×
محافظة المنطقة الشرقية

مقدمات حرارة الصيف.. نهاية الأسبوع

صورة الخبر

أصعب من أي سباق مضى، يأتي ماراثون رمضان 2017 عسيراً على المنتجين والفنانين والمخرجين، الذين خرجوا تباعاً من السباق إما لضيق الوقت، أو مشاكل بين طاقم العمل، أو لفشل تسويق المسلسل، أو الخوف من المنافسة. المنتجون راهنوا على نجوم كبار لغزو الموسم المقبل، فالعرض في رمضان الجائزة الكبرى بالنسبة لهم، إلا أن أموراً كثيرة جعلت الاعتذارات تتوالى، عن المشاركة في الموسم الذي كان مقرراً عرض المسلسلات به. البداية كانت بسقوط صاحب أكبر نجاح في مواسم رمضان في الفترة الأخيرة، محمد رمضان، الذي كان آخر أعماله السنة الماضية مسلسل "الأسطورة". فبعد فترة من المقاومة ومحاولة التغلب على عقبة تأدية الخدمة العسكرية بمحاولة تصوير مسلسل "مرزوق وايتو"، الذي تعاقد عليه من فترة، باءت المحاولات بالفشل. في نهاية المطاف، شقيق الفنان محمد رمضان، ومدير أعماله، أنه لن يشارك بأي عمل درامي في رمضان المقبل، نظراً لضيق الوقت، والتزام شقيقة بالواجب الوطني. المفاجأة كانت لمحمد فؤاد من سباق رمضان، رغم أن منتج العمل الفنان تامر عبدالمنعم كان يحارب لأكثر من عامين لعرضه في رمضان منذ 2015، ولكن تأخر موافقات الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة أجلت العمل، لأن فكرة المسلسل ترتبط بقصة حياة ضابط مخابرات أحبَّ فتاة يهودية. وجاءت الأخبار غير المتوقعة بتقديم المسلسل ليعرض، في منتصف أبريل/نيسان المقبل، بدلاً من رمضان، فتامر مرسي الذي يشارك عبدالمنعم في إنتاج المسلسل رأى الهروب من الزحام في رمضان، وتجنب منافسة مسلسل "الزيبق" في نفس القناة المقرر أن يعرض عليها، خاصة أن مسلسل كريم عبدالعزيز يتناول أيضاً شخصية ضابط مخابرات. و، أن عرض العمل خارج رمضان سيجعل له فرصاً أكبر في نسب المشاهدة، بالإضافة إلى تمكُّن شركة الإنتاج من تسويقه بشكل جيد. شهر أبريل/نيسان، وجد العديد من الفنانين فيه ملجأً لهم لتفادي منافسة تكسير العظام في شهر رمضان، فما فعله صناع "الضاهر" ، ليخرج مسلسله "عائلة زيزو" من تكدس رمضان لشهر أبريل، وذلك ضماناً لنسبة متابعة عالية.خلافات للسقوط في سباق رمضان أشكال أخرى غير الرهبة من الزحام، فقد أصاب مسلسل المغني تامر حسني وياسمين عبد العزيز ، فقد تم باستبدال نص العمل بآخر، وإسناد مهمة كتابة المسلسل لورشة كتابة، بعدما كان أيمن بهجت قمر وخالد جلال هما من يقومان بكتابة حلقات المسلسل المتصلة المنفصلة. وتم الانتقال من مؤلف لآخر، بعد كتابة بضع حلقات، إلى تقليل فرص إنجاز العمل في موعده، ليعلن تامر حسني عن لعدم لحاقه بهذا الموسم، واكتفائه بتقديم فيلمه "تصبح على خير" هذا العام. الخلافات داخل "الكرو" لسوسن بدر ورانيا يوسف أيضًا من السباق، فبدأت المشكلات بخلاف بين المخرج والمؤلف لإجراء بعض التعديلات على السيناريو، فاعتذر مخرجه أسامة فوزي عن العمل، وذلك قبل انطلاق تصويره، ومن هنا انقلبت الأمور ودخل المسلسل في أزمة ضيق الوقت، لحاجتهم للاستعانة بمخرج جديد، . أزمة ضيق الوقت ، التي أثبتت حضورها في مواسم رمضان، وحققت نجاحاً كبيراً بمسلسلها الأخير "وعد"، فلن يكون لمسلسها الجديد "رسايل" حظ في موسم رمضان 2017، رغم أنه كان مقرراً له المشاركة. ولم تقبل مي أن يَخرج المسلسل بشكل غير لائق بسبب ضيق الوقت، وتعدد أماكن التصوير، فيحتاج المسلسل لحوالي 45 لوكيشن تصوير، والعديد من التحضيرات الأخرى. مشاكل التحضير أخرجت العديد من الأعمال من سباق رمضان كمسلسل "مصر الجديدة" لريهام عبدالغفور وروبي وسون بدر ورانيا يوسف، الذي كان من المقرر ، فرغم الشروع في صياغة الحلقات الأولى والتحضير له توقف، وأعلنت رانيا يوسف خروج العمل رسمياً عن السباق الرمضاني. وكان المسلسل سيشهد ، ليؤدي دور صاحب عقارات يتوفى في بادئ المسلسل، لينشب صراع بين أبنائه فيما بعد.