يسود العالم في هذا العصرالمائج بالفتن والحروب الجائرة والعدوان والخطط الماكرة والتصفيات الجسدية للخصوم السياسيين، يسوده قيادات في غالبيتها أو لنقل في نسبة لا يستهان بها أنظمة وقادة ببعضهم جنون العظمة وهوس السلطة والإفساد في الأرض لغياب المرجعية الأخلاقية، قانونهم قانون الغاب، لا ما يزعمون من ما يسمى بالقانون الدولي، فمن مجنون كوريا الشمالية الذي يتهدد العالم الغربي وبالتبعية بقية العالم بين الحين والآخر، مستعرضاً آخر ما وصلت إليه الصواريخ الكورية الشمالية، ويهدد ماليزيا المسلمة المسالمة بحرب شعواء بدأها بحرب كلامية بين البلدين على خلفية مقتل أخيه غير الشقيق في كوالالمبور العاصمة الماليزية، ورغم أنه قد أعدم عمّه أمام الجميع بقذيفة مدفعية محت كل أثر له في لمح البصر. ذلك من الضلال المبين، وبضدها تعرف الأشياء فحكم الضلالات يقابله الحكم الرباني الرشيد المبني على التطبيق الواقعي للإسلام في هذا العصر الذي ضعفت فيه الشعوب، والدول الإسلامية والمبني على الكتاب والسنة وتطبيقات الخلفاء الراشدين، ويمثل هذا الحكم الرشيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ونائباه. ومن أمثلة البعد عن الواقعية السياسية بعض سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، والذي يتخذ من عنصرية الرجل الغربي خصوصاً فكر اليمين المتطرف المسيحي الصهيوني شعاراً لسياسات بلاده الداخلية والخارجية والتي طالما تشدَّق الغرب برشد الحكم الديموقراطي الغربي بزعمهم، وبحقوق الإنسان وبالقانون الدولي، وليت شعري عن أي رشد يدعون، وقد شهد العالم أفعالهم في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا... إلخ. ويُعرّضون سكان كوكبنا «الأرض» إلى المهالك النووية، فترمب يُصعِّد حالياً من مواقف الولايات المتحدة الأمريكية ضمن إطار الحرب الكلامية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين على خلفية ملكية جزر في بحر الصين الجنوبي، وهو أمر لم يزل يجتذب خلافات كبرى بين الصين وجاراتها، فالمنطقة محل الخلاف غنية جداً بالنفط والغاز، وتحتوى على 7 مليارات برميل نفط كاحتياطي محتمل و900 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، كما أنها ممر مائي عالمي مهم جداً تمر به شحنات تجارية بقيمة 7 ترليونات دولار سنوياً، فهي تفوق سعتها عشرات المرات لسعة كل من قناة السويس ومضيق بنما مجتمعين. ومن رؤساء العالم المغترين بقوة بلادهم المادية الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي فتح عدداً من الجبهات على بلاده في آنٍ واحد، هي سوريا وأوكرانيا وشبه جزيرة القرم. أما أسوأ ما رزئ به عالمنا، فهي تلك التنظيمات الإرهابية المنتشرة في كل مكان، والتي تنفذ هجماتها الدموية دون تفرقة بين أحد وكان آخر مخططاتها تلك العملية الإرهابية التي كانت ستُنفَّذ في ماليزيا مؤخراً، والتي تم إحباطها من قبل أجهزة الأمن الماليزية. حفظ الله الإسلام والمسلمين في كل مكان.