عمرو عبيد (القاهرة) يتألق لاعبو منتخب البرازيل بصورة باهرة في تصفيات القارة اللاتينية الحالية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، ويبدو أن «السيليساو» يرغب بشدة في استعادة الكأس العالمية الغائبة عن خزائنه منذ ما يقرب من 16 عاماً، وتحديداً عقب حصد اللقب الخامس في نسخة 2002، ويتصدر المنتخب البرازيلي قائمة التصفيات برصيد 30 نقطة بعد خوض 13 مباراة حتى الآن، وتشير الأرقام إلى أن هذه التصفيات هي الأفضل في تاريخ السيليساو خلال آخر 25 عاماً. فصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس العالم حقق حتى الجولة الثالثة عشرة من التصفيات نفس عدد مرات الفوز في المباريات الذي انتهى إليه في تصفيات نسخ 2002، 2006 و2010 بإجمالي 9 انتصارات لكنه شكل آنذاك 50% من كل المباريات، ولو حقق «السيليساو» فوزاً عاشراً على الأقل خلال ما تبقى من مباريات فإنها ستكون المرة الأولى خلال آخر 16 عاماً التي يصل فيها إلى هذا الرقم المتوقع زيادته وتجاوزه أيضاً. تبلغ نسبة فوز «السامبا» الحالية 69%، وهي النسبة الأعلى خلال ربع القرن الأخير، ولا يقترب منها سوى نسبته التي سجلها خلال تصفيات مونديال 1994، بعدما حقق 5 انتصارات من أصل 8 مباريات، حيث كانت التصفيات تقام بنظام المجموعتين لتصل النسبة إلى 62.5%، وفي تلك التصفيات أيضاً بلغت نسبة نجاحه 75% وهي الأقرب للجيل الحالي لكن مع فارق عدد المباريات وكم المنتخبات المتنافسة. أما عن النقاط التي جمعها رفاق نيمار حتى الآن، وهي 30 نقطة، فهي تشكل نسبة 77% تقريباً من إجمالي النقاط الخاصة بـ13 مباراة، وهو ما جعل هذا الجيل يتفوق حتى الآن على من سبقوه في تلك الحقبة الأخيرة، فخلال تصفيات مونديال 2010 و2006 كان السيليساو قد جمع في نهايتها 34 نقطة، شكلت نسبة نجاح بلغت 63%، وكان حصاد البرازيل النهائي في تصفيات 2002 هو 30 نقطة أيضاً لكن من 18 مباراة بنسبة 55.5%، وهي أسوأ نتائجه في التصفيات، حيث حل في المركز الثالث بفارق 13 نقطة عن الأرجنتين المتصدر وقتها، لكن عودة «الظاهرة» رونالدو محت تلك الصورة تماماً بعدما قاد منتخب بلاده إلى التتويج الخامس في تاريخه. أيضاً يظهر منتخب البرازيل غزارة تهديفية واضحة، حيث سجل لاعبوه حتى الآن 32 هدفاً بمعدل 2.46 هدف/ مباراة مقابل 31 هدفاً في نهاية تصفيات 2002 بمعدل 1.7 هدف، وكان الكناري قد أحرز 35 هدفاً في تصفيات 2006 وبعدها 33 هدفاً في تصفيات 2010 بمعدلات 1.9 و 1.8 هدف/ مباراة على الترتيب، ولم يتفوق عليه إلا جيل تصفيات 1994 بعدما سجل 20 هدفاً في 8 مباريات بمعدل 2.5 هدف في كل مباراة! ولم يخسر «السيليساو» إلا مباراة واحدة فقط بنسبة 7.7% من المباريات التي أقيمت حتى الآن، مقارنة بنسبة 11% في تصفيات 2006 و2010، والتي خسر خلالها مباراتين، وتظل تصفيات 2002 هي الأسوأ بعدما تعرض خلالها المنتخب إلى 6 هزائم شكلت نسبة 33.3% من إجمالي المباريات، وهو ما لم يحدث على الإطلاق في تاريخ البرازيل، كما أن صلابته الدفاعية تبدو واضحة هذه المرة بعدما اهتزت الشباك الصفراء 10 مرات مقارنة بـ17 هدفاً في نهاية تصفيات 2002، وكذلك 2006، بينما انتهت تصفيات 2010 باستقبال مرمى البرازيل لـ11 هدفاً، وهو المعدل الأفضل إلا إذا حافظ زملاء نيمار على نظافة الشباك فيما تبقى من الجولات.