تتميّز الفنانة رهف بقدر كبير من التحدي جعلها تواصل مشوارها الفني بعد توقف أعمال فرقة «جيتارا»، التي كانت أحد أعضائها الأساسيين، والوحيدة التي ثابرت لإثبات ذاتها وموهبتها منفردةً، ولا تزال تقدّم كثيراً من الإبداعات سواء كانت أغاني منفردة أو ألبومات. كذلك لم تتوانَ الفنانة عن دخول مجال التمثيل، خصوصاً مسرح الطفل. خلال هذا الحوار، نكتشف تفاصيل أكثر حول حياتها الفنية، ونجاحات عدة حققتها، ونتعرّف إلى رأيها في قضايا فنية داخل الكويت. متى كانت بداية دخولك إلى المجال الفني؟ انضممت عام 1999 إلى «جيتارا»، وكانت أول فرقة كويتية وخليجية عموماً تضمّ الرجال والنساء معاً. كنا أربعة أعضاء: فهد شموه، وخالد شموه، ورناد، وأنا. ورغم توقف أعمال الفرقة منذ سنوات، فإنها لا تزال تعدّ إحدى أبرز الفرق الغنائية داخل الكويت وعلى مستوى الخليج العربي، كذلك تُعرض أعمالها الغنائية حتى الآن عبر محطات فضائية عدة، خصوصاً أنها حققت نجاحات محلية وعالمية كثيرة. أخبرينا عن هذه النجاحات العالمية. لم يأت هذا الوصف من فراغ، لأن «جيتارا» الفرقة العربية الوحيدة التي قدّمت أغنية عربية ردّدها الجمهور بأكثر من لغة حول العالم (الأوزباكستانية والفارسية والسيرلانكية والباكستانية) وهي «يا غالي» من ألحاني وكلمات فيصل بورسلي وتوزيع رياض القبندي. غزت هذه الأغنية الساحة الغنائية في بوليوود، واقتبس لحنها في فيلم عالمي، كذلك انتشرت في أوروبا من خلال الغناء «الكاريوكي» الذي انتشر عبر موقع الـ«يوتيوب»، وفي ألمانيا من خلال مسابقة لمنافسة «الدي جي». حتى أن فيديو كليباً خاصاً بها نُفذ في فرنسا. وبخلاف هذه الأغنية، قدمت الفرقة أغاني أخرى ناجحة بمشاركة المطربة المصرية شيرين وجدي، كذلك كانت لها حفلات كثيرة ومهرجانات، أبرزها «هلا فبراير». ظروف خاصة لماذا أنت الوحيدة من بين أعضاء الفرقة التي أصرّت على الاستمرار في الغناء والمجال الفني؟ فرعي لكل عضو من الزملاء ظروفه الخاصة. عن نفسي، قررت الاستمرار في الغناء والفن، وأنشأت في منزلي أستوديو فنياً خاصاً أنفذ من خلاله أعمالي الغنائية. وإلى الغناء، ألحن كثيراً من الأغاني، ما يجعلني أكثر إحساساً بما أقدمه. نجاحات كثيرة ما أبرز النجاحات التي حققتها على مدار مشوارك الفني؟ نجاحات كثيرة، ولكن أكثرها تميزاً كانت مساهمتي في التلحين والتوزيع الموسيقي والتأليف لكلمات الأغاني لكثير من مقدمات البرامج الإذاعية. كذلك قدّمت تجربة الإعداد والتقديم لبرنامج إذاعي للأطفال بمشاركة المخرج عبدالعزيز الديكان، بالإضافة إلى المشاركة في الجانب الموسيقي لعدد كبير من إعلانات تجارية ناجحة كانت تقدم في شكل فني إبداعي أكثر من كونها مجرد إعلانات للترويج عن بعض السلع. أذكر أيضاً من النجاحات المميزة في مشواري إصداري أول أغنية منفردة لي في عام 2011 مع الفنان «ايدو»، وفي عام 2014 قدمت أغنية «أشوف الفرحة» مع الموزع حسين الجناعي وشهدت عودة موفقة لي، ثم أطلقت أغاني عدة كان من أبرزها «ناموا اللي ما عندهم جرح»، بالتعاون مع الفنان العراقي عمار مجبل، ومن إنتاج أستوديو حيدر جيتارا. ماذا عن نجاحات الفترة الراهنة؟ أصدرت أغنية منفردة أخيراً بعنوان «كفى»، وتمثّل التعاون الثاني لي مع الموزع حيدر جيتارا، ومن كلمات محمد الجبوري وألحان الفنان عبدالله الهيم. كان نجاحها واسعاً، والدليل تحقيقها أكثر من ربع مليون مشاهدة عبر موقع الـ «يوتيوب» في أول شهر من طرحها. التنوع الفني كيف جاء قرارك خوض تجربة التمثيل رغم أنك متخصصة أكثر في عالم الغناء والموسيقى؟ هي تجربة فنية أحببت خوضها تنويعاً في مشواري الفني، وتنحصر كلها في مجال مسرح الطفل حتى الآن، حيث أقدم غالباً أدواراً فنية ممزوجة بالغناء، من ثم لا أشعر بفرق بين ما أقدمه على خشبة المسرح من تمثيل أو غناء أو الاثنين معاً. كذلك أشير هنا إلى أن شخصيتي قريبة كثيراً من شخصية الطفل. كانت البداية في هذا المجال عندما تحدث إليّ قبل عام الفنان المجتهد والمميز محمد الحملي، فهو شعر بأن لدي طاقة إضافية أستطيع تقديمها على خشبة المسرح، وفعلاً أضفت نجاحات رائعة من خلال أول عمل مسرحي لي معه وهو «الغولة» الذي فتح أمامي المجال للعمل مع أسماء فنية مميزة أمثال الفنانة هبة الدري والفنان أحمد إيراج. لاحقاً، قدمت مسرحية أخرى بعنوان «وطن الأبطال» مع الفنان الكبير عبدالرحمن العقل والفنانة سماح. وأخيراً، كانت مسرحية «جزيرة الديناصور». ما أكثر أمر يميزك عن غيرك من المطربات داخل الساحة الفنية؟ أحب فني كثيراً وأعمل دائماً على التجديد والابتكار في أعمالي، فأبتعد عن السير على منوال واحد. كذلك أكتب أعمالي الغنائية وألحّنها وأقوم بالتوزيع الموسيقي بنفسي. ميزتني هذه الأمور كثيراً عن غيري من فنانات، كذلك اخترت عضو لجنة تحكيم في برنامج «ملك المكس» عبر أثير إحدى المحطات الإذاعية الكويتية، وهو أمر أعتبره إضافة لي. عموماً، أنا سعيدة بشخصيتي الفنية وبحرصي المستمر على تطوير نفسي وفني. شخصية خاصة ما رأيك في كثرة الأسماء الفنية الشابة في عالم الغناء والموسيقى الآن؟ أمر جميل أن نجد أسماء فنية جديدة كثيرة في عالم الغناء والموسيقى، لا سيما أن كل مطرب يعبّر عن شخصيته الخاصة، وبلا شك ثمة جمهور ينجذب إلى بعض المطربين دون غيرهم. عموماً، الساحة الفنية رحبة وتستوعب كل من يدخل إليها، خصوصاً إذا عرفنا أن الغناء حق من حقوق الجميع ولا نستطيع أن نمنع أحداً منه أو نتهمه بتخريب مسامعنا أو تشويهها، ففي النهاية الحكم للجمهور، وهو من يقرر استمرار الفنان أو توقفه، كذلك لكل إنسان الحرية المطلقة في الاستماع إلى هذا المطرب او ذاك أو تجاهلهما. من وجهة نظري، ليغنِ الجميع ويفرحوا ويستمتعوا بحياتهم. ما ردك على من يتهم بعض المطربين الشباب بالسطحية والاستعجال في انتقاء الكلمات والألحان بمستوى يسيء إلى الأغنية؟ عليهم أن يتركوا الشباب يعبّرون عن نفسهم ويختارون ما يعجبهم لأن لكل فنان جمهوره الخاص، وله الحرية في ذلك ما دام لا يتجاوز ثوابت المجتمع الذي يعيش فيه. ثمة قاعدة أساسية أؤمن بها وهي أنه لا بد من وجود نجاحات وإخفاقات في مشوار أي فنان كي يصل في النهاية إلى مرحلة من النضج الفني، فضلاً عن أن التنويع في التجارب الفنية أمر مطلوب، ولنكن إيجابيين في تعاطينا مع هذه الأمور. اسم بلدي ما طموحك الدائم الذي تسعين إليه؟ أول طموح هو أن أحمل اسم بلدي عالياً في كل ما أقدمه من فن لأكون سفيرة حسنة لأسم وطني الكويت. كذلك أتمنى أن أكون سبباً دائماً في إسعاد جمهوري بما أقدمه من فن. عاشقة مواقع التواصل الاجتماعي قالت الفنانة رهف إنها تعشق مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تقربها إلى متابعيها وتجعلها على تماس مباشر معهم. وتتابع: «من خلالها أعرف ما الذي يحبّه جمهوري وماذا يكره، كذلك استقبل الآراء بصراحة حول ما أقدمه من فن، وهي في معظمها تكون مشاركات إعجاب بأعمالي أو نصائح، وآخذ بها غالباً لتطوير أدواتي الفنية. كذلك أشعر بسعادة غامرة وباطمئنان عندما أجد البعض يدعمني». أما عن أهم هواياتها بعيداً عن الغناء والموسيقى، فتذكر رهف: «هواياتي قريبة من الفن، أبرزها رغبتي الدائمة في ابتكار أفكار جديدة في صناعة القوالب الموسيقية في أعمالي. كذلك أمارس هوايتي الرسم والكتابة، ولدي قصتان قصيرتان في مرحلة الكتابة. أحبّ أيضاً التصوير والتلوين على الزجاج. أما بعيداً من الفن فأحبّ ممارسة السباحة وكرة الطائرة والسلة، وبين الوقت والآخر استكشف نفسي مع هوايات جديدة».