صعبة هى الكتابة عن الأستاذ السيد يسين، فتأثيره فى الأجيال كبير، وإسهامه فى الثقافة العالمية لا ينكر. تعاملت مع المفكر الكبير، على ثلاثة مستويات، البداية كانت فى الاستمتاع بقراءة مقالاته فى الأهرام ومؤلفاته العديدة. ثم جاء اللقاء الشخصى، يوم أن تفضل برئاسة لجنة المناقشة لأطروحة الدكتوراة الخاصة فى عام ٢٠٠٨، وفى نهاية عام ٢٠١٤، اختارنى للعمل معه فى المركز العربى للبحوث والدراسات. خلال هذه المحطات الثلاث تبلورت لدى عدة قناعات حول هذه الشخصية الفريدة، أستطيع فى هذه السطور أن أجملها فى خصال أربع: <br/>١ ـ القدرة على استيعاب الطاقات الشبابية وتشجيعها: يواجه المشتغلون بالبحث العلمى فى مصر، صعوبات عديدة ويبذلون جهودا مضنية من أجل تحقيق ذواتهم. والسيد يسين، يتعامل مع شباب الباحثين بعقل وقلب كبيرين، على معنى أنه يستطيع أن يصنف الإنتاج العلمى للشباب تصنيفا دقيقا، ولا يجد أى مشكلة فى الإشادة بهذا الإنتاج فى أية مناسبة وعلى أى مستوى. ولا يبخل عليهم بالتكليفات العلمية التى تضعهم على الطريق الصحيح.<br/>٢ ـ النقد البناء: من المعلوم أن السيد يسين ناقش عشرات الرسائل العلمية فى جميع تخصصات العلوم الاجتماعية، والذى يسعده الحظ، ويشهد عددا من هذه المناقشات، يندهش حين يتكلم الأستاذ عن موضوع الرسالة، وحين يناقش الباحث، بعقل نقدى عميق، وبقدرة عالية على إبراز الجوانب الإيجابية والسلبية فى العمل، دون أن يفقد روح الود والأستاذية، فتتحول المناسبة إلى درس علمى كبير.<br/>٣ ـ التجدد المعرفى: سؤال السيد يسين حين يلقاك بعد غياب، ماذا قرأت فى الفترة الماضية؟ ومهما كنت مستعدا بالإجابة، فالمؤكد أن السيد يسين سيدهشك مرة أخرى، بإطلالة سريعة على أهم الكتب الجديدة فى الميدان، التى لم تسمع عنها إلا منه. إنه صنف من المفكرين دائم القراءة، تشعر أن عقله يزداد نضارة كل يوم بسبب بهذا التجدد المعرفى.<br/>٤ ـ استشراف التحولات: بعض المثقفين، بمرور الزمن وتقدم العمر، يحدث لهم تيبس فى آلة التفكير، عكس السيد يسين، فهو يمتلك القدرة على إثارة السؤال الصحيح فى الوقت المناسب، ويستبق التحولات الكبيرة ثم يعيشها، عقله دائما يتنفس من الروح الجديدة للعصر. كل الامتنان والتقدير للسيد يسين ومتعه الله بالصحة والعافية.<br/>