مكة المكرمة: الوطن 2017-03-16 1:30 AM ضرب مواطن سعودي مثالا رائعا للتضحية والإيثار، حينما بادر مع ابنه بإخراج مستأجري عمارته، فور نشوب حريق اندلع في شقة أحدهم بالدور الثاني في حي بطحاء قريش بمكة المكرمة مؤخرا، قبل انتشار الأدخنة السامة إلى كامل العمارة، ووصولها إلى والدته المسنة وابنته، اللتين لقيتا مصرعهما في الدور الثالث المخصص لسكنهم. الإقامة بفندق مؤقتا ولم يستطع المواطن عبدالله الإحيوي ابن الفقيدة منيرة العلي الحمد الحديبي، ووالد الفقيدة عبير- يرحمهما الله- والمصابة غدير، أن يظل في مسكنه بعد وفاتهما، حيث انتقل للإقامة المؤقتة حاليا في أحد فنادق مكة مع من تبقى من أفراد عائلته، للتخفيف على نفسه وذويه من ألم فراق أعز الأقارب. شهامة وتضحية وتعود تفاصيل الحادثة، حينما قام الأب عبدالله وابنه محمد بإنقاذ المستأجرين لديهم في الدور الثاني من حريق اندلع بشقتهم، ولم يعتقدا أن لهيب وأدخنة الحريق ستخطف منهما أغلى ما لديهما، وهما أم عبدالله وابنته عبير في وقت واحد، إضافة إلى إصابة الابنة الأخرى غدير، التي ظلت لعدة أيام تحت العناية الفائقة في المستشفى، فحينما أراد عبدالله وابنه محمد العودة إلى الدور الثالث مقر سكنهما بعد فراغهما من إنقاذ الجيران وإخراجهم خارج العمارة، لم يتمكنا من الصعود إلى الدور الثالث نظرا لإغلاق المصعد وباب الدرج المؤدي إلى منزلهما، نتيجة سرعة اشتعال النيران، مما ترتب عليه إعاقة سرعة الوصول إلى الفقيدتين. وأكد الإحيوي إيمانه بقضاء الله وقدره، حامدا الله على ما أعطى وما أخذ، مشيرا إلى أن ما حدث مكتوب من رب العالمين بأن تكون هذه النهاية لحياة الأم والابنة. يذكر أن الابنة عبير رفضت الهرب والصعود إلى أعلى العمارة وحدها، وتحاشي الأدخنة المتزايدة، وأصرت على البقاء محتضنة جدتها الطاعنة في السن ومساعدتها، حيث حاولت إنقاذها لكونها لا تقوى على الحركة بسرعة.