في زيهن العسكري والحجاب على رؤوسهن، تهبط النساء من برجٍ مؤلفٍ من ستة طبقات، يطلقن النار من بنادق هجومية ضد إرهابيين وهميين، ثم يحمين "صاحب مقام رفيع" في سيارة وينطلقن في سرعة. 22 امرأة إنخرطن في الكوماندوس الفلسطيني، ليكنّ من الرواد في مجتمع ذكوري إلى حد كبير، ويجري تعيينهنّ كأول الأعضاء الاناث في الحرس الرئاسي الذي يعد قوة النخبة الفلسطينية ويضم 2600 رجل. ويأتي دمج هذه المجموعة نتيجة متغيرات تدريجية في الضفة الغربية خلال السنوات الأخيرة، إذ تراجعت بعض الحواجز بين الجنسين، وإن كان لا يزال قليلا عدد النساء اللواتي تولين وظائف كانت ممنوعة عليهن كرئاسة البلديات والقضاء والحكومة، او الخوض في مشاريع خاصة. ومع إرتفاع نسبة البطالة في فلسطين، أصبحت الأسر أكثر انفتاحاً على دخول المرأة الوظائف غير التقليدية. ويشكل النساء3 في المئة فقط من أصل 30 ألفا من أفراد الشرطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية الأخرى في الضفة الغربية، ولكن هناك دفعة جديدة جاهزة للتوظيف، وفقاً للعميد رشيدة المغاربة، ما يدعم قضية المساواة بين الجنسين في قوات الأمن الوطني. وكان المجندون الجدد اختيروا من خريجي العام الماضي من "جامعة الاستقلال"، وهي أكاديمية الأمن التي تدرّب الضباط لمدة أربع سنوات في أريحا. كان انتقاء المتخرجة كروم سعد سريعاً. فباعتبارها امرأة، كان دورها التقليدي ان تتولى وظيفة في الإدارة، ولكنها أرادت أكثر، وكان حلمها خوض مغامرة والحصول على فرصة لاطلاق النار. تقول سعد ذات الـ 23 سنة: "لم أكن ارغب في الجلوس في مكتب، فمنذ كنت طفلة صغيرة، أحببت إطلاق النار والرياضة." وقبل يومين، لبست سعد والأخريات في مجموعتها أحذية قتالية سوداء، وزياً مموهاً وأقنعة تزلج سوداء فوق الحجاب، ليظهرن للصحافيين ما تعلمنه في التدريبات الخاصة. وقفزت العديدات منهن، بمن فيهن اللواتي لا تجدن السباحة، في بركةٍ لاستعراض شجاعتهن، وغصْن في المياه بلباسهن الكامل، بما في ذلك الأحذية القتالية. ست نساء، بمن فيهن سعد، هبطن الى أسفل البرج من ستة طبقات. وتغلّبت سعد التي برعت في اطلاق النار، على خوفها من المرتفعات الذي لجمها لأشهرٍ عدة. وقالت انه "خلال تدريب في الأردن مع القوات الخاصة المحلية، تغلبت على خوفها"، مضيفة انها أصبحت "تهبط بسرعة في طريقها إلى أسفل، وتبتسم عندما تلمس الأرض". تقول سعد إنها سعيدة بدورها في فتح أبواب الوظائف أمام نساء أخريات. فوالدها الذي تفتخر به شجعها، وأختها الصغيرة متحمسة للانضمام الى الحرس. ارتدت جميع الحارسات ما عدا إثنتين، الحجاب الأسود الذي يعكس اتجاها متناميا بين النساء الفلسطينيات لتغطية شعرهن كنوع من التقاليد والشعائر الإسلامية، أو الضغط الاجتماعي. وبينما كن يتدربن، كان مئات الشبان ينتظرون في طابور تحت شمس الصحراء القاسية. واستجاب عدد كبير من النساء لحملة تجنيد في الحرس الرئاسي الذي تأسس في عهد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، كجزء من اتفاقات السلام الموقتة مع اسرائيل، وتشكيل حكومة الحكم الذاتي. ونمت فروع أمنية عدة في عهد عرفات. وبعد وفاته في العام 2004، تدخّلت الولايات المتحدة وأوروبا في تدريب وتجهيز بعض الوحدات، كجزء من محاولة كبح جماح المسلحين والحرس. وتشارك الحارسات في مهمات الحماية الشخصية بما في ذلك لكبار الشخصيات الزائرة، في عهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي خلف عرفات، مع إستمرار بعثات خاصة في تدريبهن على مكافحة الإرهاب. اما في قطاع غزة الذي لا يخضع لسلطة عباس وتحكمه حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، فتخدم حوالي 400 امرأة في قوات الأمن الخاصة. وخضعت 16 ألف إمرأة أخرى لبعض التدريب، بما في ذلك فنون الدفاع عن النفس، ولكن عملهن بقيَ معظم الوقت في وظائف إدارية، مثل مراقبة الحدود او مكتب مكافحة المخدرات. واحتلّت إسرائيل العام 1967 الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، فيما سعى الفلسطينيون لاقامة دولتهم المستقبلية. وكان من المفترض ان يتم تدريب قوات الأمن الفلسطينية للمساعدة في إعداد الشعب للإنخراط ضمن الدولة، ومع ذلك لا تزال خطة الاستقلال بعيدة المنال، على الرغم من الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تكاد تنهار. وتقول بعض الحارسات الجديدات أنهن يخدمن وطنهن، وإن على المدى القصير، ولكن مع وجود المغامرة والرحلات التدريبية، بما في ذلك دورة تدريبية في إيطاليا. وفي الوقت نفسه، يأتي مدربون إيطاليون وفرنسيون إلى أريحا لتعليمهن السلوك القتالي والمزيد من مهارات الحماية الشخصية. وستبدأ النساء العمل لمصلحة حكومة عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية في فصل الصيف، وسيقمن في أماكن منفصلة عن الرجال، ولكن عملهن سيكون نفسه في الحماية الشخصية، خصوصا إذا كان هناك شخصيات من الإناث أو زوجات الزوار. فلسطيناسرائيلحماس