طهران - قرر الإصلاحيون في إيران توجيه دعمهم في الانتخابات الرئاسية القادمة بمايو/أيار القادم، للرئيس الحالي حسن روحاني، بعد فترة من التردد رافقتها موجة من الانتقاد يشنها المحافظون ضد روحاني وحكومته لا سيما فيما يتعلق بالاقتصاد. وبحسب وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء (إسنا) أعلن رئيس "مجلس السياسات الانتخابية للإصلاحيين"، محمد رضا عارف، للصحفيين عقب اجتماع طارئ للمجلس، دعمهم لروحاني في الانتخابات المزمع إجراؤها في الـ19 من أيار/ مايو. وكان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إيران، محمد واعظي، أعلن مطلع يناير/كانون الثاني أن حزب الاعتدال والتنمية الذي ينتمي إليه روحاني، سيدعمه، للترشح لولاية رئاسية ثانية، في الانتخابات المقبلة. وكانت تقارير سابقة تحدثت عن بعض التردد داخل عائلة الإصلاحيين لحسم ترشيح روحاني في ظل الهجوم الشرس الذي يشنه خصومه المحافظين حول ما اعتبروه فشله في تحقيق طفرة اقتصادية هامة فضلا عن حالة الاستياء من الاتفاق النووي الذي أبرمه مع قوى عالمية من بينها الولايات المتحدة. إذ انتقد آية الله أحمد جنتي، رئيس مجلس الخبراء الذي يتولى اختيار الزعيم الأعلى لإيران، بشدة سياسة روحاني وما وصفه بفشل روحاني في تحسين الاقتصاد خلال أربع سنوات له في السلطة. كما انتقد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي الخميس بطء وتيرة التعافي الاقتصادي في البلاد رغم رفع العقوبات المفروضة عليها ودعا حكومة الرئيس حسن روحاني لتحقيق مزيد من الاكتفاء الذاتي وفقا لما ذكره التلفزيون الرسمي. وانتقد خطباء مساجد بعدة مدن إيرانية، في خطب الجمعة، السياسات الاقتصادية للرئيس حسن روحاني، عقب انتقاد المرشد الأعلى علي خامنئي، لتلك السياسات. وبحسب وسائل إعلام محلية إيرانية، فإن خطباء الجمعة في العديد من المدن انتقدوا السياسات الاقتصادية لحكومة روحاني، بعد انتقاد خامنئي لتلك السياسات في تصريحات الخميس والتي أكد فيها على ضرورة انتهاج "اقتصاد المقاومة"، الذي يعني به تحقيق التنمية عبر الموارد المحلية، وعدم الاعتماد على الاستثمارات الأجنبية. الإصلاحيون مستعدون ولكن يبدو أن المعسكر الإصلاحي الذي استقر على قرار الاصطفاف خلف روحانى، سيحاول الاستفادة أيضا من خطة وضعها الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني لمزيد من دعم حظوظهم في كسب أربع سنوات جديدة لصالح مرشحهم. وذكرت تقارير محلية عن السياسي البارز المحسوب على التيار الإصلاحي حسين مرعشي، وأحد أبرز المقربين للرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني أن الأخير كان قد وضع خطة قبل وفاته لضمان حسم الانتخابات من الجولة الأولى تحت شعار "مرشحو الظل". وقال مرعشي إن الخطة تعتمد على الدفع بمرشحين ذوي أسماء مقبولة من التيار الإصلاحي للترشح بجانب روحاني، والاستفادة بما سيتاح لهم من مناظرات تليفزيونية ومؤتمرات لطرح رؤية الإصلاحيين في القضايا والملفات المحلية والإقليمية وهو ما يعد ترويج لبرامج الحكومة الحالية وخطابها المعتدل، على أن ينسحب هؤلاء المرشحين قبل انطلاق الجولة الأولى بأيام وإعلان تأييدها لروحاني كما حدث من المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف في انتخابات 2013. وكان "تحالف الإصلاحيين ومؤيدي الحكومة"، الذي أسسه داعمو الرئيس الإيراني حسن روحاني، من المحافظين المعتدلين والإصلاحيين، فاز في الانتخابات النيابية وانتخابات مجلس الخبراء في فبراير/شباط 2016. وفيما حسم الإصلاحيون خيارهم التيار مازال التيار المتشدد يعاني انقسامات كبيرة لا سيما بعد أن أخفق في التوصل لمرشح واحد ينافس حسن روحاني في اجتماعه الذي عقده في 23 من شباط/فبراير الماضي. ويقول المتابعون أن تعدد الكيانات السياسية للأحزاب داخل معسكر المحافظين ستحد من حظوظهم في الفوز بمنصب الرئاسة وستسهل الطريق أمام روحاني لتجديد ولايته.