شوهدت الأعلام الروسية والسورية ترفرف فوق مركز عسكري تتمركز فيه قوات روسية في جب الحمراء غربي مدينة منبج، على مقربة من الحدود التركية، التي نشرت فيها مركبات عسكرية وقوات أميركية يوم السبت، في محاولة لمنع تصاعد التوتر بين الأطراف المتعددة التي تقاتل تنظيم «داعش». وعرض نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أمس، على واشنطن استئناف الاتصالات لتسوية الأزمة في سورية، مؤكداً أنه «إذا تغير الموقف على الجانب الأميركي، فإننا بالطبع سنكون مستعدين لاستئناف المشاورات حول الشؤون السورية بما في ذلك الأمور التي تشملها عملية جنيف للسلام». جاء ذلك، فيما تواصلت المعارك بين «داعش» وقوات سورية الديمقراطية (قسد) في ريف الرقة الشرقي، مع تسجيل «تقدم بطيء» للقوات المدعومة أميركياً باتجاه «عاصمة الخلافة»، حيث قتل 19 في غارات لقوات التحالف الدولي استهدفت ليلة السبت- الأحد منطقة الكسرات. في غضون ذلك، قررت فصائل المعارضة عدم المشاركة في الجولة الثالثة من محادثات أستانة المقرر انطلاقها اليوم، بحسب الناطق باسم الوفد أسامة أبو زيد، الذي عدد أسباباً من بينها «عدم تنفيذ أي من التعهدات الخاصة بوقف اطلاق النار»، الذي تم التوصل إليه برعاية روسية تركية في 30 ديسمبر واستمرار عملية التهجير القسري، الذي شمل آخر معقل للمعارضة في حمص تحت رعاية مباشرة من الضامن الروسي. في المقابل، أعلن وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف أن روسيا وتركيا وإيران ماضية في جهودها لعقد جولة جديدة من المحادثات رغم طلب المعارضة تأجيل الاجتماع. وناقش وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود جاويش أوغلو خلال اتصال هاتفي المسائل المتعلقة بالإعداد للقاء أستانة وسبل تطبيق الاتفاقيات الخاصة بتثبيت نظام وقف العمليات العسكرية ومواصلة العملية التفاوضية «البناءة» بين السوريين. وبعد خلافات، أعلن محافظ حمص طلال البرازي، أمس، توقيع اتفاق في حي الوعر المحاصر منذ سنوات لاستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من المصالحة بالتعاون مع الجانب الروسي، مشيراً إلى أنه سيتم إجلاء المسلحين الرافضين للتسوية مع أسرهم خلال 6 – 8 أسابيع إلى الشمال تحت إشراف القوات الروسية والهلال الأحمر. وفي دمشق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن توغل قوات النظام وحلفائها، أمس، على طول طريق يربط بين أحياء برزة والقابون وتشرين المحاصرة على أطراف العاصمة، موضحاً أنه تم بالفعل عزل المنطقة عن الجيب الرئيسي لفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. وغداة هجوم واسع على مطار الجراح شرق مدينة حلب، نفى مصدر عسكري سوري سقوط القاعدة الجوية المعروفة باسم «كشيش» في قبضة تنظيم «داعش»، مؤكداً أن القوات المرابطة بداخله، بدعم من الطيران الروسي، تمكنت من صد الهجوم وإحباطه. ومع اقتراب النزاع من دخول عامه السابع، بلغت معاناة أطفال سورية «الحضيض» نتيجة تصاعد أعمال العنف في 2016 ما جعل من هذا العام «الأسوأ» بالنسبة إليهم. وأورد المرصد السوري حصيلة جديدة ووثق فيها مقتل أكثر من 320 ألف شخص خلال ست سنوات من النزاع الدامي، بينهم أكثر من 96 الف مدني، و400 طفل ونحو 11 الف امرأة، موضحاً أن «معدل القتلى تراجع منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار» في 30 ديسمبر بموجب اتفاق بين موسكو وأنقرة. وأحصى المرصد مقتل نحو 114.474 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بينهم 60.901 جندي سوري و1421 عنصراً من «حزب الله» اللبناني، مقابل نحو 55 ألفاً من فصائل المعارضة و»قسد»، ونحو 56 ألفاً من جبهة «فتح الشام» وتنظيم «داعش» ومقاتلين أجانب من مجموعات أخرى.