عبد الله عبد الرحمن قد يكون هذا الموضوع مُستفِزاً للسواد الأعظم من الذين غسلوا أيديهم، كما يقال، من المنتخب ومهدي ومونديال روسيا، ولكني ارتأيت أن أكمل مسيرة المؤازرة والتشجيع لعل المارد يخرج أخيراً من قمقمه ويبهرنا بأداء جميل ونتائج أجمل لطالما انتظرناها واشتقنا إليها، وأرى أنه علينا المثابرة في إرسال الرسائل من كل جانب حتى تسكن قلوباً عن أداء المهمة غفلت وآذاناً من نداء الوطن صمّت بل وأرى أن الاستسلام بأن الأمل قد ضاع والفرصة قد ولّت وأن قطار التأهل قد فاتنا، هزيمة وروحاً انهزامية. أنا بدوري سأواصل السير حتى آخر رمق ما دامت الفرصة قائمة، وطالما جمعنا أكبر قدر ممكن من النقاط، ولا يعنيني إن كنا الأول أو الثالث، ولن أستمع للمثبطين حتى لو كنتُ عندهم في عداد المطبلين.. نعم سأطبل لوطني رغم الآلام، وسأطبل للاعبين كي يخرجوا كل ما لديهم، ولن أبالي بأبواق خرجت من جحورها ولم نرَ منها ولو كلمة انتقاد واحدة في أداء مقزز مزر مخز لفرق في تمثيلها للدولة؛ ولكنّا اعتدنا ظهورها وقت الخسارة بقولهم «ألم نقل لكم كذا، يوم كذا، في شهر كذا، في سنة كذا»، ووالله لو كان انتقادهم للاعبين وأنديتهم بقدر انتقادهم مهدي لهان الأمر، ولكن أن يتندروا بمهدي فقط، وهو غير بريء مما يجري، فذلك الظلم كله.ولو كان يجدي نقدي للاتحاد بعدم اعتماد الاحتراف للاعبينا في الخارج، بذلك يفوز المنتخب لفعلت.. ولو يجدي انتقادي للأندية اهتمامها بلاعبيها وحرص بعضهم عدم إصابة لاعبيهم لبطولات محلية جوفاء، ويفوز المنتخب لما منعني قلمي من ذلك؛ ولكنني رأيت أن أثابر في تقديم الكلمة الهادفة لا الهادمة بعيداً عن أي نقد جارح؛ كي أستخرج المستوى المأمول المختفي منذ فترة، وأراهن على هذا الجيل رغم المصاعب.ألم يواجه هذا الفريق العظام الجسام في مسيرته.. ألم نكن قاب قوسين أو أدنى من خسارة نهائي خليجي واحد وعشرين ولكن الله ستر.. ألم نتأهل للتصفيات النهائية بسبب الآخرين وأراد الله لنا التأهل..ألم تخدمنا نتائج الفرق في نهاية المرحلة الأولى وكنا بفارق نقطة عن الأول.. ألا يعني هذا أن التأهل يلاحقنا رغم الأداء السيئ من اللاعبين والتخطيط غير المثالي من المدرب.أريد أن أختم بكلمة.. في أوائل ساعات الجمعة - الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل - بعد مباراة اليابان بسويعات والنداء الأخير من رحلة طيران الإمارات للمدينة المنورة يعلن أمامي، وإذا بي أجد أمامي علي مبخوت وحبيب الفردان يتوجهان إلى طائرتهما، فتوجهت إليهما بسرعة وإذا بمبخوت يقف لشخص يريد أن يتصور معه.. فسلمت عليه (رغم جرحي من خسارة المنتخب ومن أدائه خصوصاً غير المقنع مع المنتخب) وكانت أول مرة أقابله فيها، وقلت له، وأنا أعض على الجراح: السلام عليكم أخي علي، أنا أحد المهتمين بمنتخب بلدي وأكتب عنه وعشمي فيك لايزال كبيراً يا علي وإن التأهل إلى روسيا يريدكم وينتظر منكم مجهوداً أقوى وأكبر، فشكر بكل تواضع وقال: إن شاء الله، فربتّ على كتفه الأيمن وقلت: موفق يا علي مع أستراليا، و كان ذلك بمثابة النداء الأول والأخير لي لعلي مبخوت، في الوقت الذي تكررت أمامي النداءات الأخيرة إلى المدينة.