أبدى المنسق العام لائتلاف «حق الشعب» في البرلمان المصري النائب اللواء مصطفى كمال حسين، استياءه من أداء الحكومة والبرلمان على حد سواء، وقال في حوار مع «الجريدة» إن المواطن يتعرض لصدمات متتالية، وضحية لتسرع الحكومة وعشوائية القرارات. وفيما يلي نص الحوار: • ما رأيك في أزمة الخبز الأخيرة ورد الفعل الشعبي عليها؟ - الشعب يعاني حالياً صدمات متكررة، وعلى الرغم من أنني أقول بكل صدق إن قرار وزير التموين علي المصيلحي بشأن الكارت الذهبي للتموين يعبر عن حرصه الشديد على المال العام، فإنه شابه التهور والتسرع، وتلك سمات أساسية في أداء الحكومة، التي أطالبها بمزيد من دراسات الجدوى والوقوف على حقيقة الأوضاع قبل اتخاذ أي قرارات، فالمرحلة الدقيقة التي تعيشها مصر الآن لا تنفع معها التجارب والمجازفات، وقرار خاطئ كلفنا جميعاً حالة غضب شعبي واحتقان، كاد أن يتطور إلى ما لا تُحمد عقباه. • هل يعكس البرلمان حقيقة الأوضاع الاقتصادية للشعب؟ - أتمنى أن ينقل أحد للحكومة الوضع السيئ للمواطن الذي يتعرض لضغوط وأعباء يوماً بعد آخر، بعد قرار تعويم الجنيه، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل خيالي، والشعب أنهك من كثرة الصدمات، وأظن أن الأغلبية البرلمانية هي السبب في هذا الوضع الذي وصل إليه حال البرلمان، فائتلاف «دعم مصر» شجَّع الحكومة على السير في اتجاه مخالف لما يريده الشعب، اعتماداً على التجاهل والتأكد من غياب الرقابة البرلمانية، حتى أضحى المواطن العادي متيقناً من أن النواب تابعون للحكومة، كما أن عدم قيام النواب بدورهم الحقيقي أيضاً تسبب في مشكلة قانون «الجمعيات الأهلية» الذي أثبت أن البرلمان يسير وفقاً للأهواء وليس للأصول والقواعد البرلمانية أو مصلحة الناس، فرفضت الأغلبية الاستماع إلى نداءات المجتمع المدني والكثير من المعترضين عليه وحرصوا على تمريره، لتأتي الاعتراضات عليه من رئاسة الجمهورية نفسها، وأعيد إلى المجلس، وهو أمر ليس بالهين في حق البرلمان وتاريخه. • ما رأيك في الإطاحة بالنائب أنور السادات؟ - السادات تقدم بمشروع مماثل للجمعيات الأهلية، وبدلاً من أخذه في الاعتبار تم إسقاط عضويته، وأؤكد أن إطاحة السادات جاءت في إطار حملة تشويه كبرى، وأكثر من نصف النواب الذين صوتوا على إسقاط عضويته فعلوا ذلك مجاملة لائتلاف الأغلبية وليس من منطلق إرادتهم الحرة. • ما تقييمك لأداء البرلمان بعد مرور دورتي انعقاد؟ - أستطيع أن أؤكد أن الصورة الذهنية عن البرلمان ونوابه لدى الشعب صادمة، فالناس سيطر عليها انطباع سلبي كافٍ للتأثير على أي منجزات تمت خلال تلك الفترة، أما فيما يتعلق بأداء النواب، فإن هناك أفكاراً يجب أن تتغير، فحينما كان يتم تأسيس البرلمان في تشكيلته الحالية، كان الجميع يسعى للانضمام لأي تكتل مؤيد للدولة، وكان يقال حينها إنه سيساعدك على إنهاء المشكلات والطلبات في الدائرة، وهو نهج الحزب الوطني المنحل، وتفكير ينتج أداءً برلمانياً لا يخدم الناس بشكل حقيقي ولا يصب في مصلحة البلاد، وأنصح النواب بقبول حقيقي للمعارضة، لأنها الوحيدة القادرة على إحداث شيء بناء وليس مجرد المجاملة والموالاة. • ما أسباب عدم الإعلان عن ميزانية البرلمان بعد أزمة «سيارات المجلس»؟ - لم نناقش في البرلمان الموازنة العامة للدولة بشكل دقيق، حتى نناقش ميزانية المجلس التي ارتفعت إلى نحو مليار جنيه، وأزمة السيارات أيضاً تنطوي على علامات استفهام كثيرة، لم تتضح لنا حتى الآن، وكان من الأولى لرئيس البرلمان توضيحها بدلاً من الهجوم على السادات.