تجفيف مصادر التمويل قائمة المسلسلات الساقطة في ماراثون رمضان 2017 طويلة، وعن أسباب التعثر يقول السيناريست سمير الجمل، إن مصادر التمويل لهذه الأعمال توقفت، مفيداً بأن كثيراً من هذه الأموال مشبوهة ومجهولة المصدر. وذكر في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن المنتج منفذ ووسيط بين بيع العمل وتسويقه وأصحاب الأموال، ضارباً المثل بمنتجين كانوا مدينين بشيكات بـ20 و30 مليون جنيه، وكانوا على شفا حفرة من السجن، وفجأة وجدوهم ينتجون أعمالاً ضخمة بخمسين وستين مليوناً، لذلك يعج موسم رمضان بالعشرات من المسلسلات التي لا قيمة لها، ماعدا ثلاثة أو أربعة أعمال، على حد تعبيره.حجة الوقت وشكك الجمل في ادعاءات المنتجين بتأجيل الأعمال الفنية لضيق الوقت، معتبراً أنها حجة للمخرجين للتراجع عن التعاقدات بسبب أزمات التمويل، فيرجح أن كثيراً من المسلسلات التي تأجلت ألغيت بالفعل. ليس شرطاً في نظر السيناريست والكاتب الفني أن يرسب المسلسل أو تقل فرص نجاحه إن عرض خارج رمضان، مدللاً بمسلسلات "نصيبي وقسمتك" و"سلسال الدم" و"الكبريت الأحمر" وجميعها حصدت نسبة مشاهدات مرتفعة. عن اختلاف أجور الفنانين إن لم يعرض المسلسل في رمضان، قال الجمل إنها جميعها تخضع للاتفاقات والمواءمات، فمن النجوم من يخفض أجره مقابل تقديم اسمه على "تيتر" المسلسل. ونوه إلى أن المنتجين ابتدعوا سنة، وهي تسويق الأعمال قبل إنتاجها بأسماء النجوم الكبار، ولكن مع الوقت اكتشفوا أن كثيراً من الأعمال نجحت من دون نجوم الصف الأول، وسقطت أعمال كانت لنجوم كبار.غيابهم غير مؤثر وعن تأثير غياب النجوم السابقين عن دراما 2017 رأى سمير الجمل أن غيابهم لن يؤثر، نظراً لزحام الأعمال في فترة رمضان. ماجدة موريس، الناقدة الفنية، رأت عوامل أخرى لتعثر المسلسلات، وأولها التأخر في تصوير العمل، وبالتالي لا يستطيعون اللحاق بالركب، متابعة: "على مدى السبع سنوات الماضية أصحاب أعمال فنية كثر لم يقدِّروا الوقت جيداً لتقديم مسلسل 30 حلقة، أي 22 ساعة ونصف الساعة، فلم يستطيعوا الاستمرار بالعمل". العديد من التأجيلات تحولت إلى إلغاء، كما أضافت الناقدة الفنية لـ"هافينغتون بوست عربي"، موضحة أن هناك أعمالاً أخرى عُلقت سنوات وخرجت في النهاية، ولكن تغيرت الاتفاقات.فشل التسويق السبب الثالث للتأجيل، بحسب ماجدة موريس وهو لا يعلن لعدم تسويق المسلسل قبل بداية الشروع فيه حتى يضمن المنتج أمواله، فإذا لم يحدث يؤجل العمل ويدعي أي شيء آخر، فلا يستطيع أن يعلن أنه فشل في تسويقه، لأن هذا يثبت فشل العمل. غياب الكثيرين عن موسم رمضان هذا العام تراه الناقدة الفنية أفضل للمشاهد حتى يستطيع الانتقاء دون تشتيت، كما أنه مفيد لصناع العمل حتى يأخذوا الوقت المناسب ليخرج العمل بشكل مناسب، بدلاً من العجلة والخروج بمنتج ركيك. وأكدت ماجدة هي الأخرى أن عرض المسلسلات خارج رمضان لا يعني فشلها، إن كانت أعمالاً جيدة، وهناك قنوات ما زالت تعرض مسلسلات رمضان عرض ثانياً وثالثاً مثل "جراند حياة" و"ونوس" و"الخروج" لأنها أعمال جيدة، وإن كان المنتجون يجدون صعوبة في تسويق المسلسلات بعد رمضان، بحد تعبيرها.