** برامج الإفتاء التي يجيب فيها أصحاب الفضيلة العلماء على أسئلة واستفسارات المستمعين والمشاهدين .. من البرامج الأكثر شعبية في الإذاعة أو التلفزيون .. وفي كل مرة أستمع أو أشاهد هذه البرامج أستزيد معرفة بأمور دينية كثيرة تغيب عنا رغم أهميتها ويقوم علماؤنا الأفاضل بالتطرق لها وشرحها تبعا لما يردهم من استفسارات أحيانا تكون عميقة ومهمة .. وأحيانا لا ترقى إلى مستوى علم الضيف الوافر وإحاطته التي أنعم الله بها عليه. وفي زحمة ما يرد من اتصالات للمستمعين أو المشاهدين لا أجد في بعض الحلقات تعقيبا أو توضيحا من بعض الأساتذة المذيعين على إجابة العالم الضيف، خصوصا عندما تكون الإجابة بحاجة إلى نقاش واستزادة في فهم وتعريف موضوع السؤال ويكتفي المذيع بعد كل إجابة بالعبارة المتكررة «بارك الله فيكم ونفع بعلمكم» .. وهي عبارة تدل على أدب المذيع في حضرة صاحب الفضيلة ضيف البرنامج، غير أنها تدل أيضا على أن المذيع لا يركز على الإجابة بقدر تركيزه على السؤال الذي يليه، فتحدث هنالك فجوة كان لابد أن يتنبه لها المذيع، حتى لا تبقى الإجابة مفتوحة دون اكتمال لعناصرها الضرورية والتي يتحمل مسؤوليتها المذيع. وعلى سبيل المثال قرأ المذيع سؤالا على أحد علمائنا الكرام يتلخص في حكم «التطيب» بالعطور التي يدخل في تركيبها الكحول .. فكانت الإجابة بأن التطيب بها حرام رغم تعقيب فضيلة الشيخ الضيف بأن السؤال في حكم استخدام ما فيه «كحول» شريطة التأكد من تركيبة العطر أو «الطيب» .. وكنت أتمنى من المذيع أن يسترسل في حواره ويذكر بأن العطور الصناعية كلها تحتوي على نسبة معينة من الكحول لتثبيت الرائحة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول تلك النسبة لتؤدي إلى ما يؤديه الشرب المحرم .. كما كنت أتمنى أن يعقب المذيع بأن كل المطهرات والمسحات التي يستخدمها الأطباء والممرضات عند إعطاء الحقن مكونة من الكحول، وحتى مرضى السكري شافاهم الله يستخدمون المسحات الطبية التي تحتوي على الكحول في كل مرة يستخدمون فيها إبر «الأنسولين».. كان يجب على المذيع أن يوضح ذلك لفضيلة الشيخ، ولا أشك أن إجابة فضيلته سوف تختلف .. وهذا مثال واحد أوردته هنا للتأكيد على أهمية دور المذيع في التوضيح حتى تكون الفتوى مكتملة وغير منقوصة.