×
محافظة الرياض

"الغبار" يتسبب في الغاء مران النصر

صورة الخبر

< التوجهات الجديدة التي مضت لها السعودية في الحد من ظاهرة التعصب وفرضها أنظمة تضبط هذا التهور والانفلات في مشهدها الرياضي بالذات خطوات بالغة التأثير والأهمية وستعيد التوازن إلى وسط رياضي تم غض الطرف عنه للانشغال بما هو أهم، ولكن غض الطرف فهم بطريقة خاطئة، وهي توفير البيئة الخصبة للانفلات والتشويه والتدني في الطرح والوعي. قد يقول أحدكم وما دخل الشأن الرياضي في مساحة لا علاقة لها به، وفي ظل تخصص صفحات بالكامل في هذا الشأن والمشهد؟ أمضي إلى ذلك بالطبع في ظل أن التعصب الرياضي له أهله والمنغمسون فيه حد الجهل والعابرون معه إلى منصات الضوء والحديث والتمثيل، ولو توقفنا عند مفردة التعصب وحدها لأدركنا كيف أن هذه الكلمة تعبث، ومازالت، بالنسيج الاجتماعي، وأسهمت بشكل أو بآخر في تعزيز الكراهية والتطرف والعنصرية، وقادت كثيراً من الخلافات لأزمات وتصنيفات وحال غضب عارمة أسهمت في مزيد من التوتر والاحتقان. التعصب الرياضي ليس إلا فرعاً من منظومة التعصب الكبيرة، ويبدو أن التركيز على فرعه الرياضي لكون الجيل الطازج الجديد المتعطش للرياضة والمتنفس فيها حوى ثقافة هابطة وتعلّم الرديء، وبات يقاتل من أجل الألوان والشعارات، واستوعب ثقافة ليست مطمئنة على صعيد المستقبل والحلم. الاحتقان الرياضي جزء بسيط من الاحتقان الذي يقدمه التعصب الكبير في مختلف المجالات ولا ننكر أن هناك من يتلذذ بالضرب على وتر التعصب في الفروع الدينية والثقافية والاجتماعية وغيرها من الفروع ويمضي من نافذة هذا التعصب بلا وجهة ولا هوية، وكم من إساءات نعبر عليها صباح مساء في المشهد العام! وكم من خطابات كراهية وتحريض وتفتيت نقرأها من فوق وتحت الطاولات، ومن منصات البوح والتغريد من دون أن نقف بقوة تجاه من يقدمها ويرى نفسه شجاعاً في تناولها وإحيائها بين وقت وآخر، صمتنا عن التعصب الرياضي طوال السنوات الفائتة أنتج حريقاً هائلاً في هذا الوسط، وتوتراً غير معتاد، وحملات من الشكوك والتهم وجمل التخوين والتخويف، والزمن المقبل لعلاجها لن يكون إلا أضعاف الزمن الذي اشتعلت فيه، ولا سيما أن ذاكرتنا تحتفظ جيداً برصيد هائل من الملفات التي تعيد آثار التعصب إلى نقطة البداية، الصمت الذي عاشه الميدان الرياضي تعيشه مياديننا الأخرى والتي تملك أدوات مختلفة وشعارات متباينة ورغبات متفاوتة ونوايا طاعنة وطاحنة. لن تكون السيطرة على التعصب في متناول اليدين، فتفكيك هذا المصطلح على صعيد الطريقة والأسلوب والجهل والركاكة تفكيك عصي ومنهك في ظل المشوار الطويل والخبرات الناتجة من توفر كم هائل من الطرق والأساليب، قص أظافر مدمني التعصب وزارعيه وناشريه مهمة لازمة ولا بد من أن تكون ضاربة أيضاً. المشهد الرياضي خير بداية في المقبل من الأيام، وسنبني معه تفاؤلنا من عدمه على قص الأظافر في الفروع الأخرى ذات الخطورة المتدرجة والنخر المتقن للنسيج الاجتماعي، وضرب الأطياف بعضها ببعض، ولن يمضي التفاؤل إلى الأمام إلا بقانون لا يقبل مسح الوجوه أو تقدير الأنوف. بقيت جملة السطر الأخير التي تقول «إن المتعصبين جداً.. الطيبين جداً.. المتحمسين كثيراً.. المترددين في بتر أورامهم يسهل استغلالهم، وتوجيههم، وتمرير الإرباك بين يديهم».   alialqassmi@