توقع خبراء طقس أن تشهد مناطق شمال المملكة وبلاد الشام عواصف ثلجية مبكرة هذا العام، وهو ما تناقله كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي، وحسب الأرصاد الجوية الروسية فإن الشتاء المقبل سيكون الأكثر برودة منذ 100عام، فيما ترى الأرصاد الألمانية وفق النماذج العددية طويلة المدى، أن درجات الحرارة ستتدنى خلال الشهرين المقبلين في القارة العجوز نتيجة مرور الكتل الهوائية القطبية الشمالية باتجاه القارة. إلا أن الباحث الفلكي السعودي الدكتور خالد الزعاق رد على هذه الأقاويل موضحا «ما يشاع في مواقع التواصل الاجتماعي من أننا سنشهد بردا لم نشهده منذ أكثر من مئة عام كلام غير صحيح، ولا يتكئ على أسس علمية، فمن المعروف أن للمناخ دورات زمانية وأعلاها الدورة الزمنية العظمى ومدتها 75 سنة، وما يحصل من تغيرات يكون قد حصل في مدة سابقة لا تتجاوز الفترة الزمنية، ومن ثم تعود المنظومة المناخية لسيرتها الأولى، ومن جانب آخر مجهولية مصدر المعلومة وهو المرصد الروسي، فليس هنالك مرصد عالمي مناخي بهذا الاسم، وكثيرا ما نجد أن الإشاعات الموسمية تعلق على هذا المرصد المجهول». وأضاف الدكتور الزعاق «صحيح سيأتينا برد وصقيع وتتدنى على إثره درجات الحرارة لمعدلات حرجة، لكنه أمر معروف ومعتاد وحصل قبل ذلك على فترات متقاربة ومتباعدة لا تتجاوز الخمس والسبعين سنة، ولكن ليس كما صور في الرسالة المتداولة». ومن خلال دراسة كادر التنبؤات الجوية في مركز أرابيا إلى المعطيات الموجودة قبل فصل الشتاء، تجب الإشارة إلى احتمالية صحة وجود شتاء بارد على فترات على كل من القارتين الأوروبية وآسيا وقارة أمريكا الشمالية، وذلك نتيجة وجود عدة حقائق أهمها اتساع رقعة الجليد في القطب الشمالي بما يزيد على 60% من تلك الرقعة التي كانت موجودة في مثل هذا الوقت من العام 2012 م، بالإضافة إلى عامل الدورة الشمسية والتي تمر في أقل أطوارها الطبيعية الممتدة عبر مئات السنوات، حيث وصلت إلى أقل أطوارها في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي وهي في ازدياد منذ ذلك الحين وحتى بداية القرن الحالي، وبدأت تعود للانخفاض وما صاحب ذلك في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي من موجات ثلوج وصقيع قوية ضربت القارة الأوروبية وقارة أمريكا الشمالية وآسيا بما فيها بلاد الشام وشمال المملكة والتي استمرت حتى بدايات فصل الربيع، إلا أن ربط توقعات الطقس «طويلة المدى» في كل من روسيا وألمانيا بهذا الشكل، بالطقس في بلاد الشام والمملكة أمر غير علمي، خاصة أن إحصائيات السنوات الماضية تشير إلى أن العلاقة بين قوة الشتاء في القارة الأوروبية بالطقس في المملكة وبلاد الشام غير ثابتة، فلكل موسم ظروف جوية خاصة تتحكم به.