قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا لرويترز الأربعاء (15 مارس/ آذار 2017) إنه يجب تسريع وتيرة المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب في سوريا وذلك في الذكرى السادسة لاندلاع الصراع. وحتى الآن لم تتمخض المحادثات عن تقدم يذكر لإنهاء الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف ودفعت خمسة ملايين للنزوح لبلدان مجاورة وتركت 13.5 مليون في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية. وقال دي ميستورا "لقد أصبحت واحدة من أطول وأكثر الحروب وحشية في السنوات الأخيرة. لهذا هناك حاجة لتسريع أي نوع من المفاوضات سواء في آستانة أو في جنيف أو في نيويورك.. في أي مكان". ويحاول دي ميستورا أن يتوسط لإبرام اتفاق سياسي بين الأطراف المتحاربة في سوريا وبعد انتهاء جولة إجرائية من المحادثات في جنيف يوم الثالث من مارس/ آذار الجاري يعتزم دي ميستورا أن يجمع بالمفاوضين مرة أخرى من أجل مفاوضات موسعة يوم 23 مارس/ آذار. ودعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الأربعاء إلى إيجاد "مسار للسلام" عن طريق التفاوض وقالت إن واشنطن تقف إلى جانب مساعي دي ميستورا لإنهاء الحرب. وقالت هيلي في بيان "ينبغي أن يحقق الحل السياسي السلام والاستقرار للشعب السوري بعيدا عن تهديدات الإرهاب واستبداد حكومته وتدخل الدول الأجنبية التي تسعى لتحقيق مصالحها". واختتمت في آستانة عاصمة قازاخستان جولة ثالثة من محادثات مكملة بشأن وقف إطلاق النار الهش في سوريا وإجراءات بناء الثقة مثل الإفراج عن السجناء. ولم تحرز هذه المحادثات أي تقدم حقيقي أيضا. وتدير روسيا وتركيا وإيران، وهي دول تدعم أطرافا مختلفة في الحرب، محادثات آستانة من دون مشاركة تذكر من الأمم المتحدة. وقال مبعوث بريطانيا الخاص لسوريا جاريث بيلي إن محادثات آستانة لا تستهدف قط أن تحل محل محادثات جنيف لكنها أمر طيب إذا أسفرت عن تراجع العنف وتحسن الوضع الإنساني والإفراج عن المعتقلين. وتقول جماعات معارضة إنها لا تتوقع المشاركة في مفاوضات ما لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار. وتلقي باللوم على القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في خرق الهدنة بشكل مستمر. وقال بيلي في بيان أرسل عبر البريد الالكتروني "اتفاق الاستسلام القسري لحي الوعر المحاصر الأسبوع الماضي بالإضافة لاستمرار الضغط على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ضواحي دمشق ليس مشجعا. هذا الأمر يسلط الضوء على ضرورة أن تضغط روسيا على نظام الأسد للالتزام بوقف إطلاق النار". وحقق الأسد مكاسب كبيرة في ساحة القتال بمساعدة روسيا وإيران لكن الأمم المتحدة حذرت مرارا من أنه لا يمكن فرض حل عسكري للحرب. ويقول محققو الأمم المتحدة إن القوات الداعمة للأسد تواصل ارتكاب جرائم حرب رغم وقف إطلاق النار المفترض. وقال دي ميستورا إن محادثات جنيف ليست مرهونة بتحقيق تقدم في آستانة لكن التقدم في المسارين يعزز كلا منهما الآخر. وأوضح المبعوث الدولي أن صمود الهدنة يدعم العملية السياسية كما أن التقدم على الصعيد السياسي يعزز وقف إطلاق النار. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأطراف المتحاربة إلى "تعزيز" وقف إطلاق النار وإنجاح محادثات جنيف في حين دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين هذه الأطراف "لاستعادة مشاعرهم الإنسانية". وقال في بيان بمناسبة ذكرى اندلاع الحرب "نشاطر السوريين الأمل في أن 2017 سيكون العام الذي تنتهي فيه المجزرة".