×
محافظة الرياض

المقاولون الأتراك في طريقهم إلى السوق السعودي

صورة الخبر

رأيت حديثا عدة حالات لمشاكل في القلب اثناء الحمل كان من الممكن بسهولة تفاديها بشيء بسيط من الوعي والثقافة الصحية وتخطيط الزوجين مع طبيب القلب قبل حدوث الحمل.. بدلا من ان توضع الحامل وزوجها وطبيب النساء والولادة وطبيب القلب امام خيارات صعبة قد تؤثر على حياة الجنين او حياة الأم او كليهما.. وسنعرض ثلاث حالات رأيتها حديثاً ونعلق بعد كل حالة بشيء من التفصيل وماهي النتيجة التي انتهت اليها تلك الحالة؟ وكيف من الممكن تفاديها مستقبلا؟ الحالة الاولى: سيدة عمرها 32 سنة لديها ضعف متوسط في عضلة القلب من الوراثي.. وحالتها مستقرة على العلاجات وهي تمارس جميع انواع النشاطات الرياضية التي تريدها.. وكما هو معلوم طبيا ان هذا الضعف بتلك الدرجة لا يمنعها من الحمل ولكن يجب ان تخطط للحمل وتتابع مع طبيب الحمل والولادة وطبيب القلب خطوة بخطوة.. وباجتهاد منها قامت بإيقاف أدوية القلب خوفاً على الجنين.. ثم حملت.. وفي الشهر الرابع من ايقاف الادوية اصبحت تعاني تجمعا للسوائل في الرئتين وتورم الاقدام وتدهوراً في نشاط عضلة القلب.. ثم أتت الى العيادة؟ التعليق: كان الخطأ في إيقاف الادوية مما زاد درجة ضعف القلب وقابليته لتجميع السوائل في الرئتين مع زيادة حجم الدم خلال الحمل 50% وكان من الممكن ان توزن المنافع والمضار في حال رغبتها للحمل وإذا اختار الزوجان الحمل.. تأخذ أدوية معينة تعارضها مع الحمل بدرجة أقل ومضاعفاتها كذلك اقل من غيرها حتى يمكن لسفينة الحمل الابحار بحذر وهدوء في هذا البحر الذي من المعروف انه كثير الموج والعواصف وتفادي المضاعفات قدر الامكان.. وكانت تلك الحامل تريد ان تكمل هذا الحمل مهما كلف الامر حتى لو كلفها حياتها!! وهذا بلاشك إلقاء بالنفس الى التهلكه.. النتيجه: توفي الجنين بسبب نقص الأوكسجين وتم إخراجه طبياً. الحالة الثانية: سيده لديها ارتجاع شديد في الصمام المترالي وكان هناك بداية توسع في العضلة وارتفاع في الضغط الرئوي وطلب منها ان تبدل الصمام ولكنها رفضت.. وفضلت الأدوية.. وخلال الولادة لم تستطع التنفس لتجمع السوائل في الرئتين واضطر الفريق الطبي لإخراج الجنين عن طريق العملية القيصرية. التعليق: بلاشك انها أخطأت بعدم اصلاح مشكلة الصمام قبل الحمل على الرغم من ان ارتجاع الصمام المترالي من المعروف انه يتماشى مع الحمل الا اذا كان هناك بداية ضعف بالعضلة او ارتفاع في الضغط الرئوي كما في حالة المريض اعلاه.. فحملها بدون مشاورة طبيب القلب وضع حالتها الصحية في عنت شديد امام زوجها وفريقها الطبي المعالج فإما إسقاط الجنين او تدهور حالة المريضة.. النتيجه:نجت الأم والجنين في اللحظات الأخيرة بفضل الله.. الحالة الثالثه: سيدة اثناء حملها الاول عانت من ضعف شديد في عضلة القلب "النوع الذي يحدث مع الحمل" وبعد معاناة طويلة في المستشفى ودخول للعناية المركزة مرتين خلال الحمل.. نصحها طبيبها بوضوح بتفادي الحمل نهائياً لأنه خطير على القلب.. ولكنها حملت ولم يكمل طفلها الاول سنة واحدة ودخلت للعناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي وهي في الشهر الخامس.. وزوجها يصر على اكمال الحمل اما والد الحامل يصر على إسقاطه لانقاذ ابنته؟ التعليق: بالإصرار على الإنجاب أوعدم اتخاذ وسائل منع الحمل المناسبة وضعت نفسها وزوجها وجنينها وأهلها في موقف حرج جدا.. فهم بين خيارين حرجين إما انقاذ الأم بإسقاط الجنين او تعريض الأم للهلاك بإكمال الحمل.. وقد يقول قائل الحياه لايعطيها ولايأخذها الا الله سبحانه وليس الأطباء !! وقد صدق في ذلك ولكنه يجب ان يعلم ان الله وضع قوانين في الكون لاتحابي مؤمناً ولاكافراً فمن يسقط في البحر وهو لايعرف السباحة سيغرق سواء كان مؤمناً أو كافراً إلا أن يشاء الله.. ومن يلقي بنفسه من جسر معلق فوق الأرض سيموت مهما كانت ديانته.. لأن قوانين الله لاتحابي أحداً.. أضف على ذلك أن سيد المرسلين أمرنا بالتداوي"تداووا عباد الله" فأنت بالوقاية انما تفر من قدر الله الى قدر الله.. كما ورد في الاثر. النتيجه: توقف قلب الأم على جهاز التنفس الصناعي ومع الانعاش توفي الاثنان معاً الأم وجنينها. ماهي السبع حالات المرضية التي لايسمح فيها بالحمل؟ وهي امراض القلب التي تكون فيها مخاطر الحمل عالية على الأم والجنين: 1- فشل القلب الشديد في الزوجة عند المرحلة الثالثة/ الرابعة بأسبابه المتعددة. 2- ضعف عضلة القلب حول الولادة. 3- وجود صمامات معدنية للقلب (نسبياً وتقل المخاطر بالتخطيط لذلك الحمل). 4- من لديها زراعة للقلب. 5- من لديها أمراض وراثية للقلب تسبب الازرقاق CYANOTIC HEART.DISEASE 6- من لديها تضيق شديد في الصمام الأورطي أو تضخم عضلة القلب الموضعي المسبب للتضيق الشديد في مجرى البطين الأيسر HOCM. 7-ارتفاع الضغط الشديد في الشريان الرئوي. ومن المهم معرفة أن الغالبية العظمى من مرضى القلب تستطيع الزواج وتحمل تبعاته سواء كان المريض ذكراً أو أنثى ولكنه يحتاج الى متابعة دقيقة مع طبيبه المعالج، ويتم تقييم حالة المريض بصفة دورية ومناقشة الخيارات العلاجية مع المريض وشريك حياته، أما إذا وصلت حالته الى مرحلة عدم الاستطاعة و"العجز البدني" سواء للواجبات المنزلية أو الأسرية فالطرف الآخر بالخيار شرعاً فلا ضرر ولا ضرار.. وإن كان الوقوف مع شريك العمر وقت الحاجة من سمو الأخلاق ومما يندب إليه شرعاً. والخلاصه:ان غالبية مريضات القلب يستطعن الحمل والإنجاب ولكن يفترض عليهن التنسيق المسبق مع طبيب القلب وطبيب النساء والولادة في ذلك قبل الحمل وأثناء الحمل وأثناء الولادة وأثناء مرحلة النفاس.. فالوقاية وتفادي المضاعفات المرضية لاتقدر بثمن، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بنفسين في جسد واحد.