جنيف في طليعة الدفاع عن حقوق الإنسان. حالما عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جلسته السنوية، استضافت المدينة السويسرية الدورة الخامسة عشر لمهرجان الفيلم والمنتدى الدولي لحقوق الإنسان. هدف المهرجان والمنتدى هو التناقش بين المخرجين والمشاهدين عن الفظائع التي ترتكب في العالم، لكن ليس هذا فقط. إيزابيل غاتّيكر، رئيسة المهرجان، تقول: “من خلال هذا المهرجان نريد أن نقول إن اللامبالاة أمر لا يمكن قبوله في عام 2017، على الجمبع ان يشارك، أن يتصرف، كل شخص من خلال موقعه، من خلال دعم جمعية ما او كتابة الرسائل أو استنكار ما يحدث في جميع أنحاء العالم. نحن جميعاً أطراف فاعلة في هذا العالم.” نساء ضحية الاغتصاب في السجون السورية جائزة المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب سُلمت للصحفية الأنكليزية-الفرنسية مانون لوازو لأحدث افلامها الوثائقية “الحرب الصامتة” حيث تعطي فيه صوتا لضحايا الاغتصاب في السجون السورية لبشار الأسد . النسخة النهائية للسيناريو لم تكتمل بعد، لهذا فضلت عدم تزويدنا بصور النساء لتجنب تعريضهن للخطر. مانون لوازو ، تقول: “انها جريمة كاملة بالنسبة للنظام لأن المرأة تتعرض للاغتصاب وحين تخرج لا تستطيع الافصاح عما حدث كي لا ترفضها أسرتها. أحيانا، هناك جرائم شرف . انه ليس فيلما عن الاغتصاب، بل عن المرأة السورية، ما كانت عليه، الحلم بالثورة وحين تغيرت الأمور، كيف تناضل للبقاء على قيد الحياة.” مناهضة التمييز العنصري في الولايات المتحدة راؤول بيك تسلم جائزة “غيلدا فييرا دي ميلو “ عن فيلمه الوثائقي “I am Not Your Negro “، والذي فاز في تورنتو وبرلين ورشح للاوسكار. في قلب فيلمه الوثائقي: الكاتب الأفريقي – الأميركي جيمس بالدوين. الفيلم مقتبس من مخطوطة للكاتب والناشط الأمريكي جيمس بالدوين، يتحدث فيها عن العنصرية في الولايلات المتحدة من خلال ذكريات نشطاء الحقوق المدنية السود الثلاثة مدغار إيفرز، مالكوم إكس ومارتن لوثر كنغ الابن والذين قتلوا جميعا. كلمات بالدوين المناهضة للتمييز العنصري في الولايات المتحدة لها صدى خاص في أمريكا التي لا تزال معذبة بالقضايا العرقية. المخرج راؤول بيك:“يقول بالدوين في الفيلم أيضا إن صناعة الترفيه، وتشمل جميع التلفزيونات، مشابهة لصناعة المخدرات. ندرك هذا حين نرى ان الساعات الطويلة من تلفزيون الواقع، لا تساعد على توضيح الامور، وهناك نسبة كبيرة من الجهل أيضا “. جرائم ضد شعب المايا في كواتيمالا فيلم آخر سلطت عليه الأضواء في المهرجان هو “خمسمائة سنة” للمخرجة الأمريكية والمدافعة عن حقوق الإنسان باميلا ييتس. انه الجزء الأخير لثلاثية بدأت في العام 1983 حول التطهير العرقي لشعب المايا في غواتيمالا . يبدأ هذا الفيلم بإدانة ريوس مونت في العام 2013 بارتكاب ابادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية،وهو انتصار لسكان المايا في غواتيمالا، الذين تعرضوا لاضطهاد النخبة البيضاء الحاكمة على مدى خمسة قرون. باميلا ييتس:” نعيش في زمن نقاوم فيه الحكومات الاستبدادية في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأوروبا، ونشهد إغلاق مساحات مخصصة للمجتمع المدني، لذا، أعتقد أننا نستطيع أن نتعلم الكثير من حكمة المايا عن كيفية تنظيم المقاومة الخاصة بنا في جميع أنحاء العالم.” كما كرم المهرجان ريثي بان، كاتب الأفلام الوثائقية عن الإبادة الجماعية التي ارتكبها الخمير الحمر: حيث قدم عملاً فنياً وفيلمه الجديد “المنفى”.