فتحت الزيارة المفاجئة التي نفذها وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة الأربعاء الماضي لأحد مراكز الرعاية الأولية في جدة.. جرح تلك المراكز المنتشرة في كل المحافظات والمدن التي مازالت «نقطة تحت السطر». ولأن تلك الرعاية الأولية تعد، وفق القاموس الصحي، «مفتاح تحقيق الصحة للجميع» فإن غياب هذا المفتاح أو حدوث خلل مباشر فيه تنذر بعواقب وخيمة. وحسب إحصائيات وزارة الصحة فإن عدد المراكز الصحية حاليا يصل إلى 2259 مركزا، وتم استحداث 911 مركزا جديدا خلال السنوات الست الماضية. وأعلنت الوزارة أنها تعمل على إحلال جميع مراكزها المستأجرة في مبان حكومية نموذجية وفق أحدث المعايير العالمية، إذ يشمل مشروع الإحلال حتى الآن 1671 مركزا صحيا، تم الانتهاء من 824 مركزا، وتم تشغيلها وجار تنفيذ وطرح المتبقي في مراحل عدة. ورغم اعتراف الوزارة أن عدد زيارات المراجعين للمراكز الصحية سنويا لأكثر من 54 مليون زيارة (بمعدل 23904 زيارات لكل مركز)، إلا أن واقع التحديات للأسف ربما لم تكشفه زيارة واحدة لمركز يتوسط مدينة مهمة مثل جدة لكنها من المؤكد عكسها لما يدور في مراكز بعيدة لا تراها الأعين ولا تصل إليها زيارات كبار المسؤولين.