×
محافظة المنطقة الشرقية

تحريات القصيم تطيح بعصابة “أبراج الاتصالات”

صورة الخبر

كم يحتار القلم عندما يتحدث عن النماذج المتفردة في عالمنا العربي، ونحن نخط في خواطرنا العلاقة ما بين الحكم ورعاية الإنسان، والاهتمام بثقافته وأدبه كونها ذات وشائج لا تنفك الأولى عن الأخرى في ترابط وتشابك، وكأنها عرى واحدة لصياغة حاضر، قلما تجده في واقع مملوء بالتناقضات وعصر طغت فيه المادة وتسيدت بمبادئها التعاملات.يأتي في مشهدنا نموذج اختلف وتجلت ملامحه في عطاء من نوع خاص، إنه عطاء صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي بلغ بمداده مداه، وعلى مدى سنوات عديدة ليعلي من قيم الثقافة الحقة .إننا عندما نتحدث عن عطاء سموه، فإنه يحسن بي أن أتطرق إلى العطاء اصطلاحاً في الهبة، وما يعطى من دون انتظار المردود من هذه الأعطية، وهي صفة ٌعرف بها الملوك والسلاطين منذ الأزل وحتى عصرنا الحالي، فهذا حال العطاء لمرة، فكيف إذا كان العطاء مسيرة من العمر؟وهنا، أستشهد بما قاله صاحب السمو حاكم الشارقة في أحد لقاءاته: «نحن في الشارقة 30 % من موازنتنا للثقافة والتربية والتوجيه، إنه العطاء إذا عالج العقول جعل من حامليها مفكرين ومستنيرين وهو الاستثمار الحقيقي». وإحقاقاً للحق، فإنّ أهل الشارقة يربون أبناءهم على القيم والأسس السليمة للدين والعادات والثقافات، وهذا ما رأيناه على أرض الواقع، فمن كان يحرص على زيارة معرض الشارقة للكتاب منذ بداياته أصبح الآن جدّاً أو جدة ويحرصون على زيارة المعرض في كل دورة مع أحفادهم.إنها مسيرة العطاء انطلقت لتمتد وتشمل كل فئات المجتمع وتعطي كل ذي اختصاص حقه في ممارسة حقوقه الثقافية، وقد قيل سابقاً «أعطني خبزاً ومسرحاً أعطك شعباً مثقفاً»، وصدق سموه عندما راهن على نجاح المسرح، فمن مسرح إلى ستة مسارح نشطة على مستوى إمارة الشارقة تستوعب أكثر من 3000 مشاهد، تتناوب في فعالياتها ست مهرجانات مسرحية لكل الفئات، وتحتضن المسرحيات الطويلة والقصيرة في كل عام، ويكرم المتميزون فيها من داخل وخارج الدولة بحضور سموه راعي النهضة الثقافية. قال صاحب السمو حاكم الشارقة في إحدى المناسبات بأن «المسرح يطرح ويعكس قضايا الإنسان»، وفي كل مناسبة مسرحية يدعو سموه المثقفين ويدعوهم للارتقاء بالمسرح وعدم الاستسلام لما يشوبه من الملل والضجر. وهنا يلفت سموه المهتمين والمختصين بالمسرح بأن يقوموا ويعالجوا المسرح، فهو وسيلة تثقيف وتوعية لا تختلف عن باقي وسائل التوعية، بل تكاد تكون مؤثرة بشكل قوي وواضح على المدى البعيد، فلولا المسرح الهادف لما خرجت الدول الأوروبية من ظلامها، وما أدركت عمق التأثير الفكري لها على مستوى المجتمع بكل أطيافه وفئاته. ولعل المتتبع للساحة الفنية في الإمارات سيلاحظ أن هناك عطاء فنياً هادفاً بدأ وما زال مستمراً بشكل متدرج، وغالبية من برزوا في هذا المجال إن لم يكن جميعهم من خريجي المسرح الهادف، وبالأخص المسرح الشارقي، كأحمد الجسمي وفاطمة الحوسني وسميرة أحمد، على سبيل المثال لا الحصر. مسيرة العطاء انطلقت عندما قالها سلطان «كفانا من ثورة الكونكريت ولنتحول إلى بناء الإنسان» منذ عام 1982 ليدشن انطلاقة مشروع الشارقة الثقافي الذي بدأ بالقراءة لتتوالى الفعاليات كتفتح الورود واحدة تلو الأخرى، إلى مهرجان الطفولة الذي ابتدأ ببذرة تثقيف الطفل ممهداً لمرحلة إلحاقه بالعمل الثقافي الذي امتد إلى خارج حدود الإمارة والدولة ليصل إلى العالمية. فها نحن أجيال مهرجان الطفولة نقف جنباً إلى جنب لنطور مشروع سموه الثقافي، فترى أبناء هذا الجيل يحملون شعلة الثقافة أينما كانوا ووضعوا بصماتهم في العالم والاقتصاد والشؤون الاجتماعية والتعليم. أيمن عثمان الباروت عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة