Share this on WhatsApp بقلم/محمد الحيدر يبدو أن مراكز الرعاية الصحية الأولية موعودة بنقلة تعيد إليها ثقة المواطن.. فما يشهده هذا القطاع “اليوم” من حراك هو مفتاح لمرحلة جديدة، لأن البداية كما يبدو صحيحة، أو أقل منطقية ومعقولة. فمن المبشرات، ما حمله الإعلام من أن وزارة الصحة تضع “اللمسات الأخيرة للبرنامج التطويري لمديري مراكز الرعاية الصحية الأولية، ويجري الإعداد لتنفيذ البرنامج قريباً” . على الرغم من القناعة التامة بأن قياس درجة نجاح النظم الصحية مرهون بحسن الأداء والجودة في خدمات الرعاية الصحية الأولية، إلا أن مراكز الرعاية لدينا عاشت الشد والجذب، وصوراً من الاختلاف، “أضاعت الطاسة “، لعل أبسطها الاختلاف حول مواعيد الدوام، هل هو فترة واحدة أم صباحي ومسائي، وظل هذا القطاع ومشكلاته عنواناً حاضراً لدى كل “وزير” يتسلم مهام ” الصحة”، وتبقى ” قضايا الرعاية الأولية ” ولا تحل مشكلاتها وتورث تباعاً. وكالة “الصحة” للرعاية الصحية الأولية، لم تحب أن تبدأ من حيث انتهت إليها المعالجات السابقة لمشكلات مراكز الرعاية، وهي محقة في ذلك، فكل الخطوات والإجراءات التي استهدفت تصحيح مسار هذا القطاع، ووضعه في موقعها الصحيح من خارطة الصحة لم تفلح بعد. ربما الإخفاق الذي لازم ضبط المراكز سببه أن المداخل لم تكن مناسبة، وأن من تصدوا للمشكلة كان يضعون “العربة قبل الحصان”، ولذلك تعطلت المركبة، وباتت مراكز الرعاية شبه مهجورة. اللافت الأول والأهم في البرنامج التطويري الذي صممته الوزارة بالتعاون مع معهد الإدارة العامة هو أنه علمي واستصحب الإخفاقات السابقة لتفادي مكامنها، وآلية تنفيذه توضع بما يحقق الأهداف ويسهم في رفع كفاة أداء مديري المراكز وتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم.. وجانب آخر، هو أن هذه الخطوة لإحياء مراكز الرعاية الصحية الأولية تأتي في مرحلة الإصلاحات الشاملة التي يشهدها الوطن عبر “رؤية 2030″، وبرامج التحول الوطني التي التزمت بها القطاعات، ومن بينها الصحة.. ومن مبشرات “التحول” في الرعاية الأولية.. بداية مشروع الربط لـ 500 مركز، والملف الطبي برقم الهوية الوطنية، و” تطبيق طب الأسرة “، الذي سيتيح التواصل ( صوت وصورة ) مع الاستشاري، ذلك إلى جانب مضاعفة مقاعد تدريب الزمالة، أي رفعها 100 % لزيادة المخرجات الوطنية. في تقديري.. صيانة قطار الرعاية الصحية بهذا الفهم جعلها فقرة مهمة في منظومة الإصلاح الكبرى، ولذلك فهذا الأمر يجب أن يتم وبجودة متوافقة مع معاير “الرؤية”. وإذا كانت القناعة راكزة بأهمية الرعاية الصحية الأولية، وأن حيويتها تحمل عن “الصحة” أعباء كبيرة، وتخفض تكلفة العلاج إلى أدنى حد لأنها تمنع استفحال الأمراض.. فإن الخطوات “التفعيلية” التي تتم باتجاه استعادة ثقة المواطن في مراكز الرعاية، ستكون أكثر فاعلية إذا جعلت “الصحة” المواطن عنصراً في تشخيصها لأدواء مراكز الرعاية وفي العلاج أيضاً. فبما أن المراكز تعمل على مستوى الأحياء فمن السهل إيجاد آلية لرصد آراء المستفيدين. وطبيعي أن المواطن الذي مرت عليها كل فترات علل المراكز، سيكون حريصاً على تقديم ما يسهم في عافية هذه المراكز. المصدر Share this on WhatsAppShare0Tweet0Share0Share