أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في مستهل زيارة إلى فرنسا تستمر 4 أيام، أن السعودية أدركت ومنذ وقت مبكر خطورة الإرهاب على المجتمع الدولي، فيما جدد على مواقف المملكة الثابتة إزاء قضايا المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن العدوان على غزة وحشي لا تقره المواثيق الدولية، مؤملا أن يتمكن اللبنانيون من اختيار رئيس يجمع كل الفرقاء، ويعبر بلبنان من أزمته الحالية، فيما أعرب عن قلقه مما يشهده اليمن من أعمال تهدف إلى تقويض العملية السياسية، مؤكدا أن موقف الرياض لحل الأزمة السورية يتمثل في تنفيذ قرارات "جنيف 1". وشدد الأمير سلمان على حرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لتطوير أوجه التعاون الثنائي بين الرياض وباريس، وتعزيز مستوى التنسيق تجاه القضايا الإقليمية والدولية كافة. بدوره، أمل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في أن تتمكن بلاده والمملكة من العمل على إنعاش مبادرة السلام العربية، فيما أكد أن إرساء السلام والأمن في الشرق الأوسط، يمثل أولوية فرنسية سعودية. وبدا هولاند، آسفا لانتقال الأزمة السورية إلى الأراضي العراقية، معلقا الجرس إزاء خطورة تنظيم "داعش". وحضرت المخاطر الأمنية التي تتهدد لبنان، في كلمة الرئيس الفرنسي التي ألقاها في مأدبة العشاء التي أقامها للأمير سلمان في الإليزيه، مؤكدا أن الرياض وباريس ستزودان الجيش اللبناني بتجهيزات يحتاجها؛ من أجل تحقيق أمن إقليمه وسلامة طوائفه. حمل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، هموم المنطقة من تنامي سطوة الإرهاب إلى الأوضاع المتأزمة في بعض البلاد العربية، خلال زيارته التي يقوم بها إلى العاصمة الفرنسية وتستمر 4 أيام. فمن فلسطين، إلى سورية، ولبنان، مرورا بالعراق وليس انتهاء باليمن، جاءت مضامين كلمة الأمير سلمان التي ألقاها في حفل العشاء الذي أقامه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على شرفه في قصر الإليزيه أمس. وأكد الأمير سلمان أن المملكة أدركت خطورة ظاهرة الإرهاب على المجتمع الدولي منذ وقت مبكر، فيما لم يفته التنويه لدورها في مجموعة العشرين، إذ عملت ما بوسعها لتعافي الاقتصاد العالمي بعد الأزمة التي مر بها، وهو ما جعلها تزيد من إنفاقها على البنية الأساسية، فضلا عن دعمها لصناديق التنمية الإقليمية والدولية، كما أنها أخذت بمهج معتدل في تأمين الاستقرار للسوق البترولية مراعاة لمصلحة المنتج والمستهلك، وقامت بمسؤولياتها وقت الأزمات في توفير الإمدادات البترولية. وفي الموضوع الفلسطيني، عدّ الأمير سلمان أن ما تعرض له شعب فلسطين الأعزل من عدوان وحشي مدمر على غزة أمر لا تقره المواثيق والمبادئ الدولية، وتستهجنه الشرائع كافة، مهيبا بالمجتمع الدولي أن ينهض بمسؤولياته لتأمين حماية الشعب الفلسطيني. وجدد ولي العهد موقف إزاء الأزمة في سورية، إذ دعت من خلاله إلى تنفيذ قرارات مؤتمر "جنيف1" وما تضمنه من تشكيل هيئة حكم انتقالية، تملك صلاحيات تنفيذية كاملة. فيما لم يفت الأمر سلمان أن يعرب عن أمله في أن يتمكن اللبنانيون من الاتفاق على رئيس يجمع كل الفرقاء، ويمكن لبنان من تجاوز أزمته الحالية. ورحب ولي العهد بالتوافق في العراق واختيار قياداته، متمنيا لهم النجاح في تشكيل حكومة وحدة وطنية، تحرص على وحدة العراق وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه، بينما أعرب عن قلقه البالغ لتدهور الوضع الأمني في اليمن، وما يتم القيام به من أعمال تهدف إلى تقويض العملية السياسية التي تستند إلى المبادرة الخليجية، مؤملا أن يسود الأمن والاستقرار اليمن، والالتزام بالشرعية، وما صدر عن مجلس الأمن في هذا الشأن. وقال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في مستهل زيارته الرسمية لجمهورية فرنسا، إن زيارته تأتي في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الوثيقة بين البلدين، والتي تشهد تطورا متناميا، حيث أسهمت الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عام 2007، وبشكل كبير جدا، في وضع العلاقات على مسارات جديدة وعالية من التنسيق والتعاون بين البلدين. كما نوه الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بأهمية الزيارة التي قام بها الرئيس فرانسوا هولاند للمملكة عام 2013 وما أنجز خلالها من اتفاقيات بين البلدين. وأكد ولي العهد أن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، على تطوير أوجه التعاون الثنائي، وتعزيز مستوى التنسيق بين البلدين تجاه كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى أن التعاون والتنسيق بين البلدين في أفضل حالاته. وأعرب ولي العهد عن سعادته بزيارة الجمهورية الفرنسية، ولقاء الرئيس الفرنسي للتشرف بنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للرئيس الفرنسي ولأعضاء حكومته والشعب الفرنسي الصديق. وكان ولي العهد قد وصل إلى باريس أمس في بدء زيارة رسمية بدعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية الرئيس فرانسوا هولاند، ولدى وصوله مطار أورلي كان في استقباله عند سلم الطائرة، وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والسفير الفرنسي لدى المملكة بيرتران بيزانسنو وممثل البروتوكول بوزارة الخارجية الفرنسية جيري، وعدد من الأمراء والسفراء العرب المعتمدين لدى فرنسا ومندوب المملكة لدى منظمة اليونيسكو الدكتور زياد الدريس، والملحق الثقافي في باريس الدكتور إبراهيم البلوي، ورئيس مجلس الغرف التجارية بالمملكة الدكتور عبدالرحمن الزامل، ورئيس وأعضاء مجلس الأعمال السعودي الفرنسي، وأعضاء السفارة السعودية في باريس. وبعد استراحة قصيرة، توجه ولي العهد إلى ساحة انفاليد حيث أجري استقبال رسمي، حيث كان في مقدمة مستقبليه وزير المالية الفرنسي ميشال سابان ممثل رئيس الجمهورية وممثل الحاكم العسكري الجنرال هنري بازان ومدير التشريفات برئاسة الجمهورية. وفور وصول ولي العهد استعرض حرس الشرف، ثم عزف السلامان الوطنيان السعودي والفرنسي، بعد ذلك غادر ولي العهد إلى مقر إقامته. ويضم الوفد الرسمي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان ولي العهد والمستشار الخاص الأمير محمد بن سلمان، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان.