×
محافظة المنطقة الشرقية

في اليوم الاول .. تدريبات هجر : اجتماع وتدريب وكيك

صورة الخبر

إن الكبر والإصرار على الآراء والمعتقدات من سمات التشدد الذي يوجد في مختلف شرائح المجتمع الفكرية والدينية، والمتشددون يعتقدون أنهم على الحق والصواب ويحاولون أن يفرضوا آراءهم ومعتقداتهم على الآخرين، ومن صفاتهم التقوقع في القديم والتزمت والجمود الفكري الذي يرفض الحداثة أو مواكبة التنمية والتطوير، والمتشددون في المجتمعات الإسلامية يسيطرون على فكر المجتمع من خلال الحلول النظرية التي يقدمونها ولا تصل إلى حيز التطبيق على أرض الواقع، وتعجز عن علاج تحديات الواقع المعاصر، فبينما هم يجلسون في أركان الاستراحات ويرددون خير جليس في الزمان كتاب، يعززون حلولهم النظرية بأدلة من كلام كبار العلماء، ثم يُلْقونها في مجالس الدروس والندوات والمحاضرات، فيلتقطها أسراب المغردين فينتشر الخلط بين التحديث والتغريب في محيط المجتمع المسلم، وعندما يعجز المتشددون عن تقديم الحلول العملية الواقعية لقضايا المجتمع المعاصرة والمعقدة، يهربون من مواجهة الواقع، ويلجؤون إلى التحذير من عذاب القبر وعذاب جهنم والاستعداد ليوم الحساب، مع أن ذلك من الثوابت الشرعية إلا أن التحذير من العذاب في مواطن التحديث التي تتصل بتطوير الأمة بالذات لا يساهم في تقديم الحلول العملية للمشاكل المعاصرة التي يواجهها المجتمع، وكان الأجدر بهؤلاء المتشددين بما أنعم الله عليهم من علم ومعرفة، قيادة دفة التطوير وتقديم الحلول العملية التي تواكب متطلبات العصر الحديث بدلاً من التشدد ومحاربة التحديث والتطوير بذريعة خطر التغريب، والعالم الإسلامي اليوم ما زال رهينة لتصورات الفكر المتشدد الذي لم يسجل له التاريخ المعاصر شيئاً على أرض الواقع سوى استحداث المصارف الإسلامية الآمنة لحفظ أموال المسلمين بعيداً عن الربا، فعندما حاول الفكر الإسلامي مواكبة مستجدات العصر في التحديث والتطوير، وجد المبررات الشرعية الكافية لتأسيس المصارف الإسلامية التي لم تكن موجودة في عهد ابن تيمية وعصر السلف، وفكرة المصارف الإسلامية لم يكن بالإمكان تحقيقها لولا انتصار مفهوم التحديث والتطوير على التشدد والجمود. والتحديث يجب على كل دولة أن تسعى إليه، وهو يعني الاستفادة من تطبيقات العلوم والتقنية في الحياة بما يخدم البيئة والمجتمع لاختصار الطريق إلى حصد ثمار التنمية والانطلاق إلى آفاق جديدة، والخلط بين التحديث والتغريب شبهة تعود بالأمة إلى الوراء ظهرت منذ ثورة تقنية المعلومات والإنترنت، ونابعة من الاعتقاد بأن العالم الغربي يسعى للغزو الفكري للمسلمين ويحاول التأثير والسيطرة عليهم ليدخلهم قسراً في بوتقة العولمة. الخلاصة: إن الخلط بين مفهوم التحديث والتغريب سيلقى نفس المصير الذي لقيه مفهوم الغزو الفكري أمام سلطان التقنية الحديثة. والتخلص من التشدد والجمود الفكري يجب أن يكون في مختلف مجالات الحياة للمضي قدماً في مسيرة التنمية.