×
محافظة عسير

الشؤون البلدية: الاهتمام بنظافة محافظة أحد رفيدة قائم

صورة الخبر

النسخة: الورقية - سعودي انحازت واختارت الأجيال السعودية الناشئة «كبارهم»، قدواتهم، مصادر ذائقتهم ودهشتهم من خارج أرض وإنسان السعودية في المجالات الإنسانية كافة، الرياضية، الثقافية، الأدبية، الإعلامية، والفنية، بعد أن تعذر عليهم رؤية سعوديين كبار بسبب عدم مشاركة الدولة في صناعة نجوم يكونون خط دفــــاع مانـــع لهزيمتنا أمام نجوم عرب وغرب. تقاعس قلب الحكومة وأطرافها عن صناعة كبار في مجالات ثقافية، فنية وبقية العلوم الإنسانية، كذلك رياضية، متناسين أنها بوابات «الوطنية»، من دونها يكون الوطن أقرب إلى حال مزرعة جرداء، لا نبات فيها ولا ثمر، وهو تقاعس يتسع منذ 30 عاماً، بات كأنه ثقافة دولة وقدر شعب، حتى هزم نادي برشلونة كل أنديتنا، إلى حدٍّ أصبح كل مشجع رياضي وكأنه «عميل مزدوج»، أو متوافق مع فكرة زوج «الثنتين» يتوجب عليه العدل بينهما. جفت رفوف مكتباتنا من «إدهاش» سعودي، فليس كل الحبر حكمة، حتى وإن ازداد عدد من يهتمون بشطط زائد التسابق على مهنة «دهان ورق»، وقُرِئت منتجاتهم بدرجة أقل من «شخابيط» مكتوبة على جدران بيوت مهجورة. بات القلم السعودي أبكم، متلعثماً، وكل حديثه لا يتجاوز تلعثم صغير تبتسم له حتى لا تكسر خاطره. كان السعوديون في حال أفضل رياضياً، أدبياً، فنياً، ثم صعدنا إلى أسفل، وأصبحنا لا نستحي من استعارة أجساد رجال ونساء من بلدان عربية، محاولين تحويلهم إلى «عارضات» أزياء، درامَا، غناء، حتى بعض أعمدتنا الصحافية (ومثلها الكتب) تكتبها أقلام عربية وتوقع عليها أسماء سعودية، بينما نأكل ثقافة ما وراء الحدود بنَهَمٍ فارط حتى أصبح لحم دماغنا من خيرهم. تَجْني دُور النشر السعودية أقل مما تجنيه مغسلة ملابس صغيرة لا تملك حبل نشر غسيل، وتستقبل شاشات قنواتنا الفضائية دراما ليس فيها رائحة السعودية إلا في ملابس الممثلين، أما النص والوجوه وأسلوب الإخراج فيتُعامَل معها كقصة تاريخية عن أمة انقضت، بينما يجاهر طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية بتعلقهم بنجوم العرب والغرب، في حين يعيش الكتاب السعودي على رفوف مكتباتنا «حالة أقلية»، ويستوجب أن تمسح على رأس الكتاب من دون أن تشتريه. تؤدي كل استبانة حتماً إلى إثبات اتساع شعبية نادي برشلونة، وأندية أوروبية بيننا أكبر من شعبية أندية القمة السعودية، وأن جاستين بيبر - على رغم اختلاف اللغة والجملة الغنائية - أكثر شهرة في السعودية من كل وجوهنا الفنية المولودة خلال الـ20 عاماً الماضية، وأن ما يُطبَع في بيروت يقرأه سعوديون يبلغ عدديهم أكثر من سكان لبنان. يصعب ربط الشهرة بالجودة، فيما يسهل ربطها بالتأثير، فالإعجاب بجاستين يمتد ثأثيره ومنافعه إلى جيب عامل كادح في مصنع أميركي صغير يمارس حياكة «أزارير» على جاكيت من ماركة يرتديها جاستن، وكلما زادت دائرة الإعجاب اتسعت تدفقات التجارة البينية بين السعودية وبلد النجم، لذلك نقول إن دور الدولة في صناعة الكبار مطلوب.     jeddah9000@