فجّر وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعالون قنبلة بإعلان خروجه من حكومة بنيامين نتنياهو ومن العمل السياسي، معرباً علناً عن قلة ثقته برئيس الوزراء، قائلاً إن عناصر متطرفة وخطرة أصبحت تهيمن على الكيان، على خلفية التوتر حول العودة المحتملة لمسؤول من اليمين المتطرف إلى الحكومة. وكتب يعالون على حسابه على موقع تويتر، أمس، قلت لرئيس الوزراء إنه نظراً إلى سلوكه خلال الأحداث الأخيرة، وعدم ثقتي به، فإنني أستقيل من الحكومة، ومن الكنيست، وأبتعد عن الحياة السياسية، بعدما عرض نتنياهو حقيبة الحرب على اليميني المتطرف وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان. وحمل يعالون على السياسيين الذين تحركهم شهوة السلطة وتتحكم فيهم الاستحقاقات الانتخابية واستطلاعات الرأي، بدلاً من القيم الأخلاقية، في إشارة واضحة إلى نتنياهو وليبرمان. ورد نتنياهو الذي يشغل أيضاً منصب وزير الخارجية، أنه عرض المنصب الدبلوماسي الأرفع على يعلون لكنه رفض، وأوضح في بيان التغيير في الحقائب الوزارية لم يكن نتيجة أزمة ثقة بيننا، كان نتيجة الحاجة لتوسيع الحكومة حتى نحقق الاستقرار ل"إسرائيل" في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها. وتأتي استقالة يعالون بعد تصريحات لليبرمان قال فيها إنه منفتح على دخول حزبه إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف إلى الائتلاف الحكومي برئاسة نتنياهو، إذا تمت تلبية عدد من شروطه، ومنها تعيينه وزيراً للحرب. ويفسر محللون قرار نتنياهو اقتراح حقيبة الحرب على ليبرمان بأنه مناورة تهدف إما إلى معاقبة يعالون، وإما إلى استبعاد منافس محتمل في حزب الليكود، بعد خلافات طغت بينهما حول مواضيع عدة. ويقول محللون إن عودة ليبرمان ستجعل الحكومة الحالية الأكثر يمينية في تاريخ الكيان. في هذه الأثناء، أعلنت الولايات المتحدة أنها تتطلع للعمل مع من سيخلف يعالون أياً كان. ويحل محل يعالون في الكنيستالحاخام اليهودي يهودا غليك، أبرز قادة اليمين المتطرف،، ويقود حركة تطالب بالسماح لليهود بالصلاة في باحة المسجد الاقصى. من جهة أخرى، ألقى أهالي قرية تلفيت جنوب مدينة نابلس القبض على مستوطنين مسلحين خلال محاولتهما تنفيذ اعتداء على مزارعي القرية. وأعلن مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أنه تم ضبط المستوطنين مع سلاحهما في أراضي القرية، وأنه جرى تسليمهما إلى الشرطة الفلسطينية. وأصيب فلسطينيان برصاص الاحتلال في المواجهات المندلعة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، وشرق مدينة غزة. كما فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة صوب المزارعين ورعاة الأغنام شرق مدينة غزة من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وأصيب شابان بجروح متفرقة، والعشرات بحالات اختناق جراء قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 13 عاماً، لمصلحة مستوطني مستوطنة قدوميم المقامة عنوة على أراضي القرية. وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد، أن تهديدات ليبرمان لن تخيف قادة الحركة، وقال خلال تظاهرة دعت إليها الحركة غرب غزة دعماً للهبة الجماهيرية، وإحياء لذكرى النكبة إن تهديدات ليبرمان باغتيال قادة حماس السياسيين والعسكريين لن تخيفنا، الضرب بالضرب والحرب بالحرب، وأضاف نحن لا ندعو إلى حرب ولكن إذا فرضت علينا فنحن لها، داعياً كتائب القسام إلى مزيد من التخطيط لإرباك الاحتلال. وكان ليبرمان هدد، في وقت سابق، باغتيال قادة حماس في غزة إن لم تقم بإعادة جثث القتلى من الجنود الإسرائيليين في الحرب الأخيرة على غزة. وعلى صعيد عملية التسوية، يبدأ رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، اليوم السبت، زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى الكيان الصهيوني والأراضي الفلسطينية المحتلة، للدفاع عن مبادرة بلاده لإحياء عملية التسوية. (وكالات)