لا أتفق مع الذين رأوا بان فوز الخليج أمام الشباب بكأس ولي العهد 2-1 وخروج الاخير من المسابقة أكبر مفاجأة لعدة اعتبارات لعل أهمها ان الخليج تصاعد مستواه منذ بداية دوري "عبداللطيف جميل" صحيح انه خسر من امام اقوى واغنى الفرق السعودية الأهلي والشباب والنصر والهلال وهو أمر طبيعي غير انه واصل تحضيراته واهتمام إدارته ومدربه بتطوير قدرات اللاعبين والتركيز في التصاعد وتقديم مستوى افضل، هكذا كان جلال القادري يفكر وكذلك الادارة برئاسة فوزي الباشا الذي أكد أنهم يفكرون في المستقبل من المباريات والتركيز ينصب على التطوير وكسب الخبرة من اجل البقاء، وإن كان جدول الدوري لم يخدم الفريق لكونه واجه اقوى الفرق. ولعل الأمر الاخر ان الخليج درس الشباب جيداً واحترم الشبابيين من خلال الطريقة والاسماء التي شارك بها عكس الشباب الذي لم يحترم الخليج وكانه جاء واثقاً من الفوز والتاهل لدور ربع النهائي، والاسماء التي دفع بها مدربه كانت توحي بذلك حتى انه عندما احس بأن المباراة قد تطير منه حاول تصحيح انكساره، وتعديل اموره الفنية على ارض الملعب بالدفع باحمد عطيف ونايف هزازي ولكن الامور بقيت على حالها وزاد الخليج قوة وتماسكا فخرج منتصرا وعمت الفرحة لاعبيه. من لا يعرف الخلجاويين لا يدرك أهمية ما تقوم به إدارته وعملها في كل الاتجهات لتعزيز قدرات ناديها بمختلف الالعاب وكرة القدم خصوصاً، فهي تبحث عن مصادر التمويل فعملت على ايجاد شريك اساسي واستراتيجي من خلال رعاية مجموعة المجدوعي للموسم الثالث على التوالي، ولا ننسى توسيع المجلس الشرفي وقربه من رجال الاعمال الداعمين وتفعيل دورهم بالنادي، فهذه الادارة لم تقف عند خطوة واحدة بل طموحها كبير وتتطلع لانجازات بمختلف الالعاب وليس كرة القدم فحسب، فكرة اليد بدات تستعيد بريقها وتعود للمنافسة بقوة نظير الاستراتيجية التطويرية التي قامت بها الادارة المشرفة من خلال تقوية القاعدة واعادة مدرسة البراعم التيي عززت من قوة المراحل السنية. وحتى لا اخرج عن سياق الموضوع اؤكد ان انفتاح الادارة على الجميع والاستفادة من مختلف الانتقادات الهادفة ساعدتها على العمل باطمئنان والسير بالفريق لكل ما يتمناه الخلجاويون، فتعاقداتها المحلية والعناصر غير السعودية كلها كانت ايجابية وعاملا فاعلا على تعزيز القوة الفنية للفريق، وكانت وراء التطوير الذي يشهده الخليج وظهورة بمستويات مميزة حتى وهو يخسر، فالفوز امام الشباب انصف الخلجاويين بعد ان استمروا بتقديم المستوى وفقد النتيجة، وما تحقق امام الشباب سيكون دافعا لتحقيق انتصارات اخرى بالدوري وهو ما يحتاجه الفريق لكي يبدأ انطلاقته، وكم اعجبني ردود فعل الادارة والمدرب واللاعبين بعد هزيمة الشباب أنهم نسوا الفوز وتفكيرهم بمواجهة هجر، مؤكدين ان انتصارهم لن يخدعهم ليناموا على وسادته بل ان ذلك بات من الماضي والتفكير ينصب على استثمار هذه الروح لتحقيق الفوز الاول بالدوري، فهل يستثمر الخليج انتفاضته ويلحق هجر بالشباب ويبدا مرحلة انتصاراته بالدوري وتغيير صورة هزائمه السابقة ام يعيده هجر لدوامة خسائره؟.