×
محافظة المنطقة الشرقية

ريبري يريد الاعتزال في بايرن ميونخ

صورة الخبر

حدث عالمي بارز تستضيفه إمارة الشارقة سنويًّا «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي»، تميز الأسبوع الفئات بحضور مكثف ونوعي، جلسات نقاش من جانب، وحوار تفاعلي من جانب آخر، إضافة إلى جلسات شبابية وجلسات للمكفوفين وذوي الإعاقات الخاصة.. الأجواء كانت إيجابية جدًّا، تغطية إعلامية مميزة، ومساحة لتوطيد علاقات، وخلق أخرى جديدة للمستويات كافة. لكن هذه ليست كل الحكاية؛ فمن بعض المواقف وأثرها وبكل الإثارة نتعلم، وللحكمة بقية. فقد تصادف «المؤتمر الدولي للاتصال الحكومي» مع عودة حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي من رحلة سنوية لمعرض الكتاب بالعاصمة البريطانية لندن. هناك يجتمع بالكتّاب والمثقفين حول العالم، ويقيم ندوة هنا، ويحضر نشاطًا هناك. مع افتتاح المؤتمر كانت هناك في الأفق أزمة اتصال غير محسوبة. في لندن كان الشيخ الدكتور سلطان يتحدث عن الرئيس الفرنسي شارل ديغول وثورة الجزائر، واستقلال الجزائر، وعلاقة الجنرال الفرنسي ديغول بالرئيس المصري جمال عبد الناصر. تصريحات حاكم الشارقة جاءت في سياق حديثه عن «الثقافة والحكمة في التفكير السياسي»، وأسباب طلب ديغول، رئيس الجمهورية الفرنسية الخامسة، من وزير الثقافة الجلوس قربه على الدوام في اجتماعاته مع بقية الوزراء. لكن في ضوضاء المعلومات وعالم الاختصار اليوم الغائب عن العمق، والصخب الشعبي، تتداخل الفكرة الثقافية بالعامة، وتتحول المعلومة إلى تهميش تام لكل السياقات والأُطر. أخذ الحديث لغير محله، وفُسِّر بطريقة تحرّك العامة، وقُدّم الموضوع وكأنه انتقاص لثورة شعب. تفاعل العامة، وتم إثارة الحماسة بين البعض، وتحولت جملة في محاضرة نوعية إلى أزمة اتصال.. واتصال حكومي. ‎حاكم الشارقة رد بوضوح تام، وأعاد التأكيد لما هو معروف عنه: «أعرف تاريخ الجزائر جيدًا. الثورة الجزائرية كانت السبب في الإطاحة بالحكومات الفرنسية المتتالية. والأشقاء في الجزائر لهم كل الود والاحترام، وحديثي في لندن فُهم بشكل خاطئ بسبب الاختصار. وأشيد بثورة الجزائر». ‎وأشار إلى أن هناك كتابات كثيرة «لا نأخذ بها مثل كتاب من أجل تقييم تاريخ حرب الجزائر للكاتب جي برفيليه، المنشور سنة 2002، الذي ذكر فيه كثيرًا من الروايات، ونحن كمؤرخين لا نأخذ بما جاء به هذا الكاتب؛ إذ إن فيه موضوعات تمس الجزائر، وأخرى تمس فرنسا، وهي موضوعات تخالف الحقائق». قال الحاكم: «وربما فُهم حديثي بشكل خاطئ بسبب الاختصار المخل. وديغول الذي كان أشرس إنسان في تعامله مع إخوتنا في الجزائر من المجاهدين والمقاومين، حتى وصفته بأنه كالعود من الخشب به شوك كثير، لكن بعد ترؤسه الحكومة تم الاتصال سرًّا بجبهة التحرير، وبدأت المفاوضات». وبمباشرة لا تقبل التأويل أضاف: «وإذا كان إخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافًا بحقهم فأنا أعتذر عن ذلك، ولهم كل الود والاحترام». نقطة على السطر. هنا، وبالنسبة لي كمراقب، أجد أن هذا النموذج هو الأجمل لاختتام مؤتمر دولي، فاق النجاح في إمارة الشارقة؛ إذ قدم حاكم الشارقة الذي يرعى مؤتمرًا دوليًّا للاتصال الحكومي نموذجًا مبهرًا في الاتصال، وبتعامل مباشر مع المسألة تمت معالجة أزمة اتصال وتواصل، عبرت من أوروبا إلى شمال إفريقيا للخليج، وبكل لغات العالم، قبل أن تُخمد بحكمة. ‏قمة في الاتصال الحكومي والتعامل الإعلامي الواعي على المستوى الدولي، أو كما قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس الشارقة للإعلام، رئيس المنتدى: «‏كلام الحكيم إلى العقلاء».