واشنطن ــ شاهر زكريا | لا يختلف ثنان على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعمل وفق نهجه كرجل أعمال ناجح وحقق إمبراطورية واسعة، مع الكثير من الأمور السياسية، من منطلق وضع الدولار في المكان المناسب أو في المكان الصحيح. البيت الأبيض طلب من وزارة الخارجية ومن بعثته لدى الأمم المتحدة أمس، بخفض ميزانيتهما لبرامج الأمم المتحدة إلى النصف. وتتضمن تلك الميزانية المساعدات الأميركية لحفظ السلام والتنمية حول العالم. وهذه التخفيضات تشكل %37 اي ما يعادل 20 مليار دولار من ميزانية وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ما يعكس رغبة إدارة ترامب في الحد من التزامات الولايات المتحدة تجاه المنظمات الدولية. يذكر أن الرئيس ترامب انتقد كثيرا خلال حملته الانتخابية السياسات الأميركية في الأمم المتحدة، منها الدعم الأميركي الذي يقدر %21 لبرنامج دعم الديموقراطية في أوروبا الشرقية من خلال منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مقارنا ما بين أميركا في هذا المجال واليابان، حيث إن اليابان تساهم فقط بـ%12 في هذا البرنامج. كذلك تضمنت التخفيضات لبرامج مساعدات عدة لوزارة الخارجية في كل من أميركا اللاتينية ودول أفريقية ودول الشرق الأوسط وبعض البلدان الآسيوية. راتب الرئيس وفي السياق، أعلن ترامب أمس، أنه سيتبرع براتبه الذي تبلغ قيمته 400 ألف دولار لجمعيات خيرية بحلول نهاية العام الجاري. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، إن «الرئيس قد قطع عهدا على نفسه أماما ناخبيه وأمام الشعب بالتبرع براتبه»، مطالبا وسائل الإعلام مساعدته لاختيار الجهات التي تستحق ذلك التبرع. يذكر أن التبرع براتب الرئيس سبق أن تبرع به كل من الرئيس هيربرت هوفر وجون كينيدي إلى جمعيات خيرية. وحول الاتهامات التي وجهها الرئيس ترامب لسلفه باراك أوباما بأنه تنصت عليه خلال وبعد حملته الانتخابية، قال سبايسر، إن الرئيس ترامب لم يكن يشير إلى التنصت على المكالمات الهاتفية عندما غرد عن ذلك، مضيفا: «اعتقد أن إدارة الرئيس أوباما قامت بإجراءات مراقبة خلال انتخابات 2016، ولكن الرئيس استخدم مفردة التنصت على الخطوط الهاتفية». وبين أن الرئيس أشار إلى إدارة أوباما بشكل عرضي وبالتالي لم يكن متهما أوباما بشكل شخصي بأنه شارك من خلال إصدار أمر بالتنصت، موضحا أن الرئيس ترامب تحدث عن وسائل أخرى في المراقبة وهذا ما كان يعنيه ويشير له. أمر تنفيذي جديد في غضون ذلك، وقع ترامب أمس، أمرا تنفيذيا جديدا ينص على التدقيق والمراجعة في حسابات من أعلى إلى أسفل الموظفين والعاملين في كل وكالة وإدارة داخل السلطة التنفيذية في الحكومة الأميركية، وذلك من أجل توفير المال وتحسين الخدمات. وقال ترامب: «هذا الأمر التنفيذي يعد خطوة رئيسية أخرى نحو جعل الحكومة الفدرالية فعالة ومسؤولة تجاة الشع»”، موضحا: «أن مليارات الدولارات تبدد على أنشطة لا تحقق نتائج تنفع الشعب الأميركي». إلى ذلك، تداولت وسائل إعلام أميركية، أمس، أنباء عن مصادقة الرئيس الأميركي في فبراير الماضي على استخدام وكالة الاستخبارات الأميركية CIA ، طائرات بدون طيار في عمليات هجومية خارج البلاد. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين (لم تفصح عن هويتهم) أن ترامب فور توليه مهام منصبه في يناير الماضي، صادق على رفع القيود التي فرضها سلفه أوباما على أنشطة الاستخبارات الأميركية شبه العسكرية خارج البلاد. وأضافت الصحيفة، أن سوريا شهدت أول هجوم عقب تلك المصادقة في فبراير، استهدف أبو هاني المصري، أحد قادة تنظيم القاعدة هناك. لكن وزارة الدفاع (البنتاغون) قالت عقب تداول خبر مقتل المصري، إن الجيش الأميركي لم يُنفذ الهجوم، ولا توجد معلومات مؤكدة حول مقتله. وتوقعت الصحيفة أن تتوالى هجمات الطائرات بدون طيار خلال الفترة المقبلة في دول اليمن والصومال وأفغانستان إلى جانب سوريا.