يبذل رئيس الحكومة المغربية المكلف سعد الدين العثماني جهودا مع الأحزاب السياسية في المملكة لتشكيل حكومة جديدة للبلاد تنهي أشهرا عديدة من الفراغ السياسي الذي سببه فشل رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران في تشكيل الحكومة. وعلى عكس بنكيران رئيس حزب العدالة والتنمية الذي كان "متصلب المواقف" تجاه بعض الأحزاب، فإن العثماني رئيس المجلس الوطني للحزب ذاته يبدي "انفتاحا على الجميع"، حسب ما يرى الصحافي المغربي طارق بنهدا. السيناريوهات المحتملة للتحالف وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض المغربية إدريس لكريني في حديث لـ"موقع الحرة" إن من بين السيناريوهات المطروحة في التحالف الحكومي أن يتمسك العثماني بحزب الاستقلال (حصل على 46 مقعدا في الانتخابات البرلمانية) إضافة إلى الأحزاب الثلاثة التي كانت تشكل الأغلبية الحكومية خلال رئاسة بنكيران للحكومة. وكان بنكيران قد تحالف قبل انتخابات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مع حزب التجمع الوطني للأحرار (حصل على 37 مقعدا) وحزب الحركة الشعبية (حصل على 27 مقعدا) وحزب التقدم والاشتراكي (حصل على 12 مقعدا). ويصل مجموع المقاعد البرلمانية التي حصلت عليها الأحزاب الثلاثة إلى جانب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال 247 مقعدا في مجلس النواب الـ 395. ويحتاج العثماني إلى 198 مقعدا ليكون ثاني شخصية من حزب يحمل توجها إسلاميا ترأس الحكومة في التاريخ المغربي. "الظروف مساعدة" للعثماني وأكد نائب رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية الأستاذ عبد العالي حامي الدين لـ"موقع الحرة" أن الظروف التي تجري فيها المشاورات "تساعد على تشكيل الحكومة بقيادة سعد الدين العثماني". وقال حامي الدين الذي تحدث بعد خروجه من اجتماع لحزبه ناقش موضوع المشاورات السياسية إن "الوتيرة تسير بسرعة". وشدد المتحدث ذاته على عدم وجود "شروط تعجيزية من قبل أي حزب مثلما كان عليه الأمر في الفترة السابقة، فيبدو أن الجميع استخلصوا الدروس". وأشار حامي الدين إلى أن "المناخ السياسي يتميز بالهدوء والعقلانية وكل حزب يرغب في المشاركة في الحكومة باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة الذي أكد تمسكه بالمعارضة." ويقول لكريني إن العثماني "بكل تأكيد قادر على تشكيل الحكومة والخيارات الأخرى مثل إعلان فشله وتنظيم انتخابات جديدة هي خيارات مكلفة لا يريد أحد الذهاب إليها". ويعتقد المتحدث ذاته أن تعيين العثماني "رسالة إلى مختلف الأحزاب السياسية لتجاوز خلافاتها السياسية والمساعدة في تشكيل الحكومة"، وذلك بعد خمسة أشهر من المشاورات غير الموفقة التي قادها بنكيران والتي شهدت خلافات حادة مع أحزاب سياسية وصلت حد تبادل التصريحات والتصريحات المضادة عبر وسائل الإعلام الوطنية. ويضيف لكريني أنه "بالنظر إلى المشاورات الأولية يبدو أن هناك تغيرا في خطاب الأحزاب، والذين كانوا يبدون تحفظات في السابق وتخلوا عنها". ويتوقع لكريني أن يُعلن العثماني عن حكومة جديدة للبلاد في ظرف أسبوعين. خاص بـموقع الحر