتيمترا وعرض 219 سنتيمترا، على جدار أزرق اللون، الأكثر شدا للانتباه لدى الزائرين إلى المتحف الواقع بجهة باردو. والصورة تجسد المصلح خير الدين بزيه الرسمي المزركش على صهوة جواد، ممتشقا سيفا طويلا، وهي الأكثر تداولا بين المؤرخين لارتباطها بحقبة كاملة، تميزت بالإصلاحات السياسية، لكن أيضا بأحداث مفصلية في تاريخ تونس الحديث. يقع قصر سعيد على بعد أمتار من متحف باردو الشهير ومقر البرلمان. وكان فيما مضى مقر إقامة حكام البايات. واليوم تعمل جمعية «رامبورج» الثقافية بالتعاون مع وزارة الثقافة والمعهد الوطني للتراث، على إعادة الحياة إلى القصر المهجور وتحويله إلى متحف دائم. وتقول إحدى المشرفات على المعرض من جمعية «رامبورج»، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «نحن نخطط من أجل الإبقاء على المتحف، ونقوم بترميم القصر حتى يتحول إلى معلم ثقافي مهم للتونسيين». ويجمع متحف قصر السعيد، الغارق في الصمت والألوان الخافتة، بأحداث التاريخ بين جنباته، حيث لا يزال يتردد بين جدرانه صدى معاهدة باردو التي وقعها في القصر نفسه باي تونس، مع الحكومة الفرنسية في 12 من مايو عام 1882. ويعرض المتحف ضمن احتفالية الستين عاما على استقلال تونس، بعنوان «صحوة أمة، الفن في فجر تونس الحديثة»، أكثر من 300 قطعة من المخطوطات واللوحات والوثائق النادرة والمهمة، من بينها وثيقة «عهد الأمان» الذي نص على المساواة بين المسلمين وغير المسلمين أمام القضاء (1857)، ودستور (1861) وهو الأول في العالم الإسلامي والعربي في تلك الفترة. تعد تلك الإصدارات مرحلة متقدمة من الإصلاحات التي قادها خير الدين باشا في فترة حكم العائلة الحسينية الممتد من عام 1705 حتى عام 1957، تحديدا في فترات حكم أحمد باي ومحمد باي ومحمد الصادق باي على التوالي. وتركز المخطوطات والصور والكتب المعروضة في المتحف على تلك الفترات، بداية من عام 1837 حتى عام 1881، تاريخ بداية الحماية الفرنسية في تونس، وهي بداية فترة الاستعمار التي تواصلت حتى عام 1956. ويضم المتحف في أحد أجنحته أسلحة حربية قديمة تعود لمنتصف القرن 19، وكتابا للرياضات العسكرية، وعددا من البزات الرسمية متنوعة الألوان برتب عسكرية مختلفة، من فريق وأمير لواء والباش شاطر.;