اسرائيل ستفوز بالحرب من الناحية الفنية، ولكنه سيكون النصر الأكثر تدميراً في تاريخ الحروب في العصر الحديث. قد يبدو هذا سيناريو غير محتمل، ولكن احتماله يزداد يوما ً بعد يوم. فإذا كان نتنياهو قلقاً حقا بشأن إقامة إيران قاعدة عسكرية دائمة في سوريا قد تشكّل تهديدا خطيرا لأمن إسرائيل القومي كما يصرّح باستمرار، فإنه لا يستطيع استبعاد مثل هذا الإحتمال المرعب. يتم الآن اختبار جديته حول التهديد الإيراني من خلال نشاطه أو تراخيه في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. أرى أنه ليس هناك وقت أفضل للنظر بعناية فائقة إلى حل الدولتين على أن تسبقه عملية مصالحة في إطار سلام شامل بين إسرائيل والعرب، خصوصاً وانّ الدول العربية تشاطر نتنياهو قلقه إزاء التهديد الإيراني. والدول العربية بقيادة مصر والسعودية والأردن والمغرب وقطر هي الآن أكثر من أي وقت مضى في وضع يمكنها من ممارسة نفوذ كبير على السلطة الفلسطينية وحركة حماس للدخول في مفاوضات جادة، شريطة أن تظهر إسرائيل رغبة حقيقية لسلام حقيقي. ويمكن لنتنياهو وبعض وزرائه العنيدين أن يثبتوا ذلك أوّلا ً بتصريح أنّ ليس لإسرائيل أية نوايا لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، وثانيا ً بإعلان وقف توسيع المستوطنات لمدة سنة على الأقل. وإذا لم يدعم شركاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم مثل هذه المبادرة، فإنه يجب أن يكون لديه الشجاعة لإعفائهم من مناصبهم وتشكيل حكومة جديدة مع أحزاب اليسار والوسط التي تدعم السلام عن طريق التفاوض مع الفلسطينيين. نتنياهو تشدّق فقط بالكلام عن فكرة قيام دولة فلسطينية، ولكن إذا أصبح وجود إسرائيل ذاته على المحكّ بسبب التهديد الإيراني كما يؤكد نتنياهو باستمرار، فإنّ لديه القدرة والدعم الشعبي لتحقيق هذا الهدف. لديه فرصة سانحة لتحقيق السلام والإنفتاح على مستقبل واعد وآمن يتوق له اليهود في إسرائيل وخارجها. د. ألون بن مئير أستاذ العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدولية بجامعة نيويورك ومدير مشروع الشرق الأوسط بمعهد السياسة الدولية